مع انتشار فيروس كورونا الجديد على نطاق واسع، باتت المعلومات المتعلقة بالمساعدات الطبية الصينية للدول الأجنبية محلّ اهتمام واسع. وأثيرت الكثير من التساؤلات حول كفاية الإمدادات الطبية التي تنتجها الشركات الصينية لتلبية طلب السوق المحلي، وهل هناك مجال للتصدير حقاً؟ في هذا الصدد، أعربت شركات عدة لتصنيع المواد الطبية في مقابلات صحافية، بأن «الطاقة الإنتاجية للشركات الصينية للملابس الواقية وخراطيش الكشف عن الأحماض النووية يمكن أن تؤخذ في الاعتبار الأسواق المحلية والأجنبية على حد سواء». في المقابل، لا تزال هناك بعض العوامل التي يجب أخذها في الاعتبار بالنسبة لتصدير بقية المواد الطبيّة.
وأعلنت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح مؤخراً أن «الطاقة الإنتاجية اليومية للكمامات في الصين تستمر في الزيادة بسرعة، حيث تجاوزت في الوقت 100 مليون كمامة». كما تمّت استعادة إمدادات الكمامات في العديد من الأماكن، وقامت بعض المناطق بشراء كميات غير محدودة. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»الأميركية أن «الصين قد بدأت في تزويد الأسواق الأجنبية بالكمّامات». حيث بدأت شركة «ليانساي»للمنتجات الطبية بمقاطعة هوبي في 10 آذار الحالي، تزويد الأسواق الدولية بالكمامات، لمساعدة الجهود الدولية في مكافحة الوباء.
ومع استئناف حركة العمل والإنتاج، لا تزال هناك فجوة كبيرة في الكمامات داخل السوق الصينية. ووفقاً لمؤسسة «هوا تشوانغ»للأوراق المالية، يقدر عدد العاملين في الصناعة الأولى والثانية في الصين حوالي 530 مليون شخص، وهناك حاجة لـتوفير 530 مليون كمامة يومياً على الأقل. في هذا الصدد قال لي لين، المدير العام لشركة فوماي للمنتجات الطبية في مقاطعة آنهوي، إن «الشركة تعمل على تزويد السوق المحلية بشكل رئيسي». وأضاف بأن «في صورة اكتمال جميع المنشآت، ووصول الطاقة الإنتاجيّة للشركة الى 350 الف كمامة، أو يبدأ الطلب المحلي في التراجع، فسيصبح بإمكان الشركة التصدير إلى الأسواق الأجنبية بالتزامن مع الإيفاء بحاجيات السوق المحلية».
وعلى عكس الكمامات، فإن إنتاجها من الملابس الطبية الواقية، إلى جانب إيفاءها بحاجة السوق المحلية، فإن لديها فائضاً يمكن تصديره إلى الأسواق الأجنبية. وتنتج الشركة في الوقت الحالي آلافاً من الملابس الواقية بشكل يومي. حيث قامت في بداية آذار من العام الحالي، بتزويد السوق اليابانية بـ 5000 طقم من الملابس الواقية. وهي أول شحنة تصدّر لليابان منذ تفشي الوباء.
من جهة أخرى، قال ووكانغ بينغ رئيس شركة لونغ تاي الطبية لمراسل «غلوبال تايمز»يوم 17 آذار الحالي، أن «الشركة قد أنهت طلبات السوق المحلية قبل أسبوعين. وبدأ في الوقت الحالي الطلب على الملابس الواقية في السوق المحلية يتراجع، وشرعت الشركة تركز على الأسواق الخارجية. وقد حصلت الشركة مؤخراً على طلب بـ100 الف طقم من الملابس الواقية من إيطاليا، وهي الآن في طريقها للوصول الى هذا البلد. وهي أول شحنة تصدير للشركة، وفي المستقبل ستضع الشركة خطة لمواكبة تطور وضع الوباء في الخارج».
إلى غاية 13 آذار، وافقت إدارة الدولة الصينية للأدوية على 10 منتجات جديدة تستعمل في الكشف عن الإصابة بفيروس كورونا عبر تحليل الحمض النووي. من بينها، دفعة أولى بمنتجين من شركة BGI. وقال مسؤول عن شركة BGI إنه «في حين تمت تلبية الطلب المحلي، فإن الشركة ستبدأ تزويد السوق العالمية». والى غاية 16 آذار الحالي، تجاوزت عدد الطلبات من الأسواق الأجنبية التي حصلت عليها شركة BGI 600 ألف طلب، من أكثر 50 دولة. وقد صدرت الشركة منتجاتها إلى كل من اليابان وبروناي وتايلند والإمارات ومصر البيرو وغيرها.
وتتعاون الشركة أيضاً مع المنظمات غير الهادفة للربح مثل مؤسسة «ماموث»لتقديم تبرعات لبعض البلدان. وتفيد المصادر ذات الصلة، أن «خراطيش الكشف بالحمض النووي هي الأرخص في الأسواق الدولية، وخاصة الأسواق الأوروبية والأميركية. كما لا توجد في الوقت الحالي معايير موحدة بين السوق المحلية والعالمية.
فيما تمتلك شركة كومبر Comper حصة بـ 10% من سوق أجهزة قياس حرارة الجسم بالأشعة تحت الحمراء في الصين، وتزوّد بشكل خاص مدينة بكين.
وقالت السيدة دو هان، الرئيس التنفيذي للشركة، في مقابلة مع مراسل من «غلوبال تايمز»في 17 آذار الحالي، إن «الطاقة الإنتاجية الحالية للشركة يمكن أن تصل إلى 10 آلاف وحدة يومياً». ولكن بسبب العرض غير المستقر للمكونات الأساسية مثل مستشعرات الأشعة تحت الحمراء والرقائق، فإنها تضطر احياناً إلى إيقاف الإنتاج، وانتظار وصول المكوّنات الأساسية.
ووفقاً لدو هان، فإن «أجهزة الاستشعار والرقائق بالأشعة تحت الحمراء تأتي بشكل رئيسي من اليابان وتايوان وغيرها من المناطق. فيما تنفذ هذه المناطق إجراءات داخلية للتحكم في الوباء». كما أن «تقدم الإنتاج مقيد أيضاً بوضع شركات المنبع الأخرى. مع استقرار حالة الوباء المحلي واستقرار الطلب في السوق، مع إنتاجنا الحالي، فإن العرض داخل السوق المحلية لايمثل مشكلة كبيرة.
وإذا قمنا بالتصدير إلى الأسواق الأجنبية، فهذا يعتمد على ما إذا كان عدد الطلبات الأجنبية ومواعيد التسليم تتطابق مع القدرات الانتاجية للشركة.
وقالت دو هان إن الشركة قد قدمت مؤخراً مساعدة الى اليابان 3000 جهاز لقيس الحرارة. ولكن الدول المستعجلة على الطلب، قد لايمكننا الإيفاء بطلباتها وعليها الانتظار لشهر او شهرين».