خلال عشرين عاماً مضت لم تقم الصين بأية خطوة تصعيدية عسكرياً أو سياسياً بحق أيّ من دول العالم رغم تعرضها للكثير من الاستفزازات. وحرصت الصين على تقديم نموذج الدولة التي تنفق الوقت والجهد والمال على التنمية والعلم والبناء.
نجحت الصين بتحقيق معجزة اقتصادية فخلال عقدين قفزت بسرعة وثابرت على حفظ مكانتها المتنامية والمتصاعدة نحو التقدم في كل مجالات الصناعة حتى تحولت بعد العقد الأول إلى مصدر النسبة الكبرى من السلع الاستهلاكية في العالم، وخلال العقد الثاني نجحت بدخول الصناعات الثقيلة وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات وتفوّقت يلا منازع وصارت شركاتها ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها في أسواق الدول التي يفترض أنها تتقدم عليها في التقنيات. وكشفت الأزمة الأخيرة مع أميركا استحالة عالم متقدم بدون الصين.
في مواجهة كارثة فيروس كورونا التي تجتاح العالم كانت الصين خط الدفاع الأول عن الإنسانية وقدمت تضحيات غالية من أرواح أبنائها وبناتها، لكنها قدمت مثالاً ولم تنجح بعد الدول الصناعية الأولى في الغرب من أن تحذو حذوها، وبقيت الصين تتفوّق في التنظيم والإدارة والتقنية والعلم فحققت أعلى نسب الشفاء وأدنى نسب الإصابة خلال زمن قياسي هو ثلاثة شهور منحت خلالها الفرصة للآخرين ليستعدوا لكنهم وبعد مرور شهر دفعوا أثماناً تزيد عما دفعته الصين في ثلاثة شهور، رغم أن عدد السكان في أميركا وأوروبا معاً لا يشكل نصف عدد سكان الصين.
الصين تقود العالم بقوة المثال ويصعب اليوم على دولة أن تدّعي مضاهاتها ومنافستها.
ناصر قنديل