قالت له
قالت له: أترى للحب طقوساً في زمن كورونا؟
قال لها: للحب طقوس في كل زمان وحال.
قالت: وما طقوسنا في هذه الحال وقد صار الوباء قاتلاً؟
قال: الحبيب لا يريد لحبيب أذيّة ولو كان عليه الصوم عن العناق والقبل.
قالت: لكنني أخشى أن يكون الحبيب بعيداً خشية أن يؤذي نفسه. أليست تلك أنانية؟
قال: الحب قيمة سامية تتعلق بنظرة للحياة قوامها الحرص والعطاء. وعندما يتهددنا المرض نذهب أولاً للتحقق من السلامة وإن أصيب أحد الحبيبين يسهر عليه الحبيب حتى يتعافى ولا يمثل الحديث عن الموت معاً هنا مزيداً من الحب بل نوع من العبث واستهتار بالقيمة الأغلى التي وهبها الله للبشر وهي الحياة. والاستهتار بالحياة والصحة باسم الحب يشبه الاستهتار بالحب باسم الحياة والصحة.
قالت: إذن أنت لن تعانقني وبالتأكيد لا قبل؟
قال: أنت لن تعانقيني. ولن أطلب منك القبل، فقد جئت لتوّي من مناسبة أظن أن بين حضورها كان العشرات من المصابين المحتملين وابتعدت عنك حرصاً لا تهرباً وأنا في طريقي لإجراء الفحوص فلا تنسي الاطمئنان عني.
قالت: ألا تريد أن أرافقك للاطمئنان؟
قال: بلى، ولكنني لا أريد لك أن تتعرّضي لمخاطرة الاقتراب من فرضيات الإصابة بالاختلاط بأماكن ترتفع فيها الاحتمالات.
قالت: لكنني لن أرتاح ما لم أكن معك.
قال: هذه هي طقوس الحب في كورونا، فتعالي!
قالت: ومتى العناق؟
قال: بعد التحقق من الخلوّ من أيّ مخاطرة.
قالت: وكيف نذهب؟
قال: أنت في المقعد الخلفي وأنا أقود سيارتي.
قالت: صعب هو الحب في كورونا.
قال: هل ترغبين بالجلوس قربي؟
قالت: لا أمانع بتجربة الطقوس الجديدة
قال: سنتفحص حالتك وحالتي إذن طالما ستأتين، وهكذا نطمئن ونتوّج الاطمئنان بالعناق والقبل.
قالت: أخاف الفحوص فيكفيني الاطمئنان عليك.
قال: ألا ترين أنانيّة في أن تعانقي خالياً من مرض دون أن تطمئنيه أنك أيضاً معافاة؟
قالت: وإن كنت مصابة؟
قال: وإن كنت مصاباً؟
قالت: أرعاك وأسهر على شفائك.
قال: أرعاكِ وأسهر على شفائك.
قالت: هذه هي طقوس الحب في كورونا.
قال: وإن ثبت أننا صحيحان نحتفل ونتبع الوقاية اللازمة ونحتفظ بالحق بالعناق والقبل، فهل ترغبين الآن بقبلة؟
قالت: اتفقنا على طقوسك. فهل تنتظر؟
ضحك وقال إنها طقوس الحب في كورونا.