«كورونا ـ كوفيد 19» فيروس سريع الانتشار إلا أنّ معدل الوفيات بسببه منخفض الدكتور أنطوان الأشقر لـ «البناء»: الوعي والهدوء والتزام إرشادات وزارة الصحة وتجنّب الاختلاط عوامل أساسية لكسر العدوى والحدّ من انتشار الفيروس
حاورته عبير حمدان
أكد اختصاصي الأمراض الصدرية والسرطانية الدكتور انطوان الأشقر أنّ الوسيلة الوحيدة للحماية من فيروس “كوفيد 19» تكون بالوقاية والالتزام بإرشادات الجهات المختصة في كلّ بلد. لافتاً إلى أنّ هذا الفيروس هو نوع من أنواع الكورونا المعروفة والتي ظهرت منذ 10 سنوات، وكان معدل الوفيات مرتفعاً بسببها بينما فيروس “كوفيد19» ورغم سرعة انتشاره إلا إن معدل الوفيات على مستوى العالم منخفض جداً مما يقتضي التعامل مع انتشاره بمسؤولية ووعي من خلال الحجر المنزلي الفعلي والمحافظة على النظافة وتجنب التجمعات كي يتم كسر العدوى على غرار ما حصل في الصين.
وجزم الأشقر أنّ الفيروس انتقل من الإنسان إلى الإنسان وما تمّ تداوله حول انتقاله من الحيوان إلى الإنسان غير مثبت علمياً مما يحتم على الجميع عدم تناقل وترويج المعلومات المغلوطة، وأكد أنّ البلد الوحيد الذي امتلك المقدرة على توفير مستشفيات تستقبل الحالات المصابة مهما تصاعدت نسبتها وتفاوتت العوارض لدى كل حالة هي الصين مشيراً إلى أن هذا الأمر غير متوفر حتى في البلدان المتقدمة والمتطورة.
وتوجه الاشقر برسالة إلى اللبنانيين دعاهم فيها إلى التعامل مع هذه الأزمة بهدوء والتزام والابتعاد عن التصويب على الجهات المعنية مقترحاً العمل والضغط من أجل إجبار وتنظيم المستشفيات الخاصة والحكومية على كافة الأراضي وتجهيزها بشرياً وتكنولوجياً من خلال وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
الفيروس بتكوينه الجيني قابل للتغيّر والوقاية أوّل العلاج
نستهلّ الحوار بشرح تفصيلي عن طبيعة الفيروس الذي اجتاح العالم ومدى خطورته، فيقول د. الأشقر: “اذا اردنا مقارنة فيروس “كوفيد 19» بباقي فيروسات الكورونا المعروفة حتى الآن والتي تسبّبت بوباءات عالمية سواء “السارس» أو “الميرس» وظهرت منذ حوالي 10 سنوات، سنة 2003 و 2012 وتسبّب بهلع كبير كما يحصل اليوم أو ربما أقلّ قليلاً، إلا أنّ نسبة الوفيات في حينه كانت أكبر بكثير من الآن. نسبة الوفيات جراء فيروس «السارس» كانت 10 بالمئة، أما «الميرس» الذي انتشر في الجزيرة العربية وخاصة في السعودية فقد تسبّب بـ 34 بالمئة من الوفيات.
«كوفيد 19» هو نوع من أنواع الكورونا، وفي أواخر كانون الأول 2019 أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها تواجه انتشاراً سريعاً لفيروس، لم تكن على علم بطبيعته بعد، ولكي يتمّ تمييزه عن باقي الكورونا فيروس أطلقوا عليه اسم «كوفيد 19»، وفي 31 كانون الأول 2019 أعلنت الصين عن انتشار وباء جديد في أراضيها في مقاطعة ووهان، وهي منطقة صناعية وعلمية، وبعد شهر على انتشار هذا الوباء في الصين كان هناك مؤتمر طبي عالمي للأمراض الصدرية في باريس وكنا نتكلم عن قدرة الصين على بناء مستشفيات ضخمة خلال ثمانية أيام، وأواخر شهر كانون الثاني 2020 تمّ الحجر على مدينة في الصين يعيش فيها 60 مليون نسمة أيّ منذ حوالي خمسة أسابيع، في بداية شباط بدأ الفيروس بالانتشار في البلدان المجاورة للصين مثل كوريا الجنوبية».
