يحفوفي في «يوم المغترب»: التعقيدات المصرفية تهدّد الأعمال وتُنتج كارثة اقتصادية بالغة
إعتبر رئيس المجلس القاري الأفريقي القنصل حسن يحفوفي «أن يوم المغترب اللبناني هو مناسبة وطنية بإمتياز. فهي لا تعني فقط المغترب اللبناني الموجود في الخارج، إنما تجمع لبنان من أقصاه إلى أدناه. ذلك لأن المغترب كان ولا يزال حجر الزاوية للإقتصاد اللبناني من خلال حركته الناشطة في مختلف الميادين العمرانية والعقارية والمالية وغيرها الكثير، وقد ترجم هذا الأمر عبر بعض المواقف لمسؤولين في الدولة يتكلمون فيها عن إيداعات ضخمة للمغتربين في المصارف اللبنانية، ولا يخفى على أحد أن قسماً كبيراً من هذه الإيداعات في المصارف اللبنانية تعود لرجال أعمال يعملون في أفريقيا».
وشدد يحفوفي في بيان أمس، على «السمعة الحسنة التي يتمتع بها اللبناني في بلاد الإغتراب خصوصاً لجهة نجاحاته ومركزه المتقدم في عالم الأعمال وذلك بشهادة جميع الدول التي يوجد فيها لبناني، ما يساهم من دون أدنى شك برفع إسم لبنان عالياً».
وتساءل «كم من لبناني نجح في الخارج وكم من لبناني برع عند إعطائه الفرصة؟». وقال «نعم، اللبناني المغترب الذي ساعد دولاً عديدة في إقتصاداتها وعمرانها لن يبخل على تقديم ما يلزم للنهوض بإقتصاد وطنه من جديد. وهو لا يطلب من دولته إلاّ أن تنظر إليه بعين العدل والإنصاف حتى يتمكن من أخذ فرصته، فيكون قادراً على العودة إلى ربوع الوطن بطاقة عالية من الإستثمار الفاعل لتحويل إقتصاد بلده من إقتصاد ريعي عاجز إلى إقتصاد منتج فاعل يضمن لأبنائه مستقبلاً زاهراً ووطناً منيعاً، نحلم به منذ زمن بعيد».
وأشار يحفوفي إلى «أن اللبناني المغترب المؤمن بدعم إقتصاد بلده وتحصينه يجد نفسه اليوم أمام صعوبات متعددة لتحصين أعماله الخاصة في الخارج. والتعقيدات المصرفية التي تمارس عليه من قبل المصارف اللبنانية لجهة فتح الإعتمادات أو التحويلات، تهدّد أعماله التي قضى ريعان شبابه متغرّباً عن وطنه وأهله لبنائها».
ونبّه من «مغبة التمادي في هذا الأمر، لأن ذلك ينتج كارثة إجتماعية وإقتصادية بالغة. إذ إننا قد نرى الآلاف يعودون إلى وطنهم بعد أن يكونوا قد خسروا جنى سنوات طوال، وكل ذنبهم أنهم آمنوا يوماً بوطنهم واستثمروا أموالهم فيه. لذلك، لا بد من رفع الصوت عالياً والطلب ممن يعنيهم الأمر التحرك سريعاً لحل تلك المعضلة قبل فوات الأوان».
أضاف «نخشى القول أن الوطن يحتضر، وإن لم نتحرك بقوة وعناد لإنقاذه، فسنكون حتماً في قلب الإنهيار الكبير حيث لن يكون هنالك أي نفع للندم. ونأمل إنقاذ السفينة من الغرق بتكاتف الجميع. ونتمنى أن يكون لبنان قد وُضع على السكة الصحيحة في يوم المغترب من العام المقبل، فيعود إلى مكانته المميزة بين الأمم قوياً، عزيزاً، منيعاً ومستقلاً، إذ ان المغترب اللبناني في أفريقيا يعوّل كثيراً على الحكومة الحالية لإنصافه مقابل جزء مما بذله ويبذله حيال وطنه، عبر إنشاء خطوط جوية مباشرة مع لبنان وتفعيل التمثيل الديبلوماسي في أفريقيا».
وختم يحفوفي متمنياً «أن تمرّ هذه المحنة الصحية بأقل خسائر ممكنة على الجميع ليأخذ وطننا الحبيب موقعه الطليعي والطبيعي الذي نعرفه».