تكريم روّاد محافظة القنيطرة في منظمة طلائع البعث بحفل فنّي في المركز الثقافي العربيّ في الميدان
} لورا محمود
إن التكريم يحرّض على التميّز ويحفّز على المضي قدماً نحو التطور والإصرار على تحقيق الحلم، هو أيضاً بمثابة تثمين لجهود المبدع على ما قدّمه من عطاء لذا لا بد من استثمار هؤلاء المبدعين والروّاد لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة للوطن، خصوصاً في سورية، التي تترك وراءها سنوات الحرب لتنهض من جديد وتعيد بناء نفسها وإعادة إعمار مؤسساتها بجهود أبنائها المؤمنين بقدراتهم وقدرات وطنهم. لذلك قامت مديرية تربية القنيطرة بالتعاون مع منظمة طلائع البعث بتكريم 82 طالباً وهم روّاد على مستوى القطر وعلى مستوى الفرع في مختلف الاختصاصات العلمية والأدبية والفنّية في محافظة القنيطرة إضافةً إلى تكريم عدد من المتقاعدين ممن لهم مساهمات كبيرة في العمل الطليعي هذا ضمن حفل أقيم في المركز الثقافي العربي في الميدان، بحضور محافظ القنيطرة ومديرالتربية في المحافظة ورئيس منظمة طلائع البعث وعدد من أمناء أفرع منظمة الطلائع والتربية.
«البناء» كان لها لقاء مع محافظ القنيطرة المهندس همام صادق دبيات الذي أكّد أن مواهب الطليعيين لافتة ومهمّة. وقال: هم جيل المستقبل، ونحن نؤمن أن الطفل والطالب ليسا وعاء نملأه إنما هم شعلة بحاجة إلى تأمين ما يلزم من أسباب النجاح. الطالب يملك طاقة وإمكانيات في داخله وعلينا تأمين الوسط المحيط ليبدع ويتفوّق.
وتابع: من خلال متابعتنا للمجال التعليمي هناك سؤال نسأله دائماً «ما هو الشيء الذي يدفع الطفل للتميّز والتفوّق»، من قال لأنه يحلم بأن يحظى بوظيفة تعليمية جيدة بالمستقبل، ومنهم من يقول إنه مراد أهاليهم، لكن أغلب المتفوّقين أجمعوا بأنهم يرغبون بخدمة مجتمعهم لذا المجتمع المدني في محافظة القنيطرة يهتم بهؤلاء الطلاب وأيضاً الحكومة والمحافظة تهتمان بالمتفوقين ونعمل على زرع هذه الروح فيهم ونشر هذه الثقافة وتعميقها بشكل موجّه أكثر.
بدوره صرّح رئيس منظمة طلائع البعث الدكتور عزت عربي كاتبة لـ»البناء» أن الإبداع يولد من رحم المعاناة. وأطفال سورية عانوا الكثير خلال الأزمة، وربما هذا التفوق كان أسلوبهم في التعبيرعن تمسّكهم بوطنهم وقائد هذا الوطن وتقديرهم لما قدّمه رجال الجيش العربي السوري من تضحيات. فهذا بالنسبة لهم بمثابة رد للجميل.
ولفت كاتبة إلى أن القنيطرة لها رمزيّة خاصة، فهي كانت على خطّ تماس مباشر سواء مع العدو الصهيوني أو حتى بوجود الإرهابيين. وهذا ما دفع أبناء القنيطرة ليكونوا أكثر تميّزاً من أقرانهم.
وأضاف كاتبة: منظمة طلائع البعث هي المنظمة المسؤولة عن الطفولة في سورية وتُعنى بالأنشطة الخاصة بالطلاب وهذا يشعرنا بالفرح لأنه نتاج عمل المنظمة وجهدها، وبالتأكيد لا يمكن أن نعذو هذا النجاح للمنظمة وحدها. فهذا الجهد هو جهد أيضاً لوزارة التربية ممثلة بمديرية التربية ووسائل الإعلام والمجتمع المحلي ولكلّ من له علاقة بتنشئة الطفل تنشئة سويّة.
