مواقف مشبوهة في الزمن الصعب
عمر عبد القادر غندور*
غريب أمر الساسة اللبنانيين الذين مردوا على الصراخ والسجالات والمناكفات والمزايدات ولا يتوانون عن ممارسة هذه الهوايات السمجة حتى في زمن الكورونا الذي يتهدّد الجنس البشري في أصقاع الدنيا.
وعناوين هذه التباينات هي ذاتها:
– الحكومة ومن يديرها.
– هل هي تقليدية او حيادية.
– الأزمة الاقتصادية ومتفرّعاتها.
– الكابيتال كونترول.
– الودائع التي تحجر عليها المصارف.
– خطيئة التعامل مع البنك الدولي أو التعامل معه.
– تعيينات المصرف المركزي.
كلّ هذه العناوين لها مريدون ومعارضون ومغرّدون ولكن الأبرز في هذه الضوضاء صحوة رؤساء الحكومات السابقين الذين أصدروا بيانا لتأكيد وجودهم!
وما هو أشدّ من ذلك تهديد الرئيس سعد الحريري بالمحرمات كالاستقالة من النيابة ومعه نواب كتلة المستقبل إذا تمّت الإطاحة بالنائب الثالث للمصرف المركزي محمد البعاصيري، والتلويح باستنفار سماحة المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان رأس حربة المدافعين عن حقوق الطائفة!
وكأنّ الطائفة لا تحصل على حقوقها إلا بوجود محمد البعاصيري!
أما وباء الكورونا الذي جعل شعوب العالم وبينهم شعوب الدول العظمى ينامون وعيونهم مفتحة من الرعب، فهو «أمر ثانوي» في لبنان! ويأتي، إنْ أتى، في المرحلة الأخيرة من اهتمام السياسيين الذين يفرحون بالحديث عن اهتزاز الحكومة ما يؤدّي الى الإطاحة بها، فهي جريمة بحقّ الوطن ومواطنيه، ودعوة الى الفوضى والإجرام والجوع والفلتان، والعياذ بالله، بدل ان يلتفّ الجميع حول هذه الحكومة الشجاعة التي حملت المسؤولية بتجرّد واهتمام وشفافية في ظروق وإمكانات تكاد تكون معدومة قبل ان تحلّ مصيبة الكورونا، وورثت أوساخ الحكومات السابقة على مدى ثلاثة عقود من النهب والفساد والسرقات، وبلداً مديوناً وكتلة مصرفية وثنية لمراكمة أرباح السياسات والهندسات المالية لا يعرفها أحد في العالم والتي لا تحيا إلا في كنف الحكومات السابقة كالحكومات اللبنانية!
ولنا عودة إلى هذا الموضوع…
*رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي