مختصر مفيد أولاً وأخيراً تركيا
– منذ بداية الحرب على سورية وهي تبدو أنها بصورة من الصور حرباً تركية. فلولا تركيا لما كان لقرار الحرب جغرافياً إسناد وتنظيم وإيواء ورعاية. ولولا تركيا لما كان المشروع العثماني عنوان الإغراء بالسيطرة. ولولا تركيا لما كان فائض الأخوان العابر للجوار قادراً على خوض حرب.
– رمى المشاركون بثقلهم، لكنه كان مالاً وسلاحاً وحصاراً وضغطاً دبلوماسياً وسياسياً وباستعمال تركيا صارت الحرب حرباً، ولذلك بقي المشاركون ومثلهم حلفاء سورية يتشاركون بالمتابعة والمواكبة للحال التركية والسؤال عن مدى قدرة نظام الأخوان فيها على جر البلد والدولة للحرب حتى النهاية.
– كانت في حلب الرسالة الأولى وفي سراقب الرسالة الثانية أن كلفة الحرب التي يخوضها الأخوان ستدفع ثمنها تركيا البلد والدولة، وأن سورية ومعها الحلفاء لديهم ما يستحق خوضها فهل لدى تركيا البلد والدولة ما يستحق جعل بلدهم ودولتهم خادماً للأخوان؟
– الجواب على السؤال يساعد في فهم جواب على سؤال لاحق سيستحق يوماً حول أميركا و«إسرائيل» فهل لدى الأميركيين بلد ودولة ما يستحق أن يدفعوا ثمن حرب إسرائيلية إذا وجدوا أن لدى العرب والفلسطينيين ومن ينتصر لهم ما يستحق ليخوضوا هذه الحرب؟
– الجواب التركي الذي حملته حلب وكررته سراقب أن اللعب على حافة الهاوية ليس حرباً فعلية، بل هو حرب نفسية وأن المضي في الاختبار يكشف الأسرار.
– نجحت سورية ونجح حلفاؤها معها بالحصول على الجواب بأن ربح الحرب دون خوضها قد يلقى قبول تركيا البلد والشعب، لكن عندما يستحق دفع الثمن فصوت تركيا يرتفع عالياً برفض المغامرة التي تصير مقامرة، والبلدان والدول لا تقامر بمصيرها لنزوات عابرة.
ناصر قنديل