خطاب سماحة السيد بارقة أمل ورجاء في عتمة الظروف الراهنة
} عمر عبد القادر غندور*
ما ترك سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله من إطلالته التلفزيونية الأخيرة شيئاً إلا وتناوله بمحبة ومسؤولية وإدراك يفتقد إليه كثيرون من العاملين في الشأن العام، وركّز على وباء «كورونا» ودعا الناس كلّ الناس إلى مقاومته بعزيمة والتزام النصائح الطبية والأخذ بأسباب الأمان، لا أن ننهزم أمام وباء لا حلّ له حتى الآن، شاكراً جهود الأطباء والممرّضين الذين يعرّضون أنفسهم لأخطار مميتة من أجل مواطنيهم ودفع ما يمكن دفعه من بلاء؟ وتوجه بالتحية الى العاملين في مستشفى رفيق الحريري وسائر المستشفيات، وأسف لنشاط بعض وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي التي تنشر الخوف والرعب والأكاذيب وروح الهزيمة!
وأسف سماحته للسجال السياسي الذي يستغلّ الوباء لتحقيق مكاسب على شاكلة بعض الإعلام الممهور بالحقد والكراهية والتشفي وهذا رخيص وعيب، مؤكداً الجهوزية والاستعداد لمواجهة الوباء بصلابة الرجال الشجعان كالمقاومين الذين يواجهون عدوّهم، والوباء عدو يجب ان لا نستسلم له بالتأسّف والرعب والخوف واللطم، بل نقابله بعزيمة وصبر ونقهره بتوخي الحذر والحيطة ومحاذرة التجمعات التي لا طائل منها؟ داعياً للعودة إلى الله والصبر على البلاء والدعاء لله لكشف الوباء وهو على كلّ شيء قدير.
وأبدى سماحته قلقه على العام الدراسي داعياً المعنيين إلى إيجاد ما يعوّض إقفال المدارس والجامعات فلا استسلام ولا رعب ولا خوف ولا هلع يعوّض العام الدراسي. وشكر سماحته الجهود التي تقدّمت بها الحكومة في مواجهة الوباء، مؤكداً انّ حزب الله لم يقدّم خطة للحكومة ولا الحكومة تنفذ خطة حزب الله بل يدعو الى خطة تشاركية يشارك فيها الجميع من غير استثناء. ودعا سماحته الحكومة إلى ممارسة دورها وتلقي المشورة أو ايّ نوع من المساعدة ضمن الضوابط السيادية، وهي حرة في تلقي المساعدات من الآخرين على أن لا تتنافى مع الشروط السيادية والدستور اللبناني.
ورفض سماحته القبول برفع الضريبة على القيمة المضافة من ١١ الى ٢٠%، ونقول بالفم الملآن لن نرضى بذلك، ودعا المصارف إلى مساعدة الدولة وهي التي جنت المليارات من الدولارات ولا يضيرها أبداً ان تساهم في نفقات المرحلة الراهنة.
لا فضّ فوك يا سماحة السيد، لقد أسهمت في توجيه الناس وأعطيت للوباء حجمه وخطورته وبما يستحق من الاهتمام، وندعو السياسيين المتفذلكين وقناصي الاحداث الى طرح الكيدية التي تطبع تصرفاتهم جانباً متطلعين الى تشابك الأيدي جميعاً لمحاربة هذا الوباء الذي لا يفرّق بين مخلص وقناص يمارس الشعبوية.
والفضل لا يعرفه إلا ذووه.
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي