الوطن

لطخة عار وذلّ

} عمر عبد القادر غندور*

ما كان للمحكمة العسكرية ان تنعقد وتُخلي سبيل العميل الاسرائيلي «المتميّز» عامر الفاخوري إلا تحت ضغط هائل فرضته الإدارة الأميركية على الجهات اللبنانية وشملت شخصيات كبيرة ووزراء وقضاة وضباطاً كباراً وموظفين إداريين، كلّ هؤلاء بمواجهة قرار أميركي يقف خلفه وزير الخارجية بومبيو وروبرت أوبراين مستشار الأمن القومي والمكلف بملفّ العميل الفاخوري الى جانب خلية أميركية اتخذت من السفارة الأميركية في عوكر مقراً لها وشملت مروحة اتصالاتها عدداً كبيراً من اللبنانيين، حتى انّ رئيس المحكمة العسكرية العميد حسين عبدالله اتصل قبل نصف ساعة من صدور قرار الإخلاء بكبار المسؤولين وأطلعهم على نص القرار! وسبقت كلّ ذلك لقاءات عُقدت في بيروت وباريس وواشنطن وخلاصتها انّ العميل عامر الفاخوري مواطن أميركي يُلاحَق بتهم سياسية مضى عليها الزمن ويجب الإفراج عنه فوراً تحت طائلة عقوبات لن توفر أحداً. وستطال المساعدات التي تقدّمها الولايات المتحدة للجيش اللبناني!

وكانت سفيرة الولايات المتحدة الجديدة دورثي شيا هدّدت لبنان خلال تقديم أوراق اعتمادها قائلة انّ استمرار احتجاز عامر الفاخوري ستكون له مفاعيل سلبية على العلاقات الثنائية بين لبنان والولايات المتحدة.

إذن إطلاق العميل المجرم كان إذعاناً رخيصاً لتهديدات الجانب الأميركي، وبثمن باهظ هو التفريط بالكرامة السيادية، وإساءة الى الرجال والشهداء الذين قضوا دفاعاً عن الكرامة الوطنية وطعناً في ظهور الأسرى المعذبين في معتقل الخيام وخيانة لدم الشهداء

والأكثر إيلاماً ان يسطّر التاريخ وقائع هذا الإفراج المذلّ، ولم نفاجأ بالتواطؤ «الوطني»، بل بتلك الغيرة الأميركية على عملاء «إسرائيل» وهي الدولة المتجرّدة من قيم العدالة والقانون والإنسانية، ونراها اليوم كيف تحاول استثمار وباء كورونا وتجهد للطش عقار محتمل من اختصاصيين ألمان ونقله الى أميركا…!؟

*رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى