الشعور القوميّ في مواجهة الوباء العالميّ
أياد معلوف*
إنّ الهواء الذي يتنفّسه العالم في القرن الحادي والعشرين، تضخّه آلة وحيدة ألا وهي الليبرالية مع تفرّعاتها من عولمة ورأسمالية ونظام أحاديّ تقوده الولايات المتحدة الأميركية، وأيضاً شركات كبرى (فيسبوك ـ غوغل ـ توتير ـ Microsoft ـ توتير). وهذه الشركات في خدمة سياسة واحدة قائمة على الأسهم ومراقبة العالم وتصنيفه بين إرهابي أو حليف.
عندما انتشر الوباء «كورونا» فجأة وبدأ من مدينة ووهان في الصين، هنا بدأ الصراخ وصرير الأسنان، فكلّ دول العالم لا سيما الولايات المتحدة الأميركية، تعاني من شحّ في الموارد والآلات الطبية وبعض المواد الغذائية؛ وأيضاً إذا صحّ التعبير سقط مفهوم الاتحاد الأوروبي، وبات على طريقة كلّ دولة في الاتحاد أن تخلص نفسها بنفسها.
أما نحن وهنا نقصد أمتنا أيّ سورية الطبيعية، من منطلق عقائدي قومي تحدّث عنه أنطون سعاده منذ أوائل القرن العشرين، وأسّس الحزب ليكون فكرة وحركة تتناولان حياة هذه الأمة بأسرها. وهنا بيت القصيد أيّ أنّ هذا الشعور القومي القائم على وحدة الأمة والمجتمع والاقتصاد هو ركيزة أساسية في مواجهة أيّ خطر أو حرب أو وباء كما يحصل الآن في العالم، بذلك لا يكون لبنان وحده أو الشام أو العراق إلخ…
فمن خلال، هذه الركائز، نكون وإنْ تأخرنا كثيراً نتيجة عوامل عدة، نؤسّس لاقتصاد قويّ مكتفٍ ذاتياً، ينتج احتياجات الناس كافة وأيضاً يؤمّن المواد الأولية، والرؤية الاقتصادية، ومراكز الأبحاث العلمية، ومصانع الأسلحة والأدوية، كلّ ذلك يؤسّس لناتج قومي موزّع على الشعب.
والعبرة هنا لمن اعتبر، بعد انتهاء وباء «كورونا» للعمل فوراً بين الناس (وحكومات) الكيانات لإرساء هذه المفاهيم، وللحزب السوري القومي الاجتماعي، دور كبير في إعادة إطلاق هذا المشروع أو الرؤية على كيانات الأمة كافة، على عكس ما يحدث الآن على صعيد الكيانات حيث تواجه الوباء إما فرادى أو طائفياً ومذهبياً، وكلّ كيان بمفرده، وعلى طريقة أحدهم في لبنان الذي زعم قبل فترة بأنّ القومية قد سقطت!
الشعور القوميّ، انتماء وهوية هو الحلّ الوحيد، والمطلوب إعادة إنتاج نظام واقتصاد جديدين بعد انتهاء أزمة الوباء، على أساس المفاهيم التي رسخها أنطون سعاده.
* وكيل عميد القضاء في الحزب السوري القومي الاجتماعي