حديث الجمعة
وردتي الصفراء
وحدهم الذين قطعوا شرايين أوهامهم العاطفيّة عاشوا سعداء بعيداً من وسوسات الأمل الفارغة من الحقيقة.. وحدهم الذين أقلعوا عن إدمانهم الأحلام المهترئة سلموا من سموم الخيبات…
ربما القليل من كل شيء يحمينا من الإصابة بخلل في التوازن ويقينا من ارتفاع منسوب الجنون العاطفي… وحدهم مَن عضّوا على أصابع أوجاعهم بصمت، سلموا من تأويلات الغموض وثرثرات الوهم… كيف لي أن أشدّ على وجعي وأحضنه بعد أن عبثت بأضلعي فوضى الريح، وخانني سكون الانتظار.. لطالما كنتُ أسأل وردتي الصفراء عن سرّ خلودها على الرغم من مزاجيّة المواسم، فتبتسم وتمدّ لي أشواكها الناعمة لتقلّم بها يديّ من خشونة الصقيع…
لم أدرك حينها أنها كانت تعلّمني كيف أذبح البرد بأظافري.
ناريمان علوش