مديريّة المنية في «القومي» أحيت الأول من آذار باحتفال تخلله تكريم عدد من الطلاب عمر علم الدين: سعاده أرسى نهج الصراع لأجل قضية تساوي وجودنا فراس صبحيّة: سعاده ثبّت حقنا القومي ومتّن سيادتنا وهويتنا إليسار صبحية: بمبادئ النهضة القومية تعلّمنا أننا وُجدنا لنبلغَ القممَ ونكون خيرَ الأمم
أحيت مديرية المنية في منفذية طرابلس في الحزب السوري القومي الاجتماعي عيد مولد مؤسس الحزب أنطون سعاده، باحتفال في منزل مدير المديرية عمر علم الدين، تخلله تكريم مجموعة من الطلاب.
حضر الاحتفال منفذ عام طرابلس فادي الشامي وأعضاء هيئة المنفذية، عدد من الأمناء وأعضاء المجلس القومي، مسؤولو الوحدات الحزبية، رئيس لجنة الأسير يحيى سكاف، ممثلون عن الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية في المنية، ومخاتير وجمع من القوميين والمواطنين.
كلمة معرّف الاحتفال
عرّف الاحتفال ناموس مديرية المنية فراس صبحيّة وقال:
«في الأول من آذار عام 1904 ولد فتى الربيع في زمنٍ كانت أمتنا ترزح تحت الاحتلال العثماني، وفي الثانية عشرة من عمره رفض رفع علم غريب عن أمته على سارية المدرسة ما دفعه إلى البدء بالبحث عن سبب هذا التخبط الذي تعيشه الأمة السورية بسؤاله: «ما الذي جلب على أمتي هذا الويل؟».
صبّ سعاده اهتمامه على كشف هوية أمّته وجلاء حقيقتها منذ أول سنيّ شبابه،… وبعد البحث والتدقيق توصل إلى تأسيس مدرسة النهضة السورية القومية الاجتماعية المتمثلة بالحزب السوري القومي الاجتماعي التي رفدها بكتبه الفلسفية التي تغذّي عقولنا وتهذّب نفوسنا وقد أصبحت في ما بعد إرثاً ثقافياً قومياً وعالمياً.
نحتفل اليوم بميلاد المناضل والمدافع عن حقوق شعبه وأمته، نحتفل بميلاد صاحب العقيدة الحقة التي جمع من خلالها أبناء سورية بعد أن فرّقتهم الاتفاقيات والمعاهدات التي حاكها طواغيت العالم ضد أبناء البلد الواحد.
الأول من آذار هو ميلاد القضية القومية الاجتماعية، هو قيم وحضارة وتاريخ، هو عقيدة وفكر، مدرسة ومناقب، ونهج صراع ومقاومة لتثبيت حقنا القومي وتمتين سيادتنا وصون هويتنا.
«في هذه الدقائق الأولى التي تعيد أول نسماتك وأوّل أنفاسي أسمع في بلد غربتي، وسط الليل المخيم، صوتًا رخيماً ما أحلاه يناديني: «يا ابني أين أنت؟» فأرفع رأسي وأنظر في وجه السماء المقنع كوجه إيزيس وأنادي «يا أمي أين أنت؟ وأعود فأسمع صوتاً آخر يناديني «يا إبني أين أنت؟» فأعود إلى التحديق في وجه الأفق وأنادي «يا بلادي أين أنتِ؟».
كانت هذه كلمات أنطون سعاده في الأول من آذار من سنة 1929.
يقول المعلم سعاده: «النبت الصالح ينمو بالعناية أما الشوك فينمو بالإهمال»، ولأن الطلبة هم نقطة الارتكاز في العمل القومي، لذلك نعتني بهم ونكرمهم في احتفالنا هذا.
وتلا ناموس المنفذية أحمد علي حسن بيان الول من آذار.
كلمة الطلبة
وبإسم الطلبة المكرّمين تحدثت المواطنة إليسار محمد صبحية وقالت:
«بدايةً باسمي وباسم الطّلبة المكرَّمين يطيب لي أن أتقدّم بجزيل الشكر والعرفان وعظيم الامتنان لكل من ساهم بجهدٍ وعطاءٍ مميز لتكريمنا في هذا اليوم، في الأول من آذار ذكرى ميلاد مؤسس الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ أنطون سعاده، حيث شهدنا ولادة مدرسة فكريّةٍ جديدة، التي بمبادئها وتطلّعاتها ألهمت الكثيرين إلى التعمّق والانخراط والانتماء إلى هذا الحزب، وهم ما زالوا حتى يومنا هذا يدافعون بكلّ عزمٍ وتفانٍ عن مبادئهم التي تمثل حقيقة وجودهم.
كما أتوجّه بالتهنئة والتّبريك لكل من زميلاتي الآنسة هبة محيش والسيدة سلوى الرّفاعي وعائلتيهما الكريمتين بالنجاح الذي هنّ حتماً أهلٌ له.
عامٌ بعد عام، نجاح يليه نجاح، انتصار يليه انتصار على كل العقبات والعوائق التي اعترضت طريقنا نحو النّجاح والتميز وبلوغ مناهل العلم، فبإصرارنا وعزمنا على تحقيق الهدف سهرنا الليالي لنيلِ المنى واكتساب الشهادات في مخلتف توجهاتنا العلميّة. شهادةٌ نكتسبها ونوظّفها في خدمة مجتمعاتنا وأوطاننا في سبيل تطويرها والارتقاء بها نحو النّمو والازدهار والتّقدّم لننافس بها المجتمعات والدول المتقدّمة والتي سبقتنا بأشواط، فهي التي تدعم وتؤمن بمواهبِ وقدراتِ شعوبها الذي جسَّده أنطون سعاده بالمبدأ السّابع من المبادئ الأساسيّة قائلاً فيه: «تستمدُ النَّهضةُ السّورية القومية الاجتماعية روحَها من مواهب الأمّة السوريّة.»
نحنُ وُجدنا لنبلغَ القممَ ونكون خيرَ الأمم فهو الذي قال: «كلَّما بلغنا قمةً تراءت لنا قممٌ أخرى نحن جديرون ببلوغها».
وخصّت صبحية والديها برسالة مقتضبة، فقالت: «أبدأ بأمي، ملاذي وملجإي الأوّل، إلى من سقتني الحبّ وعلّمتني إيّاه إلى تلك المرأة التي تردّدت إلى مسمعي دعواتها لي ولإخوتي على الدّوام، إلى التي ربّت، علّمت كبّرت ورسّخت في نفسي القيم ومبادئ العزيمة والإصرار، إلى التي لو لم تكن لم ولن أكون ما أنا عليه اليوم, أدامك الله لي ولإخوتي وأهداك من كرمه جزاء تعبك عليّ.
والدي العزيز.. لطالما تخبطت في ظروف الحياة المرّة في وقتنا العصيب هذا، لتنير دربي فكنت دائماً السّند الذي لا يميل عني، أنت هبة من الله والمنحة الأسمى. حبيبي، قدوتي حفظك الله لي ولأبناء أمتك جسراً نعبر إليه فأنتَ الذي اتّخذت من أبناء أمتك أبناءً لك من فراس، زينون، عماد، جهاد، حسان، باسم ووليد وغيرهم الكثير وما فرقت بين أحد منهم يوماً.
أهالينا الأعزاء.. لو كان العمر يُهدى لما بخلنا به عليكم، نجد أنفسنا حتماً عاجزين عن شكرنا لكم، أنتم الذين أعطيتمونا بلا حدود أدامكم الله لنا بصحة وعافية.. حفظ الله آباء وأمهات الجميع..
وفي الختام، أعاود شكر الحزب السوري القومي الاجتماعي مديرية المنية لإعطائي فرصتي في الكلام والتعبير في هذه الذكرى العظيمة».
كلمة المديرية
وباسم مديرية المنية تحدّث مدير المديرية عمر علم الدين وقال:
«في هذه المناسبة الجميلة، في ذكرى مولد سعاده، أتوجّه اليكم بأخلص التهاني القلبية متمنياً لوطننا الحبيب العزة والمجد والكرامة.
نحتفل اليوم بالذكرى المئة وستة عشر لمولد سعاده. هذه الذكرى التي لا يحق لنا المرور بها مرور الكرام من دون أن نطرح على أنفسنا السؤال الآتي ماذا يعني لنا سعاده؟
بالتأكيد إن احتفالنا هذا ليس من باب التبعية الفردية، كما يفعل الكثير من البشر إنما للإضاءة على ما قدمه لنا سعاده في حياته والتي اختصرها بوقفة عزّ فقط.
لم يولد أنطون سعاده زعيماً. فالزعامة لا تولد مع الإنسان، بل تكتسب اكتساباً. أما الذكاء والعبقرية فتولد مع الإنسان، ولكنهما لا يصنعان الزعامة إلا اذا ارتبطا بالأخلاق. وهذا الذي سما بأنطون سعاده العبقريّ إلى أعلى مراتب الحياة فنال لقب الزعامة عن حق لا عن إرث، فكم من ذكاء استعمل للهدم والشرّ والأنانية الفردية وسرقة المال العام وغيره.
الحياة التي حياها سعاده لم تكن تُعدّ بالأيام والسنين ولا بالمسافة بين الولادة والموت. الحياة كانت عنده صراعاً من أجل قضية، قال عنها إنها تساوي وجودنا.
الفرق بين إنسان وآخر، ليس في ما يحققه الانسان من عمرٍ طويل، ولا في ما يجنيه من ثروةٍ وجاه وسلطان، بل بما يحققه من ذاتِهِ الانسانية العميقة، وتحقيق الذات الانسانية المجتمعية على نقيض تام مع الفردية.
الفردية تعبّر عن الأنا. أما الذات الإنسانية فهي تعبير أصيل عن النحن عن الإنسان عن المجتمع وهي الذات أو الشخصية التي حياها سعاده حتى الموت.
هنا تكمن عظمة سعاده لا بل عظمة كل انسان تغلب على ذاته الفردية وصارع في سبيل قضية تساوي الوجود.
وتابع: سألت ماذا يعني لنا سعاده والآن أسأل ماذا يعني لنا مولد سعاده؟
في الأول من آذار فتح فتى آذار عينيه على شعب مفكك مجتمعياً مستسلم قدرياً لا يعي قوميته ولا شخصيته الحضارية ولا قيمة هذه الحضارة المعبرة عن شخصيته الأصيلة المستمدّة من تراث وتاريخ عميق الجذور.
في الأول من آذار مطلع فجر الربيع أطلّ فتى من ضهور الشوير يحمل رسالة الإنقاذ، الرسالة التي تحدّت الاستعمار والمستعمرين، كما تحدت الإقطاع والإقطاعيين والطائفية والطائفيين وحاربت النزعة الفردية.
رسالة سعاده أرست قواعد الحركة السورية القومية الاجتماعية في نفوس أبناء أمته وقلوبهم وهي باختصار:
أولاً: إننا أمة واحدة لنا تاريخنا وحضارتنا.
ثانياً: إن هذه الأمة لها حدود جغرافية طبيعية واضحة المعالم.
ثالثاً: إننا مجتمع واحد، لا فرق بين غنيّ وفقير – بين محمدي ومسيحي – بين كبير وصغير – بين رجل وامرأة.
رابعاً: إننا جزء لا يتجزأ من عالم عربي مؤلف من أربع أمم وأمتنا أهمها.
خامساً: جاءت رسالة سعاده بتوجه واضح لمفهوم الاقتصاد الذي يجب ان يبنى على أساس الإنتاج فقط. والإنتاج بمفهوم سعاده لا يقتصر على النظرة الضيقة لمفهوم العمل، بل يتعداه الى الإنتاج الفكري والفني والصناعي والزراعي وكل هؤلاء المنتجين يحق لهم الحصول على كامل إنتاجهم.
هذا بعض وليس كل ما جاء في رسالة من نحتفي بذكرى ميلاده هذه الليلة غير أن أهمية هذا العظيم لا تقف عند التبشير النظري. فالمبشرون كثر كذلك رجال العلم والفلسفة والفقه. والى هؤلاء نقول مع سعاده «العلم الذي لا ينفع كالجهالة التي لا تضر».
سعاده طبق نظرياته وعلمه وفلسفته يومياً وحياتياً في سلوكه وتصرفاته وفي كل لحظة من حياته حتى الاستشهاد.
لقد حقّق سعاده بهذه المبادئ ذاته المجتمعية وذاته الإنسانية.
بناء الانسان الجديد هذا كل ما رمى اليه سعاده في جميع مبادئه الأساسية والإصلاحية.
هذا الانسان الجديد ولد بولادة سعاده.
الانسان الجديد لا يفصل بين المعرفة والأخلاق.
الانسان الجديد هو انسان المجتمع الانسان الأخلاقي الانسان القومي الاجتماعي.
الانسان الجديد هو نبض النهضة السورية القومية الاجتماعية الذي سمعناه في صوت النائب الأمين سليم سعاده إبن النمر الأبرص الدكتور الأمين عبدالله سعاده والأمينة المناضلة الدكتورة مي سعاده، حيث نقل وجع الناس وصرختهم ودلَّ على مكمن الفساد المتمثل بملوك الطوائف الذين يستخدمون الناس سلماً للوصول الى غاياتهم التدميرية.
الإنسان الجديد القائل مع سعاده «كل ما فينا هو للأمة وكل ما فينا هو من الأمة حتى الدماء التي تجري في عروقنا عينها هي ليست ملكاً لنا، بل هي وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها».
الانسان الجديد القائل مع سعاده «كلنا مسلمون لرب العالمين منا من أسلم لله بالإنجيل ومنا من أسلم لله بالقرآن ومنا من أسلم لله بالحكمة وليس لنا من عدوٍّ يقاتلنا في ديننا وأرضنا وحقنا إلا اليهود.
هذا هو المعنى الحقيقي والعميق لاحتفالنا بميلاد سعاده مؤسس وزعيم النهضة القومية الاجتماعية والتي بدونها لا خلاص لأمتنا ولا لإنساننا».
دروع تكريمية
هذا وقام المنفذ العام فادي الشامي ومدير المديرية عمر علم الدين بتسليم الدروع التقديرية للمكرمين وهم المتخرّجات: هبة محمد محيش لتخرجها من الجامعة اللبنانية كلية العلوم والحائزة على ماجيستير في تعليم علوم الحياة، الآنسة أليسار محمد صبحية لتخرّجها من الجامعة اللبنانية كلية الصحة العامة ونيلها الاجازة الجامعية في العلوم التمريضية والآنسة سلوى سمير الرفاعي لتخرجها من جامعة العزم كلية إدارة الاعمال ونيلها الاجازة الجامعية في العلوم المالية.