وأشار كاتبة إلى أن أطفالنا هم ضمانة المستقبل وأملنا في إعادة إعمار سورية ونحن كشركاء في الوطن معنيون بذلك ككلّ الجهات المسؤولة التي تعمل على إعادة إعمار سورية فيجب أن تتضافر كل الجهود ليعود وطننا أفضل مما كان. عملية الإعمار هي متشابكة لذا لا بد من تشابك الأيدي لنعيد إعمار الإنسان، فالأطفال كبروا على مأساة وخوف وقلق، لكنهم تكيّفوا مع الوضع وانتقلوا إلى ما بعد مرحلة تلقّي الصدمة صحيح تأثّروا بما يعانون لكنهم أعادوا بناء الأمل والحياة في نفوسهم ومن بقي وصمد تعلّم من أهله كيفية الصمود والمواجهة، فهذا له منعكساته الإيجابية لذا هؤلاء الأطفال سيكونون عِدة الوطن في إعادة إعماره واذا ركّزنا على موضوع الطفولة بالتأكيد سنجني ثماراً ناضجة.
أما مدير تربية القنيطرة عماد أسعد أوضح لـ»البناء» أن الطالب يشعر عند التكريم أنه جزء من مجتمعه فعندما يرى أن حاجاته وتطلّعاته محقّقة من قبل مدرسته ومجتمعه فسيُبدع أكثر، فكل طفل لديه موهبة واهتمام بشيء معين وعندما يتم تشجيع الطالب على أداء ما يحبه والتعمّق فيه سيشعر بأنه فرد نافع في مجتمعه وسيصل إلى فهم أعمق لنفسه وقيمته وأنه جزء من هذا الوطن الكبير لذا لا بدّ من تكريم الطالب الموهوب حتى يتفوّق أكثر بطريقته.
ونوّه أسعد نحن في مديرية تربية القنيطرة نوفر للطالب ما نستطيع ليبدع ونحرص دائماً على أداء العملية التعليمية وتدفق الأفكار الجديدة والمبدعة عند الطالب ودور المعلم هنا ضروري ليسمح للطفل بتقديم أفكاره بلا خوف أو موانع. فالاهتمام بالطالب الموهوب أو الرائد بمادة ما سواء كانت علمية أو أدبية أو فنية هو اهتمام بشباب الغد الذين سيعملون على إغناء البحث العلمي وبالتالي العمل على بناء سورية المتجددة الغنية بسواعد أبنائها.
بدوره أمين فرع طلائع البعث في محافظة القنيطرة خلف الخليفة قال: هذه الاحتفالية هي لتكريم رواد طلائع البعث. فالريادة هي ركن أساسي من أركان عملنا الطبيعي في المنظمة، فحفل اليوم لتكريم روّادنا على مستوى القطر والفرع وتتضمّن هذه الاحتفالية فقرات فنية تمجد ذكرى ثورة الثامن من آذار ومعزوفات منوعة للرواد الطليعيين، إضافةً إلى تكريم القادة الطليعيين الذين قدّموا كلّ ما لديهم للأطفال ومنهم من ضحّى بنفسه لخدمة الطلاب ومساعدتهم؛ ونحن كمنظمة نرى أن تكريم الروّاد أساسي في عملنا لأن هذا الطفل سيصبح في الغد الجيش الثاني كما وصفهم الرئيس بشار الأسد لذا نعمل على غرس ثقافة التكريم في سلوكهم وفي حياتهم اليومية.
والتقت «البناء» مع عدد من الروّاد المكرّمين:
الطالب محمد موالي رائد على مستوى الفرع من مجال الفصاحة والخطابة قال: سعيدٌ اليوم بتكريمي اليوم أجتهد أكتر لأفوز على مستوى سورية وأكون من الروّاد المتميّزين.
أما حلا الحسن رائدة على مستوى الفرع في مجال الغناء فهي شاركت بداية كرائدة على مستوى المنطقة وفازت، ثم على مستوى الفرع وهي تطمح لتكون متميزة دائماً. وهذا يسعد أهلها ويجعلهم فخورين بها وتعمل لتطوّر نفسها دائماً.
وزمرد سويط رائدة على مستوى القطر في مجال الرسم عبّرت عن فرحتها بالتكريم. فهذا يُكسبها احترام أصدقائها في المدرسة ومدرسيها ويجعلها تثابر لتحقق طموحها وأحلامها.
وأخيراً، الطالبة لانا عطية هزيمة رائدة على مستوى القطر في مجال إعادة التدوير، حيث عملت على إعادة تدوير الورق والكرتون والبلاستيك وصناعة أطراف اصطناعيّة وهي سعيدة بتكريمها اليوم.