– الكلمة التي ألقاها رئيس الحكومة حسان دياب أمام السلك القنصلي تضمّنت تماماً ما كان يقوله المشاركون في الحراك عند اندلاع الانتفاضة حول قلق اللبنانيين من غياب دولة تحميهم ومن وقوع الدولة في براثن الطائفية والفساد ومكالبتهم بقيام دولة القانون والمواطنة والعزم على حمل كرة النار حتى بلوغ المقصد مهما كانت التضحيات.
– فجأة صارت الكلمة عبر وسائل إعلام معروفة التمويل وعبر مقتطفات مركبة على وسائل التواصل إعلان تخلٍّ عن المسؤولية وتبعتها تحركات في عديد من الشوارع احتجاجاً ترجم بقطع طرقات شمل مناطق لبنانية عديدة.
– هل يريد المعترضون أن يقولوا لنا إنهم يعتبرون الدولة قادرة؟ فلماذا يثورون عليها إذن؟ وهل يقولون لنا إنها دولة لا ينخرها الفساد؟ فلمَ الانتفاض إذن، أم هي دولة القانون؟
– هل الاحتجاج على عزم رئيس الحكومة أن يواجه هذه التعقيدات والتزامه بأن يتحمل المسؤولية وأن يتخذ القرارات الصعبة لتكون لنا دولة؟
– من المقبول أن يكون الاحتجاج على القرارات التي تتخذها الحكومة عندما تتخذ، ولكن أن تقطع طرقات البلد باسم الشعب المنتفض على الفساد احتجاجاً على كلام رئيس الحكومة بفضح الفساد فتلك أحجية لا يفسرها سوى أن الذين نظموا عمليّات قطع الطرقات هم أهل النظام الفاسد والطائفية والمستفيدون منهما في تحذير يوجهونه لرئيس الحكومة من أنه يخاطر إذا اقدم وأن الثمن سيكون باهظاً إن حاول المساس بالفساد والطائفية.
– قطع الطرقات يريد أن يقول إن السيطرة الطائفية والمؤسسة على الفساد على فئات الشعب لا تزال قادرة على جعل الأبيض أسودَ، وجعل الفقراء الذين يفترض أن يساندوا الحكومة في مسيرة الإصلاح إن سلكتها ويحاسبوها إن أخفقت، هم مجرد قطعان تستطيع ماكينة الطائفية والفساد تحريكهم كما تشاء ووقتما تشاء.