وعن عدم احتوائه منذ البداية يقول: «لم تُعرف طبيعة هذا الفيروس منذ البداية خاصة في ما يتصل بقدرته على الانتشار السريع، وهنا أريد أن أشدّد على أمر مهمّ وهو أنّ الوسيلة الوحيدة للحماية ضدّ ايّ فيروس تكون بالوقاية، بمعنى أنّ أيّ نوع من الفيروس لا يوجد مضادات حيوية لمعالجتها، الانفلونزا والرشح لا يوجد مضادات تعالجها وهي تنتقل في الهواء، بينما الكريب له مضادّ «طُعِم»، او لقاح، بمعنى أنّ الفيروس بتكوينه الجيني قابل للتغيّر والتقلب إن كان في جسم الإنسان أو من موسم لآخر، و»الطعم» الذي نستعمله لحماية من لديهم مرض مزمن أو من يعملون في المستشفيات من أطباء وممرّضين ويحتكّون بالمرضى على الدوام واجب وضرورة ولكن هذا «الطعم» أو «المضاد الحيوي» الذي نعطيهم إياه يكون لمكافحة فيروسات معروفة طبيعتها وليس فيروس مستجدّ يتقلب الحمض النووي له من سنة إلى سنة، ذلك لأنّ المضاد يعالج فيروسات تمكنا من عزلها في المختبرات وتمكنا من اكتشاف تكوينها الجيني، مع الإشارة إلى أنّ المضاد لا يحمي من الإصابة بفيروس مستجدّ، ولكن قد يخفف من ضراوة الإصابة.
ونحن نكتشف أنّ فيروس «كوفيد 19» لديه قوة انتشار أكثر من أيّ فيروس آخر، الرشح او الكريب قد ينتقل إلى شخص واحد ضمن مجموعة، بينما «كوفيد 19» ينتقل من شخص واحد مصاب إلى مجموعة من عدة أشخاص وهنا تكمن الخطورة.
وفي ما يتصل بمناعة جسم الإنسان تجاه الفيروس المستجدّ، يقول: «مناعة الجسم هي نفسها في مواجهة أيّ فيروس، جسمنا مكوّن من نظام يتحكّم به بشكل ممتاز، جسمنا لديه جنوده من الكريات البيض والتي نسمّيها «لانفوسيت» وهي التي تحمي جسمنا من أيّ جسم غريب يدخله وخاصة الفيروس، وحين يدخل أيّ فيروس أو أيّ جسم غريب إلى جسم الإنسان يصبح هناك تحوّل من «اللانفوسيت» للقضاء عليه، ولكن كما أيّ نوع من اعتداء خارجي على جسم الإنسان فإنّ هذه الكريات عددها محدود وخلال فترة تتجدّد هذه الكريات، لكن هناك أنواعاً من الفيروسات تتكاثر بسرعة في جسم الإنسان وتنتشر في معظم الأعضاء، إنما «كوفيد 19» ينتشر في الرئة مما يتسبّب بضيق تنفس حادّ وفي الكبد وفي الجهاز الهضمي واللانفوسيت الذين وصفتهم بالجنود قد لا يتمكّنون من التصدي لشراسة الفيروس، ومضاعفاته».
أما عن المناعة التي قد يكتسبها الإنسان في حال أصيب بالفيروس وتماثل للشفاء، يقول: «هذا الفيروس جديد ولا نعرف كلّ شيء عنه، ولكي نعرف إمكانية تكوين مناعة لدى جسم الإنسان ضده، فهذا يحتاج إلى مرحلة طويلة من المتابعة والمراقبة الطويلة والأبحاث والدراسات، ولكن إذا ما اعتبرناه مثل «الكريب» فلو كان لدينا مناعة ضدّه لما كنا أصبنا به أكثر من مرة وكذلك «الرشح»، هناك فيروسات تصيب الإنسان مرة واحدة في الحياة مثل «الفاريسال» وبعدها يكتسب مناعة ضدها».
الالتزام بإرشادات الجهات المعنية ضرورة
ولناحية طرح البعض لفرضية أن يكون هذا الفيروس معدل بيولوجياً يقول: «لنكن واقعيين وعلميين، حتى الان لا يوجد أيّ دراسة أثبتت هذه الفرضية، يُقال ومن المحتمل وهذا شيء غير مؤكد أنه منذ بداية ظهور هذا الفيروس في مقاطعة ووهان في الصين فإنّ بعض المقالات العلمية الغير مثبتة حالياً وانتشرت في مجلات علمية تقول إنّ هناك نوعين من «كوفيد»، ممكن ان يكون النوع الأول والذي يسمّونه علمياً بالحرف اللاتيني «أس» قد انتقل من الحيوان إلى الإنسان من دون أيّ تأكيد علمي حتى الآن، ومن الممكن أنّ هذا النوع المذكور تغيّر وتحوّل إلى «ل» من الإنسان إلى إنسان آخر، ولكن يبقى هذا كله ضمن إطار الفرضيات وحسب».
ويتابع د. الأشقر في إطار متصل «علمياً وحسب المصادر الموثوق منها، لو كان هناك لقاح مكتشف لما كان الفيروس انتشر على مستوى العالم، ومنظمة الصحة العالمية تراقب الوضع في كلّ الدول التي تمّ الاعلان عن انتشار الفيروس فيها، نسبة الشفاء حالياً تجاوزت الـ 50 بالمئة، بمعنى أنّ الذي دخل إلى جسمه الفيروس سواء كان مريضاً أم لا يُشفى بنسبة كبيرة والأرقام موثقة عالمياً».
ويؤكد الاشقر أنّ العالم يواجه وباء، فيقول: «كوفيد 19 بات وباء كونه انتشر في العالم، ففي إيطاليا مثلاً انتشر في أكثر من منطقة وهناك مناطق موبوءة بالكامل، في فرنسا هناك مناطق يتنشر فيها ويتكاثر، وفي كلّ يوم هناك مناطق جديدة».
وعن نسبة الوفيات يقول: «حين نقرأ أيّ خبر على وسائل التواصل الاجتماعي او في الجرائد او أيّ مقال علمي في مجلات علمية علينا أن ننتبه ونحلل لنعرف عن ماذا نتكلم، اليوم بينما نجري هذا الحوار هناك أكثر من 125 دولة في العالم، عدد الوفيات في العالم 4717 تحديداً وإذا قمنا بالقسمة فإن النتيجة تكون نسبة الوفيات من 3 إلى 3,5 بالمئة هذا على صعيد العالم، أما على صعيد كل بلد فيختلف الأمر حيث أن نسبة الوفيات في إيطاليا مرتفعة وذلك لأن أغلبية المواطنين تعاملت و تتعامل باستهتار ولا تلتزم بارشادات السلامة بالاضافة إلى أن الاجراءات الوقائية أتت متأخرة وهذا أمر اعترفت به الحكومة الايطالية أخيراً، وحين بدأ ينتشر الفيروس لم يحترم الايطاليون الارشادات ولم يلتزموا بالحجر المنزلي وهذا واقع مثبت، وفي فرنسا كان هناك مناطق معروف انها موبؤة ولكن هناك اشخاص زاروا هذه المناطق وبالتالي اصيبوا ونقلوا العدوى إلى غيرهم في أكثر من منطقة».
ونسأل الاشقر عن لبنان تحديداً في ظل غياب الامكانيات لدى الجهات المعنية، فيقول:» الهلع موجود في كل بلدان العالم وليس فقط في لبنان، ولكن علينا التعلم من الصين، فحين يتم وضع مدينة بكاملها تحت الحجر الصحي وهي تضم 60 مليون نسمة، لا أظن أنه من الصعب على بلد عدد سكانه بين 4 و6 مليون أن يخضع للحجر، الكوفيد19 سريع الانتشار ومن الصعب احتوائه حتى في أكثر الدول تقدماً وتطوراً، لذا علينا بالدرجة الاولى احترام ارشادات وزارة الصحة لأنها الجهة الوحيدة المخولة والقادرة على اصدار الارشادات الوقائية وبالتالي لا يظن أن احد أنه أقوى من الجهة المعنية، الوعي هو الاساس وتجنب قراءة كل ما يُنشر دون أي دليل علمي مثبت، وزارة الصحة ليست مختصرة بشخص الوزير فقط لذلك علينا احترامها لأنها تضم مستشارين واشخاص علميين واطباء يساعدونه على اتخاذ القرار، اليوم في فرنسا الذي اعطى آخر مستجدات الكوفيد19 هو ايمانويل ماكرون وليس أي شخص، بمعنى أن السلطات المختصة هي الاعلم، قبل 50 سنة كتب الأديب سعيد تقي الدين أن كل مواطن عليه أن يكون خفيراً وهذا معناه أن على كل مواطن في الدولة ان يتحمل مسؤولية المواطنة ولا يكتفي بحماية نفسه فقط بل عليه حماية مجتمعه، لذلك يجب احترام الاجراءات الوقائية والارشادات التي تصدر عن جهات مختصة قراراتها نتيجة دراسة وخلفية علمية وطبية، وفي المجال الصحي لبنان عضو في منظمة الصحة العالمية التي تتابع وتراقب».
علميا لا يوجد فحص الزامي… كلّ مواطن خفير
ويضيف في نفس الإطار: «في لبنان هناك فقط المستشفى الحكومي الذي يستقبل الحالات المصابة بـ»كوفيد 19»، واليوم صدر قرار من وزارة الصحة يرخص للمستشفيات الجامعية مثل الجامعة الأميركية واوتيل ديو بضرورة التعاون في الإطار المخبري، ولكن هذا لا يكفي لأنّ هذه المستشفيات في العاصمة، وعليه… ما هو مصير باقي المواطنين على امتداد مساحة لبنان الجغرافية في الشمال او الجنوب او البقاع او جبل لبنان، لذا يجب أن يكون هناك خطة فعلية في كافة المناطق».
أما عن ضرورة أن يكون الفحص الطبي الزامي في هذه الحالة، يقول:» من الناحية العلمية لا وجود لفحص الزامي، وما أعرفه أن الفحص الذي يتم اجرائه اليوم في المستشفى الحكومي في بيروت هو على حساب وزارة الصحة، وإن كان هناك تكلفة فهي ليست مرتفعة حسب بيان الوزارة».
وعن كيفية احتواء القسم الذي يستقبل الحالات الحاملة للفيروس بشكل يحمي باقي أقسام المستشفى يقول: «الصين وحدها التي تمكنت من بناء مستشفيات بفترة قياسية لمعالجة المرضى المصابين بالفيروس واحتوائهم ونجحت، وهذا لم يتوفر في أيّ بلد في العالم، في فرنسا مثلاً هناك عدة مراحل لاحتواء هذا المرض ولاستقبال المصابين به، هناك مستشفيات متخصصة لاستقبال الحالات الصعبة مثل نقص الأوكسيجن الحادّ ومن لديهم عوارض سريرية وضيق في التنفس هؤلاء نستقبلهم في المستشفى عدا ذلك حتى من يتمّ تشخيص حالته كمصاب بـ «كوفيد 19» وليس لديه عوارض قوية نرسله الى الحجر المنزلي، وحتى حين تتطور الإصابة فإنّ أكبر مستشفيات فرنسا وأكبر قسم عناية فائقة يحتوي فقط على 12 سرير مع جهاز تنفس اصطناعي، ولا يوجد في كلّ المستشفيات اقسام إنعاش لذلك عند بدء انتشار الوباء تمّ تحديد مستشفيات جامعية تكون في الصف الأمامي وهناك مستشفيات حكومية تأتي في المرتبة الثانية لاستقبال المرضى، ومريض مصاب بـ «كوفيد 19» يجب عزله عن باقي المرضى وهذا غير متوفر في كلّ المستشفيات، ذلك أنّ غرفة العزل يجب أن تكون مجهّزة بسرير واحد، تحت ضغط سلبي، والمريض عليه ان يضع كمامة وكذلك الممرضين والأطباء وهذه الكمامات من مستودع الدولة وهي ليست كمامات عادية».
وفي ما يتصل بإعلان الصين عن احتواء الفيروس يقول: «هذا الامر مؤكد ونسبة الاصابات في الصين خفت بشكل كبير، والصين بعد شهرين ونصف تمكنت من السيطرة على انتشار الوباء، مما يعني ان باقي الدول إذا كانت بنفس المرتبة من الاجراءات التي اتخذتها الصين فهي ايضاً تحتاج إلى شهرين ونصف لتحتويه، مثلا في 24 شباط كان هناك 12 حالة في فرنسا وفي لبنان كان هناك حالتين، اليوم في لبنان الحالات تخطت الخمسين وفي فرنسا هناك اكثر 2300 حالة، بمعنى أن الحالات تأخذ شكل تصاعدي، في كوريا الجنوبية وصلوا إلى رقم معين ثم تم احتواء لانتشار الفيروس، اليوم في الصين هناك 18 حالة يقابلها 2500 حالة في إيطاليا وفي ايران اكثر من 1000 حالة، وفي اسبانيا 2200 حالة وفي المانيا 2000 حالة وفي الولايات المتحدة الأميركية 1300 حالة مما يعني أننا في اوروبا وكافة انحاء العالم نعاني من الانتشار السريع والكثيف في كل البلدان».
