معلومات خطيرة عن ممارسات المخابرات «الإسرائيليّة» في بعض دول المنطقة
} كتب سعيد معلاوي
قرأت بالأمس تصريحاً خطيراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي للوزيرة السابقة للسياحة والآثار في الأردن السيدة مها الخطيب عما فعله السواح «الإسرائيليون» في العديد من المناطق الأردنية خلال مرحلة وجودها في الوزارة، ولأنها كشفت هذه التصرفات المخابراتية للجهات الرسمية المعنية في المملكة الأردنية كان الثمن إخراجها من الوزارة، ومما جاء في معلوماتها:
«شاهدنا الكثير من الإسرائيليين يدفنون قطعاً نحاسية وحديدية وحجرية عميقاً في باطن الأرض لتبدو أثرية بعد عشرات أو مئات السنين وعليها كتابات عبرية بالحروف العبرية القديمة والغير مستعملة الآن في مواقع عدة مثل: وادي ابن حماد في الكرك، وفي البتراء، وفي طبقة فحل، وقبضنا عليهم في حينه بالجرم المشهود واعترافاتهم بذلك مسجلة وموثقة».
وتضيف الوزيرة الأردنية: «علمت أنهم قاموا بنفس الفعل في مناطق الأكراد في العراق، ويأتي ذلك من ضمن الفكر التوسعي الصهيوني الذي لا حدود له فهم يريدون إقناع العالم بأنّ أيّ مكان مرّوا به ولو ليومين فقط كسواح في غابر الأزمان هو من حقهم»
وختمت الوزيرة الخطيب هذه الشهادة للتاريخ عن خطر الوفود «الإسرائيلية» إلى دول عالمنا العربي، اللهم قد بلغت… اللهم فاشهد.
بناء على هذه المعلومات التي ألتقي فيها والوزيرة الخطيب، ولكن في الجانب اللبناني لجهة تصرفات جيش العدو «الإسرائيلي» إبان احتلاله لعدد من المناطق اللبنانية والتي تتطابق ومعلوماتي تماماً، وكنت في العام 2000 وبعد تحرير الجنوب بوقت قليل، كنت قد زوّدت جريدة «النهار» عندما كنت أحد أفراد أسرتها ما سأرويه الآن إلا أنّ إدارة «النهار» لم تأخذ بمعلوماتي، وبالتالي لم يتمّ نشرها.
اليوم، وبعد تصريحات الوزيرة الاردنية أجد نفسي وجهاً لوجه مع الجقيقة ذاتها التي لا لبس فيها، فما علمته في أعقاب الاندحار «الإسرائيلي» من منطقة البقاع الغربي في نيسان من العام 1985 باتجاه منطقة حاصبيا جنوباً من أهالي بلدة البيرة القريبة من بيادر العدس ومفرق كامد اللوز في البقاع الغربي، حيث كان الموقع العسكري «الإسرائيلي» الأكبر على هذا المحور في مواجهة الجيش السوري، والذي يقع تحديداً عند الطرف الشمالي لسهل الرفيد، بأنّ أصحاب المنازل المجاورة للموقع لاحظوا خلال قيام الجرافات «الإسرائيلية» بتدمير هذا الموقع يوم الانسحاب منه، بأنّ عدداً من العسكريين كانوا يواكبون هذه الجرافات ويقومون برمي رقاقات نحاسية وحديدية داخل الحفر قبل طمرها بالتراب، وهذا ما يؤدي في المستقبل القريب أو البعيد الى ذات الأهداف التي مارسوها في الأردن.
أما الإضافة التي سأرويها والأكثر تعقيداً وتأكيداً عن الممارسات «الإسرائيلية» داخل الأراضي اللبنانية قبل انسحابهم منها فأقدموا في مرحلة من المراحل وبالأخصّ قبل انسحابهم مما كان يسمّى الحزام الأمني بعدم تسليم جثث القتلى اللحديين فوراً، فكانوا يأخذون بعض هذه الجثث الى مشافيهم داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة ليلبسوها بزات الجنود «الإسرائيليين» ويضعوا على صدور هؤلاء رقاقات نحاسية مكتوب عليها اسم عسكري يهودي وشارة الجيش الاسرائيلي وزمان ومكان مقتله، وبعد ذلك كانوا يقفلون التوابيت على هذه الجثث ويمنعون أهل هؤلاء من فتحها، وكانوا يواكبون هذه العملية عبر عملائهم حتى ساعة دفنهم.
ويبقى القول إنه يجب أن تُؤخذ هذه المعلومات بعين الاهتمام من قبل الدولة اللبنانية كي لا نندم بعد أن لا ينفع الندم.