العميل الفاخوري في واشنطن… لماذا «شيطنة» حزب الله؟
زهر يوسف*
بين قيد معصم، وقيد دولة… عميل وقضاء وضغوط.. ثلاث كلمات اختصرت المشهد اللبناني لأيّام معدودة وما زالت…
«جزار الخيام» حراً والقضاء اللبناني «معتقَل».. صورة وضعت لبنان «سويسرا الشرق»، كما يُكنّى، تيمناً بسويسرا الغرب، في مواجهة استحقاق هو من رتبة الوطنية، على غرار تحدّ هو الآخر من المستوى الصحي والسبب فيروس «كوفيد19». تحدّيان لا أحد يلغي الآخر، فالدسامة ذاتها.. ومثلها الخطورة..
نعود إلى قضيّة العميل عامر الفاخوري، عاصفة ليست مناخيّة هذه المرة، بل استنكار وشجب وإدانة – حال العرب المعتاد – هبّت في وجه المحكمة العسكريّة التي أدارت الدفة أقله لما تشتهيه واشنطن وأصدرت قراراً من عيار ثقيل.. إخلاء سبيل عامر الفاخوري، فحَدَت بالقاضي حسين عبد الله إلى التنحّي «وفقاً للقانون» كما قال، وكأن القانون يفصَّل على مقاس القضايا ودرجة تعقيدها!!
أول مفاتيح التجاذبات السياسيّة التي أمسك بها السيد حسن نصر الله، ومن خلالها بدّد حالة التلبّد السائدة، بالقول «لا صفقة للحزب في قضية الفاخوري، ولا علم لنا بأيّ صفقة حيكت»، دونما إغلاق باب التكهّنات والتحليلات عن وجودها.
وبعيداً عن مهاترات داخل البيت اللبناني.. السؤال الفارض نفسَه أليست هذه أميركا كما يعرفها العالم.. تعتاش على استنزاف الشعوب تارة ومعاقبتها ثانياً، وكشف «عوراتها» ثالثاً…؟
هذه البنود الثلاثة استخدمت في لبنان وبالتحديد البند الثالث كشف عورة لبنان.. أيّ هدف لذلك؟؟ أهي الصفقة التي نفى حزب الله علمه بها؟!!
ثم ما دقة ما سُرِّب عن دور «الوسيط» للسفير اللبناني في واشنطن غبريال عيسى في إبلاغ مسؤولين لبنانيين بأنّ واشنطن تعدّ العدّة لفرض قانون «ماغنيتسي»، وستوقف المساعدات للجيش، إذا بقي الفاخوري موقوفاً…
إذاً لفرملة مفاعيل كلّ هذه الضغوط تمّ الإفراج عن الفاخوريّ! أهكذا يُراد فهم القضية اللغز؟
أسئلة تُطرَح وتفتح أبواباً لأخرى.. دعونا نفترض أنّها صفقة.. كيف تبدو السلّة اللبنانية؟ هل نجح لبنان في انتزاع شيء من الأميركي؟ أيكون موضوع الغاز والتنقيب عنه أحد البنود المتفق عليه؟ وهل بعيدة «إسرائيل» عن كلّ ما جرى ويجري؟ أممكن للعقوبات الأميركية أن تخمد في حجرها؟ أم واشنطن كنار جهنّم كلما سئلت هل اكتفيتِ؟ تقول وهل من مزيد! الثابت أنّ أميركا فاتورتها باهظة وكفى لبنان شرّ سدادها..
علينا الانتظار، ففيه نعمة ندركها لاحقاً.
*إعلامية سورية.