منفذية سيدني في «القومي» أحيت الأول من آذار عيد مولد أنطون سعاده باحتفال حاشد المنفذ العام مهدي نزها: العقيدة القوميّة الاجتماعيّة فرصة شعبنا السوريّ للخلاص والانتصار على التنين المعادي المتعدّد الرؤوس
أحيت منفذية سيدني في الحزب السوري القومي الاجتماعي عيد مولد باعث النهضة السورية القومية الاجتماعية أنطون سعاده باحتفال حاشد في مطعم الويستيلا في ضاحية سيدني، وحضر الاحتفال منفذ عام منفذية سيدني مهدي نزها، الأمناء أحمد الأيوبي، عادل موسى، فؤاد شريدي، حسن الزغبي وسايد النكت، عدد من أعضاء هيئة المنفذية ومسؤولي الوحدات، ومدير مديرية شرق ملبورن عمار إسماعيل.
كما حضر الاحتفال مطران استراليا ونيوزلندا للسريان الارثوذكس المطران مار ملاطيوس ملكي ملكي، منسق تيار المردة فادي ملو على رأس وفد، منسق التيار الوطني الحر شربل ديب، فوزي أمين عن حزب البعث العربي الاشتراكي، أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية عبد القادر قرنوح، رئيس المجلس الوطني د.غسان العشي، الناشط حسين ديراني، رئيس الرابطة السورية ممدوح سكرية، الدكتور عماد برو، الناشط حسن مرتضى، مديرة إذاعة صوت سيدني ندى فريد، مدير مكتب الإعلام العربي الحر أكرم المغوش، الإعلامي عباس مراد، وممثلين عن النادي الفلسطيني، اتحاد عمال فلسطين، وحشد كبير من القوميين وأبناء الجالية.
كلمة المعرّف
افتتح الاحتفال بالنشيدين الأسترالي والسوري القومي الاجتماعي، ثم ألقى شادي الساحلي كلمة ترحيب وتعريف ومما جاء في كلمته:
مباركٌ انتَ يا آذار، فمن نبضِ روحِكَ كانت البداية. بدايةُ المعرفة. معرفة أننا جماعةٌ واحدة، وأمةٌ حية تريدُ الحياة، أمةٌ تحبّ الحياة لأنها تحب الحرية، وتحب الموت متى كان الموت طريقاً إلى الحياة.
يعودُ بنا الأولُ من آذار كل عام الى أنطون سعاده، مؤسس وزعيم الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعي، الرجلُ الفذّ بحضورهِ وعمله، القدوةُ المتقد بعبقريته، المقاتلُ المتسلح دائماً بعقيدته، المتواضعُ باتساع معرفته، الزعيمُ العادل والمقاتل في سبيل كل رفيقٍ من رفقائه، والمناضلُ لحياةِ سورية وانتصار حقيقتِها.
آذار نهضةُ قيمٍ ونهجُ حياة.
آذار نهج المعلم المتأصّل في الفكر والعقيدة منذ الاعتناق وحتى الفداء.
هذا النهج الذي يحيا في نفوسِنا حين تعاقدنا ودخلنا بملء قناعتِنا وإرادتِنا الى صفوف الحزب وفي الالتزام بما نحملهُ ومقارعةِ كل معتدٍ، والتلبية بثقةٍ عندما تطلبنا الأمة للذودِ عنها.
هذه حقيقتُنا التي نحياها، وهذا ما نحن، قوميّون اجتماعيّون دائماً، نصون بلادِنا ونتطلع للمستقبل بهدى زعيمِنا ولن نتراجع عما نحن عليه ونمضي كلنا ثقةً وعزماً لتحيا سورية.
تأتي الذكرى، والصراع أخذ مداه القومي، من فلسطين والعراق ولبنان والشام إلى إدلب حيث فاضت الدماء، حيث رجال الشمس يخوضون معارك الكرامة ويسطرون أروع ملاحم البطولة والفداء.
