عدد المتعافين من «كورونا» يتجاوز الوفيات في العالم.. إجراءات مواجهته الاحترازيّة لا تشمل إغلاقاً للحدود ودعوة أمميّة إلى التكاتف.. ودعوة أميركيّة للتعبئة العامة..
يواصل فيروس كورونا المستجدّ الذي أعلنته منظمة الصحة العالميّة «وباء عالمياً»، انتشاره في مختلف دول العالم بلا هوادة.
وتجاوز عدد المصابين بالفيروس حول العالم حتى صباح أمس، 15 آذار، حاجز 155 ألف مصاب، في حين بلغ عدد الوفيات جراء الفيروس 5833 في أرجاء المعمورة، أما عدد المتعافين فقد وصل إلى 73968.
وظهر تفشي المرض الشبيه بالإنفلونزا، المعروف الآن باسم Covid-19، لأول مرة بين مجموعة من مرضى الالتهاب الرئوي في ووهان الصينية في أواخر كانون الأول 2019 وانتشر بسرعة إلى أوروبا والأميركتين.
ووجدت أحدث الدراسات أن «المصابين يمكنهم نقل الفيروس إلى الآخرين حتى قبل أن تظهر عليهم الأعراض، ويستغرق الأمر نحو 5 أيام قبل ظهور علامات مثل ارتفاع درجات الحرارة والسعال».
وأدّى الوباء العالمي إلى حظر السفر وإغلاق الحدود والمدارس والمتاحف في عدد من الأماكن، خاصة في إيطاليا التي وضعت سكانها البالغ عددهم 60 مليون نسمة قيد حجر صحي غير مسبوق.
وما يزال الباحثون يدرسون كيفية مهاجمة الفيروس للجسم وكيف يمكن علاجه وما إذا كانت هناك أي آثار طويلة المدى، وسط تدابير جذرية للحد من انتشار Covid-19.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إن «وباء كورونا المستجد، الذي تحول إلى وباء عالمي (جائحة) يمثل أزمة تؤثر على كل شخص في العالم».
وأضاف غوتيريس، على «تويتر»، أمس: «يجب على كل منّا أن يقوم بدور في مواجهة هذا الوباء بمزيد من التكاتف لدعم كبار السن الذين يمثلون الشريحة الأكثر عرضة للإصابة خاصة أولئك، الذين ليست لديهم برامج تأمين صحي».
وتابع: «عندما نعمل معاً سنكون قادرين على مواجهة خطر فيروس كورونا المستجد».
من جهتها، أعلنت الرئاسة الفرنسية، أن «الإجراءات التي اتخذت على الحدود بين فرنسا وألمانيا بسبب تفشي وباء كورونا لا تتضمّن إغلاق الحدود، لكنها ستشمل تشديد الرقابة».
وذكرت صحيفة «بيلد» الألمانية، دون أن تشير إلى مصدرها، أن «المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ووزيرة داخليتها اتفقا على الإغلاق مع رؤساء الوزراء المعنيين، وأن ذلك سيتمّ من اليوم الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي».
بدوره، قال مسؤول بالرئاسة الفرنسية أمس: «هذا ليس إغلاقاً للحدود. هذه خطوات لتعزيز الرقابة».
وأضاف المسؤول أن «الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وميركل أجريا محادثات في نهاية الأسبوع ونسقا جهودهما».
فيما دعا حاكم ولاية نيويورك الأميركية، آندرو كومو، الرئيس دونالد ترامب، أمس، إلى «تعبئة الجيش للمساعدة في مواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد».
وكتب كومو في مقال بصحيفة «نيويورك تايمز»، معنوناً «من آندرو كومو إلى الرئيس ترامب: قم بتعبئة الجيش للمساعدة في مكافحة فيروس كورونا».
وأضاف كومو «الولايات ليست قادرة على بناء المزيد من المستشفيات، أو توفير أجهزة التنفس، أو تعديل المنشآت بشكل سريع بما فيه الكفاية، وفي هذه المرحلة، يكون أملنا في استغلال سلاح المهندسين بالجيش وخبرته ومعداته».
