جهاز تنفّس اصطناعيّ ينفذه تقنيّون من عكار المهندس عبدلله عبدلله لـ«البناء»: المواد الأوليّة متوفرة وسيكون هناك أكثر من جهاز «مبادرة تنفس لكل لبنان» هدفها إنسانيّ والتعاون هو أساس بنيويّ للمجتمع خاصة في الأزمات
عبير حمدان
صعوبة المرحلة التي نمرّ فيها في مواجهة انتشار فيروس كوفيد19 تتطلب المزيد من التضامن على كافة الصعد. وهذا الواقع شكّل حافزاً إضافياً للشباب اللبناني كي يسخر إمكاناته في خدمة المجتمع خاصة أنه جيل يمتلك المقدرة على الابتكار والإبداع.
شهدنا العديد من المبادرات في أكثر من منطقة ومنها تنفيذ مجموعة من شباب عكار نموذجاً لجهاز تنفس اصطناعي أولي ودمجه مع جهاز «اوكسيميتر» قليل الوجود في لبنان والذي يعمل على نظام «C.M.V» الذي من شأنه المساعدة في عملية التنفس الصناعي.
«البناء» تواصلت مع المهندس عبدالله عبدلله وهو من المشاركين في هذه المبادرة، فقال: «المبادرة بدأت منذ طرح متخرجين من الجامعة اللبنانية الفكرة تحت عنوان «مبادرة تنفس لكل لبنان» ذلك لأن الضرورة تقتضي تصنيع اجهزة تنفس اصطناعي في ظل انتشار فيروس كوفيد19 وبالتالي تحمس كل شخص معني على مستوى لبنان للقيام بكل ما يلزم في هذا الإطار. وبالطبع نحن جزء من هذا المجتمع وواجبنا يحتّم علينا ان نكون فاعلين ومساهمين في مواجهة هذه الأزمة الصحية.»
وأضاف: «تم التنسيق مع الدكتور أيمن عبدلله ومجموعة من الشباب وقمنا بالابحاث اللازمة حول هذا الموضوع. وكانت البداية مع نموذج بدائي. ولاحقا كنا بحاجة لتمويل وفره لنا الدكتور أيمن عبدلله المشرف والداعم للمشروع لكي ننفذ النموذج الأولي والذي يمكننا تجربته بشكل عملي. وهذا الأمر كان مكلفاً بعض الشيء.»
وحول مراحل التنفيذ، قال: «نحن الآن في مرحلة تنفيذ النموذج ما قبل الصناعي، وبالتالي كنا لا بد من الاستعانة بمختصين في مجال هندسة الأدوات الطبية والمزيد من التمويل، وبحكم ان الدكتور عبدلله منتسب الى التيار الوطني الحر ومن خلال علاقاته استطعنا تأمين التمويل الكافي للمشروع وهناك مجموعة من المهندسين المختصين الذين يتعاونون معنا في هذا الإطار، وبالتالي تمكنا من التطور في النموذج ما قبل الصناعي ونحن اليوم في طور تنفيذ النموذج الصناعي الذي يمكننا إجراء التجربة النهائية عليه.»
أما في ما يتصل بإمكانية توفر المواد الأولية للتصنيع، فقال: «المواد الاولية المطلوبة لتنفيذ مشروعنا موجودة في السوق. وهي ليست صناعة محلية، ولكنها متوفرة بكثرة مما يلبي احتياجاتنا، وبالطبع سيكون هناك أكثر من جهاز، ولكن بعد تأمين التمويل اللازم واجراء المزيد من الاختبارات الدقيقة عليها.»
ولفت عبدالله إلى أن الهدف إنساني والتعاون بين الجميع ضروري، فقال: «الهدف من هذه المبادرة وكل المبادرات الاخرى في مختلف المناطق اللبنانية هو انساني بالدرجة الاولى. وبالتأكيد حين نضع اللمسات الاخيرة سيكون هناك تنسيق بيننا وبين كل مَن يبادر في هذا المجال وخاصة متخرجين من الجامعة اللبنانية الذين طرحوا الفكرة منذ البداية، لأن التعاون هو اساس بنيوي للمجتمع خاصة في الظروف الصعبة والأزمات».