آذار إيمانُنا المطلق بما نملك من قدرات، ووعينا التام أن الصراع وصل إلى أن يكون المعراج القومي لغتُه المقاومة ومعناه المقاومة وفعله المقاومة.
آذار رفيقٌ صامدٌ في ساح الوغى
وإرادةٌ صلبة لا تخشى الردى
تسقطُ فتنةً تكسرُ قيداً وتهدمُ حصار
تحررُ وطناً تبني مجداً وتخلقُ الأبطال
آذار مواسِمُ الحصاد وأبطالٌ سجدت لهم القباب
آذار شبابٌ امتطوا صهوة الرجولة وساروا في قوافل البطولة مردّدين نشيدَ الانتصار
من تعب جفونهم طلَّ الصباح
ومتى بانت جباههم العزُ لاح
أجسادهم سلاحٌ عيونُهم رماح
صرخاتهم تهتفُ للجراح
ها نحن أبناء الحياة
ها نحن أبناء الحياة.
كلمة المنفذيّة
وألقى منفذ عام سدني مهدي نزها كلمة المنفذية وجاء فيها:
أول آذار جديد يهلُّ علينا وعلى أمتنا السورية هذه السنة، وأمتُنا في خضم صراع عنيف ضد التنين المتعدد الرؤوس. التنين ذاته الذي تكلّم عنه سعاده في العام 1948، أي قبل استشهاده بسنة واحدة. يومها أعلن معلمُنا ومعلّم الأجيال أن الخطر التركي الذي يهدّدنا في الشمال لا يقلّ خطورة عن العدوان اليهوديّ الصهيوني الجاثم على أرض فلسطين في الجنوب.
وقال المنفذ العام: «أولَ آذار بالنسبة لنا نحن القوميين الاجتماعيين ليس احتفالاً طقسياً أبداً، إنه مناسبة للتأمل، للتبصّر، للوعي وللمعرفة وتجديد الإيمان والانتماء والالتزام بالقضية القوميّة المقدسّة، القضية الكبرى التي تساوي وجودنا كله. هو وقفة لكل منّا مع قَسَمه، نردّده باعتزاز وفخار وإرادة صلبة وعزيمة صادقة. نردّده ونستعيده فقرة فقرة وحرفاً حرفاً مقتدين بزعيمنا الشهيد، مقتدين بسعاده الذي وقف نفسه على أمته سورية عاملاً لها ولخيرها وعزّها حتى الاستشهاد. زعيمُنا الذي لم يقلْ قولاً إلا ونفّذه على نفسه أولاً قبل أن يطلب منا نحن تنفيذه على أنفسنا. إن كل ما فينا هو من الأمة، حتى الدماء التي تجري في عروقنا عينها ليست ملكاً لنا، إنها وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها.
سعاده قال ومارس ونفّذ ووقف وقفة العز التي حدّثنا عنها وصارت أمثولة ودرساً لنا وللأجيال، نحفظها ونسير بهديها معتزين، فخورين، مؤمنين، صادقين، مستعدّين للذود عن وطننا وبلادنا وشعبنا، حتى الانتصار الذي لو أردنا الفرار منه لما وجدنا للفرار سبيلاً.
إنّ للتنين رأساً كبيراً ثالثاً هو رأس الفساد الداخلي. هو غياب الوجدان القومي وهيمنة النزعة الفردية والخصوصيّات والنعرات المذهبية والطائفية والعرقية. هو «الأرض بور والفوضى تدور» كما وصّفه سعاده. وفي هذا المجال لم يكتفِ سعاده بوصف الداء بل وصف الدواء ووضع المبادئ الإصلاحية الخمسة من فصل الدين عن الدولة إلى إلغاء الإقطاع وتنظيم الاقتصاد على أساس الإنتاج.
سعاده عالم الاجتماع، سعاده الفيلسوف الذي أسّس نظرته الفلسفيّة على الحقائق العلميّة، سعاده المصارع، المجاهد، المناضل بالمعرفة والوعي والإيمان، كما بالبذل والعطاء والدماء، سعاده هذا هو مَن نحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ 116.
إنّ العقيدة القومية الاجتماعية هي فرصة شعبنا السوريّ لتحصين حياته ومكافحة انقساماته ومعالجة أسبابها، هي فرصة أجيالنا لأن تجد نفسها وتستعيد هويتها الوطنية الواحدة، هي فرصتنا للنهوض والبناء أمة واحدة – مجتمعاً واحداً كريماً عزيزاً قوياً لا تقوى عليه لا زعازع الولاءات الطائفيّة أو العرقيّة ولا أطماع أعدائه شذاذ الآفاق في الجنوب أو في الشمال.
وأضاف: قد تمر أزمات ومحطات صعبة في تاريخ الأمم، إنما أساس مواجهتها يبقى في وعي أية أمة لمصالحها وهويتها حتى تستطيع الانتصار… كأننا نسمع اليوم صوت سعاده يقول: «إن أزمنة مليئة بالصعاب والمحن تأتي على الأمم الحيّة فلا يكون لها إنقاذ منها إلا بالبطولة الواعية المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة». إن سورية تقف اليوم هنا بالضبط، وبات لزاماً عليها أن تذهب باتجاه وحدتها لتحقيق مصالحها، باتجاه الوحدة الحقيقية التي تساوي في الحقوق والواجبات بين مختلف عناصر الأمة من عرب وأكراد وآشور وغيرهم على أساس المواطنية الواحدة المتساوية وعلى أساس القومية الواحدة في الوطن الواحد. عند ذلك، وعند ذلك فقط، لا صفقة قرن ولا صفقة دهر يمكن لها أن تغلبنا أو تخضعنا لإرادة غير إرادتنا. وعند ذلك تصبح مواردنا لنا وتحت سيادتنا وتصبح آبار نفطنا وغازنا من البحر السوري في الغرب الى حقول الخير في الشرق، في خدمة اقتصادنا القومي وحده، وعند ذلك تصبح إرادتنا نحن هي الإرادة الفاعلة، وهي القضاء والقدر.
وقال: بالرغم مما يعتري أوضاع بلادنا من فساد وتفسّخ وانقسام، وبالرغم من جراح الأمة نتيجة الحرب العالمية الظالمة التي تُشّن عليها، فإننا نبارك لشعبنا صموده وإيمانه بالانتصار. إننا نحيي جيشنا القومي في الشام على إنجازاته، على بطولاته وصولاته وجولاته وغاراته الساحقة على بؤر الإرهاب والإرهابيين وداعميهم الجبناء، ونحيي أيضاً أصدقاء بلادنا في محور المقاومة وحلف المقاومة المتحفّز والمصمم والمستعد لمقارعة أعتى الأعداء في هذا العالم وفي هذا العصر.
وختم بالقول: إن معركتنا كبيرة وصراعنا عظيم في سبيل نهضة الأمة. وسعاده وثق بأننا على قدر هذه المهمة، وقال لنا «إن أكتافكم أكتاف جبابرة وسواعدكم سواعد أبطال»، فلا تهتزّ عزيمتنا ولا نتخلّى عن وحدة الروح التي تظللنا، إن فينا من صحة العقيدة وشدة الإيمان ومضاء العزيمة وقوة الإرادة ما يقيمنا من عثراتنا. واننا لمنتصرون، لأن فينا قوة فعلت وسوف تفعل وسوف تغيِّر وجه التاريخ
قطع قالب حلوى
بعد الكلمات قطع المنفذ العام مع الأمناء والمسؤولين ومسؤولي الأحزاب والشخصيات الوطنية والفاعليات قالب الحلوى للمناسبة.
..وحفل فنيّ
ثم أقيم حفل فني أحياه كل من الفنان وليد سركيس والمطربين محمد الأسمر ورواد الحاج الذين قدّموا باقة رائعة من الأغاني والأناشيد القومية.