استشهاد 5 جنود عراقيين خلال عدوان التحالف «الغادر» ويحذّر واشنطن من «مخاطر أشدّ».. وردود داخليّة تطالب بإنهاء وجود الاحتلال بغداد: الاعتداء الأميركيّ انتهاك للسيادة الوطنيّة وإضعاف لهيبة الدولة
استنكرت الرئاسة العراقية القصف الأميركي الذي طال مواقع للجيش العراقي والحشد الشعبي، معتبرة أنه «انتهاك للسيادة الوطنية»، مجدّدة تأكيد أن «المعالجة تتم عبر دعم الحكومة للقيام بواجبها».
وقالت الرئاسة العراقية في بيان إن «الانتهاكات المستمرة التي تتعرض لها الدولة هي إضعاف ممنهج وخطير لقدراتها وهيبتها»، مضيفة أنها «تتزامن مع مرحلة يواجه فيها العراق تحديات جسيمة وغير مسبوقة سياسياً واقتصادياً».
ونفذت طائرات أميركية غارات على مواقع للجيش والحشد في جرف الصخر وصلاح الدين والهري في البوكمال ومطار كربلاء الدولي ونقاط أخرى.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن «الضربات استهدفت كتائب حزب الله – العراق».
وزعمت «البنتاغون» في بيان أن المرافق المستهدفة «تضمّ أسلحة تستخدم لاستهداف القوات الأميركية وقوات التحالف»، مضيفة أن «الهجمات كانت دفاعيّة ومتناسبة وردّ فعل مباشراً على التهديد الذي تمثّله الميليشيات المدعومة من إيران».
ودعت الرئاسة العراقية إلى «التماسك الوطني ورص الصفوف حول مشروع وطني يرتكز إلى مرجعية الدولة»، وكذلك «منع تحول العراق إلى ساحة حرب للآخرين والتركيز على استكمال النصر على الارهاب».
كما طالبت المجتمع الدولي بــ»دعم العراق في هذا المسعى واحترام سيادته وقراره الوطني المستقل».
وأسفر الاعتداء الأميركي عن استشهاد 5 عسكريين ومدني على الأقل.
ودانت «العمليات المشتركة» العدوان الأميركي مؤكدة أنه «اعتداء على السيادة العراقية ويقوي التوجهات الخارجة عن القانون».
وكذلك «كتلة النهج الوطني» البرلمانية التي استنكرت انتهاك السيادة العراقية والاعتداء الأميركي على القوات الأمنية والحشد، محذرة من «اتساع آثار الاعتداء وامتدادها بما ينذر بإرباك أمن العراق والمنطقة».
الكتلة دعت السلطات والقوى السياسية لتوحيد جهودها في منع تكرار هذه الهجمات وإنهاء التوتر.
بدوره، قال رجل الدين، مقتدى الصدر، «نحن لسنا دعاة سلم مع المحتل إلا أننا نراعي الظروف المحيطة بالشعب العراقي»، مشدداً على أنه «يجب تجنيب العراق المزيد من التوترات والصراعات».
أما النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي حسن الكعبي، فقال إن «لا شرعية للقوات الأجنبية في بلدنا بعد قرار البرلمان الأخير»، مطالباً الحكومة والخارجية «بالتحرّك الفوري لإدانة القصف الأميركي دولياً والمباشرة بإنهاء وجود المحتل».
النائب عن تحالف الفتح فالح الخزعلي قال إن «الشعب العراقي هو مَن يحدّد نوع السلاح الذي سيستخدمه لحماية السيادة».
وأشار إلى أن العدوان الأميركي «خرق واضح ومتكرر، يُضاف إلى انتهاكات وخروقات الولايات المتحدة».
وإذ شدّد على أن القيادة العسكرية والسياسية الأميركية تتعمّد قصف الأهداف المدنية كجزء من عمليات الهدم والتدمير، اعتبر أن العدوان الأميركيّ «محاولة لخلط الأوراق أمام الرأي العام الدولي والتعامل مع العراق بطريقة عنجهيّة».
وكان العدوان قد أسفر أيضاً عن «سقوط 5 جرحى من مقاتلي الـ46 هيئة الحشد الشعبي»، واستشهاد «عامل مدني في مطار كربلاء قيد الإنشاء وجرح آخر»، إضافة إلى «تدمير البنى التحتية بالكامل والمعدّات والأسلحة في جميع المقار التي استهدفت من قبل الطيران الأميركي».
وأردف البيان: «وهنا تبين قيادة العمليات المشتركة أن هذه حصيلة أولية، كما تعبر القيادة عن استنكارها الشديد لهذا الاعتداء الذي استهدف المؤسسة العسكرية العراقية والذي ينتهك مبدأ الشراكة والتحالف بين القوات الأمنية العراقية والجهات التي خططت ونفذت هذا الهجوم الغادر، الذي تسبب في إزهاق أرواح المقاتلين العراقيين وجرحهم وهم في واجباتهم العسكرية كل حسب قاطع المسؤولية».
وشددت قيادة العمليات المشتركة على أن «التذرّع بأن هذا الهجوم جاء كردّ على العمل الذي استهدف معسكر التاجي هو ذريعة واهية تقود إلى التصعيد ولا تقدم حلاً للسيطرة على الأوضاع بل تقود إلى التصعيد وتدهور الحالة الأمنيّة في البلاد وتعرّض الجميع للمزيد من المخاطر والتهديدات».
كما اعتبرت أن الهجوم «تصرف خارج إرادة الدولة العراقية واعتداء على سيادتها ويقوّي التوجّهات الخارجة عن القانون»، مؤكدة أنه «لا يحق لأي طرف أن يضع نفسه بديلاً عن الدولة وسيادتها وقرارتها الشرعية».
وختمت قيادة العمليات المشتركة بيانها بالقول: «إن هذا الاعتداء لا يمتّ بأي شراكة أو احترام لسيادة العراق وسلامة أرضه وسمائه ومواطنيه، وستكون له عواقب ترتدّ على الجميع بأشد المخاطر، إن لم تتم السيطرة عليها واحترام الجميع لإرادة وسياسات الدولة العراقية».