ورد وشوك
تُرى ما هو المعيار لمعرفة قدرة الإنسان على ظلم نظيره في هذه الحياة؟
هل هو الزمان والمكان تأييداً لواقع أن لكل زمان دولة ورجالاً.
أم قدرة الظالم على الطغيان بشكل عام وضعف المعتدى عليه حتى استكان؟
أم غياب العدالة حتى مال الميزان؟
فرجحت كفة الباطل فاتحة أمامه المجال ليمشي في الأرض مختالاً باستعلاء تاركاً الحق يشتكي الضياع…
والويل كل الويل لمن كان خصمه القاضي ناصب الميزان….
حالة من أشد أنواع الظلم قسوة وأكثرها رواجاً في مختلف ساحات المجتمعات….
والأفتك منها عندما يلعب الظالم دور الضحية، وما أكثرهم هذه الأيام متهماً المظلوم بأنه ظالم يستحق ما نزل به من عقاب….
فالظلم أزليّ وجد قبل وجود الإنسان وحتى من قبل وجود الرسل والرسالات المنزلة من عالي السموات. ولنا في التاريخ الإنساني وفي مختلف المجالات حالات ظلم تُروى عنها الحكايات ابتداء من قابيل وهابيل وصولاً إلى ما نشهده اليوم في كل بقاع المعمورة دون استثناء….
عجباً للظلّام أنساهم جورهم أن العدل أقل تكلفة من الظلم كما الأمن أقل كلفة من الحرب….
والمصيبة الطامة تكمن في صمت الأخيار عن ظلم الأشرار واتخاذهم لظلمهم الأعذار…
كافتراض الظالم أنه إنسان محب للعدل، لكنه لا يعرف مأتاه فيحسب ما يقوم به عدلاً ظناً منه أنه ظل الله في الأرض منزّه عن الأخطاء….
مسألة فاقت القدرة على الاحتمال واستعصى على المظلوم إيجاد العلاج وما عليه إلا أن يلجأ للدعاء (دعاء صاحب السمكة).
اللهم إن هذا تقوَّى عليّ بقوته على ضعفي… على ما رزقتني ظلماً… فأرني قدرتك فيه.
إن دعوة المظلوم لا تردّ وليس بينها وبين الله حجاب
تفتح لها أبواب السموات.
رشا المارديني