متطوّعون صينيّون: حان الوقت لنقف في وجه الفيروس..
تمّ مؤخراً إطلاق المرحلة الأولى من التجارب السريريّة للقاح فيروس كورونا الجديد (ناقل الفيروس الغدي) في الصين. حيث تم تطعيم الدفعة الاولى من المتطوّعين، وهم الآن خلال فترة مراقبة الحجر الصحيّ لمدة 14 يوماً..
وتتطلّب التجربة السريرية للمرحلة الأولى أن يكون المتطوّعون مقيمين في مدينة ووهان، ويبلغ عددهم الاجمالي 108 أشخاص. داباي (اسم مستعار) الذي يعمل أستاذاً في الجامعة، هو أحد هؤلاء المتطوّعين، وقد صرّح للصحافيين في مكالمة هاتفية، في مساء السبت 21 آذار «نحن على قلب رجل واحد ونريد أن تتحسّن ووهان قريبا. وفكرة المتطوّعين بسيطة للغاية، وهي المساهمة في بحث وتطوير في اللقاحات.»
ووفقاً للمعلومات العامة المتوفرة على الموقع الإلكتروني لمركز تسجيل التجارب السريرية الصيني، فإن «المركز المشرف على التجربة السريرية هو معهد الهندسة الحيوية التابع لأكاديمية العلوم الطبية التابعة لأكاديمية العلوم العسكرية وشركة كانجسينو البيولوجية المحدودة. والغرض من هذا الاختبار هو اختبار وتقييم سلامة وفعالية لقاح فيروس كورونا الجديد (ناقل الفيروس الغدي)».
وتم تقسيم المتطوعين إلى ثلاث مجموعات من مجموعة الجرعات المنخفضة ومجموعة الجرعات المتوسطة ومجموعة الجرعات العالية، مع 36 شخصاً في كل مجموعة. وخلال الـ 6 أشهر التي ستتبع التطعيم، سيقوم الفريق الطبي بإجراء متابعة دورية للوضع الصحيّ للمتطوعين مرات، لمعرفة ما إذا كان لديهم أي ردود فعل سلبية وما إذا كانت الأجسام المضادة للبروتينات المضادة للجسم يتم إنتاجها في الجسم..
وفي صباح يوم 17 آذار، قام داباي، الذي كان يراقب تقدم تطوير اللقاح، بإيجاد قناة التسجيل وقدّم معلوماته الشخصية. وبعد ظهر يوم 18، تلقى إشعاراً بالفحص الطبي، وفي مساء اليوم نفسه، التحق داباي بمكان الفحص الطبي. كان هناك خمسة أو ستة متطوعين خضعوا لفحص جسدي معه ايضاً..
التقى داباي في مركز الفحوص برئيسة مشروع اللقاح، العالمة بالأكاديمية الصينية للهندسة وأكاديمية الباحث الطبي العسكري تشن وي. وقد تعرّف عليها المتطوعون رغم أنها كانت ترتدي كمامة. «أولينا جميعًا اهتمامًا خاصًا بالأخبار المتعلقة باللقاحات، وعرفنا ملامح وجهها عبر شاشة التلفزيون». بينما عبّرت تشين وي عن شكرها وتقديرها لمبادرة المتطوعين..
تم تطعيم داباي رسمياً في 20 آذار الحالي. ويتذكر داباي الوقت جيدا، بانها كانت الساعة 12:39 ظهراً من ذلك اليوم. وفي حديثه عن قراره، قال: «أشعر بالفخر والعظمة».
يعرف داباي كامل المخاطر المحتملة على صحته وحياته… وقال داباي: «إن الطاقم الطبي في هوبي ووهان، كانوا يعرفون مخاطر الفيروس خلال هذه الفترة، لكنهم أتوا دون تردد. والآن بعد أن انتهت مهمتهم، حان الوقت لنقف ونحارب الفيروس.
دخل المتطوعون بطريقتهم الخاصة جانباً الى جنب مع العلماء إلى ساحة المعركة ضد فيروس كورونا الجديد. ويعتبرون أنفسهم أشخاصاً عاديين ولا يستحقون للأخبار وتسليط الأضواء. وكانت المتطوّعة شياومي (اسم مستعار)، قد كشفت عن هويتها كمتطوعة في اختبار لقاح كورونا على حسابها في مدونة ويبوه. واستقبلت سيلاً من تعاليق الشكر والتشجيع.
لكن شياومي ردّت بتواضع، «لم أفعل سوى واجبي، وليس بالشيء الكثير. وأنا مستعدّة لتحمل النتائج، وأنا أشكر كل مَن باستطاعته أن يقف في مقدمة الناس العاديين.»
ويقول داباي إن «الجميع يريدون أن يفعلوا شيئاً ما لمحاربة الوباء. وقد تطوّع الكثير من الناس في أماكن أخرى في ووهان من قبل». وقبل قبوله اختبار اللقاح، كان داباي متطوعاً في مجمّعه السكني، ويوزّع الإمدادات.
قبل الذهاب للتطعيم، حاول داباي أن يعتمد طريقة مبسطة ليشرح لابنه القرار الذي سيقدم عليه. ولأن ابنه يحب علوم الفضاء، فقد لخّص له أبوه قراره كما يلي: «أبوك مثل الرائد الذي ينزل على سطح القمر، وبخطوة صغيرة يقوم بها أبوك، تتقدّم البشرية بخطوة كبيرة».