التاريخ لا يرحم والغلبة دوماً للمقاومين…
المحامي هشام الخوري حنا*
العميل عامر الفاخوري المعروف عنه أنه «جزار الخيام»… هو من «كبار» العملاء الذين خانوا وطنهم… باعوا أنفسهم… وأضحوا بيادق صغيرة تأتمر وتعمل لمصلحة عدو لبنان والوطن والأمة والدين والإنسانية جمعاء… ألا وهو الكيان الإسرائيلي المتهوّد الغاصب…
عامر الفاخوري الخائن العميل… ماضيه الأسود والدموي لن يُمحى بمرور الأيام والأشهر والسنين… عمالته وبيع نفسه لعدو لبنان… جعله جزاراً قاتلاً مجرماً… لم يَسلَمْ الجنوبيون خاصة واللبنانيون عامة من ظلمه وظلاميته وظلامه وإجرامه… فارتكب فعل القتل والعنف… ونفذ أشدّ أنواع التعذيب بحق أبناء الجنوب ومعتقلي سجن الخيام… حتى سُمّي بـ «جزار الخيام» خدمة لـ «الإسرائيلي» النتن العفن… مرتكباً جرائم بحق الإنسانية جمعاء… ما زالت جراحها تنزف ولم تندمل حتى تاريخه… وما زالت أصوات الآلام والأنين تدوي في كلّ حبة تراب من أرض الجنوب…
فمع اندحار جيش الاحتلال «الإسرائيلي» من جنوب لبنان في العام 2000، هرب الفاخوري مع عائلته الى كيان الاحتلال ومن ثم الى أميركا… وبعد مرور حوالى العشرين عاماً على فراره، أراد بطريقة ملتوية مشبوهة العودة الى لبنان علّه يحصل غيلة وكيداً على صكّ براءته، ليبيّض سجله الأسود وماضيه القاتم الملطخ بالعمالة وبالدماء… ظناً منه أنّ خيانته قضت بالتقادم… مستخدماً جواز سفر أميركياً للدخول الى الأراضي اللبنانية… لكنه أوقف من قبل الأمن العام اللبناني وأحيل الى القضاء.
ومنذ اليوم الأول لاعتقاله… بدأت الضغوط والتهديدات الأميركية سراً وعلانية… لإجبار لبنان على إطلاق سراحه… مع ثبوت كلّ الجرائم المنسوبة إليه…
أولاً: جرم الخيانة والعمالة التي يعاقب عليها قانون العقوبات اللبناني بالإعدام سنداً للمواد 273 و 274 و275 ق. ع. والتي لا يمكن أن تطبّق عليه قاعدة التقادم لأنّ جرمه هو الخيانة العظمى من ناحية ومن ناحية أخرى إكراماً للوطن ولشهدائه وللمقاومين الذين ضحوا بدمائهم من أجل هذا الوطن… وكي لا تصبح العمالة وجهة نظر.
ثانياً: جرائم القتل عمداً وقصداً تعاقب بالإعدام سنداً للمواد 548 و 549 و 550 من قانون العقوبات اللبناني… والتي يجب أن تطبّق عليه لكونه مرتكباً لعدد كبير من جرائم القتل بحق أبناء الجنوب واللبنانيين الذين تقدّموا بشكاوى ضدّه وما زالت عالقة امام القضاء…
فمع كلّ ماضيه الأسود والدموي… يبدو أنّ الضغوط الأميركية وللأسف قد أثمرت… ففي خطوةٍ خطيرة غير متوقعة أصدرت المحكمة العسكرية هذا القرار المشؤوم والخاطئ… وتجاوزت الحق والحقيقة… وكلّ التضحيات والآلام والجراحات بكلّ ما تعنيه هذه الخطوة البائسة بالنسبة للعدالة أولاً… وبالنسبة للمظلومين والمعذبين ثانياً… الذين ما زالت جراحات بعضهم تنزف حتى الآن… كأنّ هذه المحكمة تشرّع العمالة وتشجّع على العمالة وعلى ارتكاب الخيانة…
إنّ هذا اليوم هو يوم حزين… وسم لبنان والعدالة بوسمة العار…
تضاف إلى وسمة العار التي حفرها على جبين القضاء اللبناني القرار الذي صدر بحق البطل حبيب الشرتوني… وهذا ما يستدعي الشجب والغضب والاستنكار… لأنه كان من الأشرف والأجدى لرئيس المحكمة العسكرية وأعضائها… أن يتقدّموا باستقالاتهم… بدل الإذعان والخضوع للضغوط الأميركية التي أملت عليهم اتخاذ هذا القرار المشؤوم…
لذا… فإننا ندعو القضاء اللبناني إلى استدراك ما فات… من أجل سمعته ونزاهته اللتين باتتا على محك الكرامة والشرف… وكذلك من أجل حقوق اللبنانيين والمقاومين والشهداء والمعذبين والمظلومين… وكل من ضحّى في سبيل وطنه وتحرير أرضه… وإلا ستكون العاقبة وخيمة وسيُكتب انّ هذا القضاء…هو قضاء عميل لا سلطة له ولا إرادة… وأنّ أفراده مجرد أدوات مسيّرة لا أمل بهم ليكونوا رجال العدل…
فيا أيها القضاء اتعظ… إنّ التاريخ لا يرحم… والغلبة دوماً للمقاومين الوطنيين… حتى لو طال الزمن.