العوارض تختلف وفقاً لعمر كلّ شخص ومدى مناعته
ويرى الاشقر انّ الحلّ يكون في كسر العدوى، فيقول: «علينا احترام الإرشادات والإجراءات الوقائية سواء من خلال المصافحة بالأيدي أو الاحتكاك مع مصابين بهذا الفيروس، إذا الوقاية هي أولى خطوات العلاج بحيث يتمّ كسر العدوى للحد من انتشاره، وعلينا أن نعرف ماهية الحجر المنزلي، مدة حضانة الفيروس تصل إلى معدل 14 يوماً حتى تتبيّن طبيعته، فاذا كان هناك شخص محتمل اصابته بـ كوفيد 19» ولم تظهر أيّ عوارض عليه خلال هذه الفترة فهذا يعني أنها من الممكن لن تظهر لاحقاً وبالتالي قد يكون غير حامل للفيروس، فترة حضانة الفيروس تمتدّ أيضاً من يومين إلى 29 يوم، الحجر المنزلي يجب أن يكون جديا حيث أن من يحمل هذا الفيروس عليه أن يلتزم غرفته وكلّ ما يستعمله من أدوات لا تتمّ مشاركته مع باقي أفراد العائلة حتى أنه يجب أن يكون لديه حمامه الخاص ومنشفته الخاصة وصحنه وملعقته الخاصة وأي شيء يفترض تعقيمه على الدوام، الاستسهتار ممنوع والنظافة أمر اساسي في هذا الاطار».ّ
ويشير الاشقر إلى أنّ العوارض تختلف بين شخص وآخر، فيقول:»العوارض تختلف وفقاً لعمر كل شخص ومدى مناعته، بمعنى أنها تختلف عند كبار السنّ ومن لديهم امراض مزمنة ولكن الأمر يبقى مرتبط بنسبة معدل العمر الذي يختلف بين بيئة واخرى، مرضى السكري والقلب معرضين للخطر اكثر من غيرهم حيث أن مناعتهم ضعيفة بسبب الادوية المضادة للسرطان التي تعرّض الجسم لخطر الاصابة وتطورات لمضاعفات اصعب من غيرها، في المستشفيات هنا يوجد حالات أعمارهم اقلّ من سبعين يعانون من ضيق في التنفس وهؤلاء معرّضون للانتكاسة الصحية تجاه أيّ فيروس وليس «كوفيد 19» وحسب، اما من لديهم حساسية دائمة غير متزامنة، مع مرض الربو، فإنّ مناعتهم أفضل وبالتالي خطر الانتكاسة أقلّ». أما مرضى الربو فهم معرضون لخطر اكبر.
وفي ما يتصل بعدم إصابة الاطفال بالفيروس يقول: «هناك حالات قليلة جداً أي تحت دون 0,5 بالمئة، بمعنى أنه إذا كان هناك طفل يعاني من مرض مزمن أو مرض يحدّ من مناعته فهو معرّض للاصابة بـ «كوفيد 19»، وهناك اصابات قد يكون الفيروس دخل الى جسمهم بشكل صامت دون علامات سريرية خطيرة وظاهرة».
وحول فرضية انحسار الفيروس مع إرتفاع حرارة الجو، يقول: «كوفيد 19 انتشر في بلدان غير باردة، لذا لا يوجد ما يؤكد هذه الفرضية بشكل علمي، كلّ الحالات التي نراها من فيروسات تصيب الرئتين تكون في فصل الشتاء ولكن لا نعرف تطور هذا الوباء بعد، نظرياً نحن نعلم أنّ هناك فيروسات تمّ القضاء عليها بالتجارب العلمية من خلال الحرارة المرتفعة، وقد يؤدي ارتفاع حرارة الأرض إلى الحدّ من انتشار «كوفيد 19» ولكن لا يمكن الجزم فنحن لا نزال في فصل الشتاء وعلينا انتظار فصل الصيف خاصة أنّ كوفيد 19، انتشر أيضاً في المناطق الحارة مثل الخليج العربي».
وحول انتشار الفيروس في الدول العربية يقول: «الفيروس منتشر في كلّ مكان، في الأردن، في قبرص 6 حالات تمّ التصريح عنها، في المغرب 6 حالات، في مالطا 9 حالات… هذا على صعيد مناطق المتوسط، في تونس 7 حالات وفي البحرين 200 حالة، في الامارات 74 حالة، في العراق 71، وفي الكويت 80 حالة، وفي مصر67 حالة، وفي الاراضي المحتلة في الضفة وحدها 35 حالة وباقي الاراضي المحتلة 100 حالة، في قطر أكثر من 300 حالة، في الجزائر 20، وفي السعودية أكثر 20 حالة، هذا الانتشار إذا كان سببه السفر وانتقال المواطنين بين الدول فيجب العمل على معالجة الأمر سريعاً وهنا يتبيّن أهمية الحجر ذلك لأنّ من كانوا في مناطق موبوءة ولم يعرفوا إذا ما أصيبوا أو لا عليهم الالتزام لكي يتبين الأمر، من هنا الفت أن سبب انتشار الفيروس في إيران وفي مدينة قم تحديداً مرده أن هذه المدينة تضم معامل حرارية كثيفة وتعاون لصيق ومهم مع الصين وهناك وجود للصينيين بكثرة».
الغذاء الصحي ضرورة والنظافة أساس
وعن الفرضية التي تقول إنّ طبيعة الأطعمة التي يتناولها الصينيون هي السبب في ظهور هذا الفيروس، يقول: «في الصين يأكلون الحشرات والحيوانات واللحوم النيئة التي تحتوي على الجراثيم، ولأنه انتشر في منطقة فيها سوق للحيوانات قيل إنّ الفيروس انتقل من الحيوان إلى الإنسان ولكن هذا الأمر ليس مثبتا علمياً لذلك فإنّ الفرضية غير دقيقة، الصينيون يعيشون مع الحيوانات منذ زمن وبشكل طبيعي والذي تمّ إثباته علمياً انّ هذا الفيروس انتقل من الإنسان إلى الإنسان».
ويشدد الاشقر على أهمية التغذية الصحية، فيقول: «سوء التغذية يؤدي الى ضعف في المناعة، وتناول الدهون وعدم الانتظام في تناول الوجبات يسبّب السمنة والأمراض المزمنة مما يؤثر على المناعة بشكل كبير، من هنا يجب على كلّ مواطن أن يبدأ من ذاته ويفكر بمجتمعه وان لا يلقي باللوم على دولته والجهات المعنية فيها، ومن هنا اتوجه إلى الداخل اللبناني لأؤكد أنّ هذا الفيروس لا يصيب لبناني دون غيره، هذا الفيروس الكل ّمعرّض للإصابة به، وكلّ ما شهدناه من أخبار وتصويب على طرف دون سواه ما هو إلا هراء وغباء غير مقبول، وعلى الجميع احترام ارشادات وزارة الصحة والتقيد بها».
ويختم الدكتور الأشقر بنداء: «من موقعي وبكلّ مسؤولية أنادي وأطالب كافة الأطباء والصيادلة والممرّضات والممرّضين في الوطن وخاصة الذين تقاعدوا ان يشكلوا فريق احتياطي للاهتمام بالمواطنين ومساعدة زملائهم على قاعدة انّ كلّ مواطن خفير، وبذلك فإنهم يساهمون في تخفيف انتشار الوباء وبالطبع تحت إشراف وزارة الصحة، كما أقترح العمل والضغط من أجل إجبار وتنظيم المستشفيات الخاصة والحكومية على كافة الأراضي وتجهيزها بشرياً وتكنولوجياً من خلال وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية. كما أقترح إتخاذ إجراءات سياسية استثنائية لمساعدة النظام الصحي وإنشاء صندوق مالي وطني للقيام بالتكاليف الكاملة. هذه الإجراءات الضرورية الطارئة عليها ان تطالب المصارف وأصحاب الثروات وشركات الأدوية والمعدات الطبية المشاركة بتمويل الصندوق الوطني والمساعدة في تحمّل هذه الأعباء».