كما دعا كومو إلى استغلال القواعد العسكرية والنزل «كمراكز طبية مؤقتة». وقال إن «استخدام الجنود العاملين في الخدمة لن يخرق الاتحادي لأن الوضع الآن هو كارثة وطنيّة».
بدوره، قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمس، إن «فحوص المطارات بشأن فيروس كورونا المستجد، تتم بأسرع ما يمكن بالسرعة الممكنة».
ولكن طالب ترامب في تغريدة له عبر حسابه على «تويتر»، أنه «من المهم جداً أن تتسم تلك الفحوص باليقظة والدقة».
وجاء في تغريدة الرئيس الأميركي: «نجري فحوصاً طبية دقيقة للغاية في مطاراتنا، نعتذر عن إن كانت تتسبب في التأخيرات، نحن نعمل بأسرع ما يمكن، ولكن من المهم جداً أن نكون يقظين وحريصين، يجب أن نحصل على النتيجة بشكل صحيح، السلامة تأتي في المقام الأول».
ووصل عدد المصابين بفيروس كورونا المستجدّ في الولايات المتحدة الأميركية إلى 2726، بينهم 54 حالة وفاة، وتعافي 12 شخصاً.
وصنفت منظمة الصحة العالمية يوم 11 آذار الحالي فيروس كورونا المستجدّ المسبب لمرض «كوفيد 19»، وباء عالمياً، مؤكدة أن أرقام الإصابات ترتفع بسرعة كبيرة.
وبلغت الإصابات في آخر تحديث لها أكثر من 140 ألفاً في نحو 130 دولة ومنطقة حول العالم، والوفيات أكثر من الخمسة آلاف، بينما بلغ عدد المتعافين 69645.
وأفادت صحيفة «غارديان» البريطانية أمس، بأن «عدد المواطنين الذين وضعوا قيد الحجر الصحيّ في أوروبا في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، قد تجاوز 100 مليون شخص».
وشهدت هذه الحصيلة ارتفاعاً حاداً إثر إعلان إسبانيا، البؤرة الثانية للفيروس في القارة العجوز بعد إيطاليا، عن فرض حظر التجول في عموم أراضي البلاد لمدة 15 يوماً، في محاولة لاحتواء الأزمة.
وأعلنت المملكة المتحدة، أمس، تسجيل 14 حالة وفاة جديدة إثر الإصابة بمرض «كوفيد 19» الذي يتسبّب به فيروس كورونا المستجدّ، خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وجاء في بيان لوزارة الصحة البريطانية: «توفي 14 شخصاً آخرين بعد إصابتهم بفيروس كورونا، ما يرفع العدد الإجمالي للوفيات المرتبطة بالفيروس في البلاد إلى 35 حالة».
وزادت الإصابات المؤكدة بالفيروس بمقدار 232 إصابة ليبلغ إجمالي عدد المصابين 1372 حتى يوم أمس. يأتي ذلك بعدما خضع أكثر من 40 ألف شخص لاختبارات الإصابة بالفيروس.
وفي وقت من المتوقع فيه أن تتخذ دول أخرى في القارة العجوز خطوات مماثلة، ستظهر الأسابيع القليلة المقبلة ما إذا كانت هذه الإجراءات غير المسبوقة من حيث صرامتها ستؤتي ثمارها وستنجح في ردع تفشي الفيروس.
وعلى الرغم من احتفاظ الصين بالصدارة في قائمة أكثر دول العالم تضرراً بكورونا، تحوّلت أوروبا مؤخراً إلى أكبر بؤرة للوباء على مستوى العالم من حيث وتيرة انتشاره، حيث تضم قائمة الدول العشر الأكثر تضرراً بالفيروس ثلاث دول فقط غير أوروبية.
من جهته، قال جاستن ترودو رئيس وزراء كندا أمس، إنه لا يستبعد «إغلاق الحدود أو إجبار القادمين من دول أجنبية على العزل الذاتي للمساعدة في مكافحة تفشي فيروس كورونا».
وسجلت كندا 249 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس حتى الآن وتوفي شخص واحد.