– يستطيع الليبراليون واليساريون الذين لا يملكون من الحرب التي شاركوا بالتسويق لها ضد الدولة السورية سوى إطلالاتهم الإعلامية المنسقة من دول الحرب، أن يتباكوا على ما يسمّونه بثورتهم الملفّقة، التي يعلمون أن القوى التي قادتها محلياً وشكلت عمقها الشعبي والعسكري لاحقاً هي ثنائي تنظيم الأخوان المسلمين والتشكيلات الوهابية التي تشكل خلفية تنظيم القاعدة، ولن يكون ممكناً تقييم مسار السنوات العشر التي مضت دون الانطلاق من حقيقة هامشية ووظيفية دور المتحدثين الليبراليين واليساريين وفعالية ثنائي الوهابية والأخوان داخلياً مقابل فاعلية تركيا والسعودية عربياً وإسلامياً كراعيتين للفريقين وبريطانيا وأميركا دولياً، حيث بريطانيا راعية الأخوان وأميركا راعية القاعدة.
– خلال سنوات الحرب لم يخطئ أعداء الدولة السورية الذين وصفوا جبهة النصرة وداعش بالثوار، وكذلك الذين قالوا إن جبهة النصرة ممثل شرعيّ للشعب السوري، أو قالوا إنهم يأتمنونها على حدود كيان الاحتلال كممثل للثورة السورية، لأن من يعتبر أن الذين خرجوا لقتال الدولة ثواراً ويعتبرهم الشعب السوري مجبر على الإقرار بأن النصرة والقاعدة والأخوان هم هؤلاء.
– الذين يتحدثون عن نجاح من يسمّونهم بالثوار بإلحاق الهزيمة بالدولة السورية ويقولون إن مشاركة حزب الله وحلفاء سورية هي من غيّر المعادلة كعامل خارجي يكذبون، لأنهم يعلمون أن توسّع مناطق سيطرة هذه الجماعات التي يسمّونها ثواراً ارتبط باستجلاب عشرات آلاف المسلحين من غير السوريين وصولاً لرقم ربع مليون مسلح غير سوري تحدثت عنه التقارير الدولية لدول غربية كلها من غير أصدقاء الدولة السورية، بدأ بعد تفاقمها كظاهرة إرهاب عالمية تدخّل أصدقاء الدولة السورية من حزب الله وسواه وصولاً لدور روسيا وإيران المباشر.
– خلال سنوات المواجهة ضمر الحضور السوريّ في تشكيلات الوهابية والأخوان لصالح المستجلبين وبات واضحاً مع استنهاض الدولة لفئات جديدة من شعبها أظهرتها بسالة الجيش وتأييد الشعب له أن مسار السنوات التسع كان مسار تحوّل داخلي سوري بين مناصري مشروع الدولة وثنائي الاخوان والوهابية وقد حُسم لصالح الدولة، كما كان مسار تحول خارجي من أحادية الإدارة البريطانية الأميركية لشؤون المنطقة إلى ظهور الشراكة الروسية الإيرانية الفاعلة.