الوطن

«قطعنا شوطاً كبيراً في إعادة الوحدة إلى الجامعة» فوّاز في يوم المغترب: لتحديد الحكومة سياسة اغترابية واضحة

 

لمناسبة اليوم العالمي للمغترب، توجه الرئيس العالمي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم عبّاس فوّاز بكلمة إلى المغتربين، أشار فيها إلى أنّ «لبنان بجناحيه المقيم والمغترب يعاني كثيراً، وهو فعلاً على صفائح ساخنة جداً، وأزماته ومشكلاته كثيرة، وزاد الطين بلة اقتحام فيروس «كورونا» لعشرات الدول ومنها لبنان وان كانت بنسب مختلفة وتأثيرات متفاوتة، ولكنه يقض المضاجع وينذر بخطر مستطير، وندرك وإياكم جيداً حجم الازمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والصحية ما اّثار قلق اللبنانيين، على الحاضر والمستقبل والمصير الوطني برمته».

وقال «على رغم الواقع اللبناني الصعب، فإننا في الجامعة أردنا معكم في هذه المناسبة أن نوجه التحية الى كل المغتربين أينما كانوا ولنتذكر الرعيل الأول منهم الذي عانى كثيراً في مرحلة الهجرة الأولى من الأمراض والجوع والغربة القاتلة والموت وحيداً في بلاد غريبة، ولكن البعض منهم غامر وجازف وصبر ونجح في تخطي هذه المعاناة ووضع أسس ووقواعد صلبة لاغتراب أنتج نجاحات وأبدع في مجالات اقتصادية ومالية وعلمية وثقافية وسياسية انعكست إيجاباً على الوطن الام ودول الاغتراب. وتباهى المسؤولون وتغنّوا بالمجد الاغترابي اللبناني في العديد من الدول».

وتابع «على رغم هذا النجاح الإغترابي المتميّز الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، فإن المسؤولين في لبنان والحكومات المتعاقبة لم يعطوا الأهمية والإكتراث له لحمايته والحفاظ عليه بحيث انعدمت السياسات الإغترابية الواضحة، وفتحت المجال بغيابها لانقسامات أصابت من الجامعة مقتلاً وفشلت في الحفاظ على وزارة المغتربين لتضارب المصالح الطائفية والسياسية. ولكننا اليوم نتطلع بأمل وتفاؤل بأن الحكومة الحالية ووزير الخارجية والمغتربين قد يسدان الفراغ ويعطيان الإغتراب ما يستحقه، مع عتبنا على عدم تخصيص مساحة له في البيان الوزاري. وأعتقد أن ما يفوق عن 10 ملايين لبناني منتشر ومغترب ومتحدر يستحقون أن يكونوا في أولويات الإهتمام الرسمي».

وأوضح أنّ «صمود لبنان واقتصاده في مواجهة الاستهدافات والتحديات والعقوبات أساسه دعم المغتربين وتدفق أموالهم إليه في الأزمات والحروب»، مشيراً إلى «أن المغتربين بما تبقى لديهم ورغم الأزمات التي تلاحقهم داخلياً وخارجياً لن يتخلوا عن واجباتهم ومسؤولياتهم تجاه وطنهم وأهلهم وهم يبذلون ما في وسعهم من أجل إنقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الأون».

وأضاف «نحن في الجامعة اتخذنا خطوات إيجابية متقدّمة ستظهر نتائجها تباعاً، وأولاها تمثلت بإعادة الوحدة إلى الجامعة وقد قطعنا شوطاً كبيراً في هذا المضمار، للعودة بها إلى بدايات ما بعد التأسيس عام 1960. وقد شهد الإغتراب آنذاك عصراً ذهبياً، حيث كانت الجامعة هي مصدر قوة المغتربين وتعاونهم وسفيرة لبنان إلى العالم خصوصاً إبّان الحرب اللبنانية 1975-1990».

ورأى أنّ «الأوضاع الاقتصادية والمالية الحالية والمقبلة لا توحي بالأمان والإطمئنان لأنّ حجم الأخطار كبير وضاغط، ولكننا لن نفقد الأمل بعد رغم هذا الكم من الأزمات لأننا شعب نعشق الحياة وننتمي إلى وطن ينتفض دائماً كطائر الفينيق. ولكن الحاجة ملحة وضرورية ليتحمل الجميع مسؤولياتهم ويخرجوا من مصالحهم وحساباتهم الضيقة ومن الشعارات والعناوين الفارغة والفضفاضة التي لا تبني وطناً، وأن نعتبر من بعض الدول التي شهدت أزمات ربما أقسى مما نعيشه ولكنها نجحت وخرجت سالمة وأعادت جدولة أولوياتها الاقتصادية والمالية لأنها آثرت أن تنجح وتنقذ بلادها وشعبها، نحن في لبنان هذا ما نحتاج إليه في هذه المرحلة، إذا اراد المسؤولون والحرصاء على هذا البلد، وهذا يترجم بالفعل وليس بالقول وإطلاق الوعود».

وطالب الحكومة بـ «تحديد سياسية اغترابية واضحة تحدد فيها ماذا تريد من المغتربين، ويحدد المغتربون بها ماذا يريدون من حكومتهم خدمة لمصالح لبنان المقيم والمغترب. وفي هذا المضمار، نقترح على معالي وزير الخارجية والمغتربين البدء بورش عمل مشتركة للخروج بهذه السياسة».

وختم ليس أمامنا سوى التفاؤل بهذه الحكومة التي نعلق عليها الأمال، وأمامها فرصة قد تكون الأخيرة ولا يمكن تفويتها، ولا بد من إقدامها بجرأة وشجاعة على اتخاذ قرارات مصيرية على مستوى الأزمات والتحديات، وإننا على ثقة بأن لبنان سيخرج من محنته وأزمته الاقتصادية بفضل تضامن جهود أبنائه مقيميين ومغتربين، وسيبقى المغتربون الذخر الذي لا ينضب حتى إعادة اقتصاد لبنان الذي يليق بهذا الشعب المبدع».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى