التشكيليّة جهاد رجوب… تستلهم رسومها من الطبيعة والمرأة وتحاكي الواقع
بلال أحمد
قضت جل سنوات حياتها في التدريس معتمدة الرسم أداة لتبسيط المعلومة للتلاميذ ولكن التشكيلية جهاد رجوب لم تحترف الفنّ الا في العشرين عاماً الأخيرة كانت فيها المرأة والطبيعة في سورية موضوعها الأثير.
وحول تجربتها الفنية ذكرت رجوب في حديث مع أن تقاعدها من سلك التربية والتعليم منذ ثلاثة أعوام ساعدها على التفرّغ للفنّ حيث انضوت ضمن صفوف جمعية شموع السلام لتشارك في معارضها الجماعية التي تهدف إلى إدانة القتل ونبذ الحروب والدعوة الى المؤاخاة والمحبة بين البشر.
وتأثرت رجوب بمناظر جبال القلمون الممتدة على طول الطريق المؤدي الى دمشق التي كانت تثير مشاعرها أثناء السفر وكثيراً ما رسمتها بقلم رصاص وورقة أو بألوان متباينة وفق الوقت من اليوم ما حفزها لاحقاً لزيارة معلولا، حيث تركت أثراً عميقاً في نفسها وأذهلتها صخورها وما فيها من فجوات منتقلة منها الى صيدنايا محولة من تلك الصور العالقة في الذاكرة مصدراً للوحاتها.
واختارت رجوب موضوعاتها لرسم الطبيعة والمدن في القلمون بصورة بعيدة عن الاسلوب التقليدي، حيث كانت تشعر بوجود راوٍ يحكي تاريخ تكوين تلك الصخور لافتة الى تأثر آرائها وأفكارها الفنية بآراء الفنان رائد الحداثة التشكيلية فاتح المدرس من خلال أحاديث دارت بينها وبينه.
ولم تتبع رجوب مدرسة أو أسلوباً معيناً بل تركت لريشتها عنان التعبير وعفوية العنوان لأن العفوية تعبر عن حقيقة دواخلنا بصدق ودون افتعال.
وحول تجربتها بدمج الرسم مع التعليم بيّنت أن فنّها ساعدها في العملية التربوية فلم تكن حصتها الدراسية للتعليم فحسب، وانما حالة ابداعية استطاعت فيها اعتماد الرسم وسيلة تعليمية لترتقي بعنصر الجمالية في روح التلاميذ، فالجمال لا يكون بحصة دراسية مخصصة للرسم بل يتراكم عبر كل المواد.
وحول أعمالها الخاصة بالمرأة أوضحت رجوب أن لها علاقة بالمنحوتات الموجودة في متحف دمشق الوطني والتي تمثل ملكات وأميرات سوريات ساهمن في تشييد الحضارة الإنسانية. فالمرأة عبر التاريخ العريق كانت إلى جانب الرجل في أبهى معاني التشاركية.
ولأنها تؤمن بأهمية محاكاة العمل الفنّي للواقع أشارت رجوب الى انها استمدت فكرة لوحتها الأخيرة بعنوان «بقايا قارب» من الوضع العالمي جراء انتشار فيروس كورونا صورت فيه موقفها وانطباعها بضرورة اتفاق الأمم والشعوب على مواجهة هذا الوباء.