القطب المخفيّة في تمرّد الدواعش داخل سجن غويران في الحسكة…
} باريس – نضال حمادة
عاد سيناريو هروب مقاتلي التنظيمات السلفيّة المحاربة الى الواجهة بعد سنوات طويلة من الغياب. وهذه المرة عبر تمرّد قام به سجناء سجن غويران في الحسكة الواقع تحت سيطرة الأكراد. وهذا السجن مخصص لمقاتلي تنظيم الدولة داعش الذين وقعوا بأسر قوات التحالف الأميركي وحلفائهم قسد.
وكانت سيناريوات هروب مقاتلي التيارات السلفية المحاربة قد بدأت عام 2013 من سجني التاجي وأبو غريب في العراق، وترافقت عمليات الهروب الكبيرة هذه مع بروز تنظيم الدولة داعش وسيطرته على أجزاء واسعة غرب العراق وشرق سورية وصولاً الى حلب وريف حمص والى جبال القلمون في لبنان وسورية.
الآن عاد السيناريو ذاته مع الهدنة في إدلب ومحيطها وقيام الجيش السوري وحلفائه بإرسال أرتال الى منطقة شرقي الفرات الواقعة تحت سيطرة قسد الوجه السوري لحزب العمال الكردستاني، ويظهر جلياً ان هذا التمرّد حصل في وقت تشعر قسد أن دورها قد حان بعد اتفاق الهدنة في إدلب، كما أن انتشار وباء كورونا جعل الإدارة الأميركية مشغولة بوضعها الداخلي ما يجعل أكراد سورية مكشوفين أميركياً. وهذا الخوف شكل السبب الأساس في عودة ظاهرة مقاتلي داعش الى الواجهة، مع الإشارة إلى أن قيادة جبل قنديل التي تدير مسلحي قسد تعتبر وجود آلاف المقاتلين الذين كانوا في صفوف داعش أسرى لديها ورقة ضغط يمكن أن يستخدموها عندما يشعرون بالتخلي الغربي عنهم.
وعلى عكس ما يُشاع عن شدة حراسة سجن الغويران وصرامة قسد في التعامل مع نزلاء داعش في السجن، يعيش مقاتلو داعش حياة مرتاحة نسبة لغيرهم من السجناء وذلك عبر دفع الرشى والأموال للمسؤولين عن السجن وللحراس وكلهم من أكراد سورية، ولا ينقص مقاتلي داعش في هذا السجن أيّ شيء من الكماليات والأساسيات لحياة المرء من طعام جيد يأتيهم به المسؤولون عن السجن وحراس السجن مقابل رشى مادية، كما يتواجد في كل عنبر من عنابر السجن أكثر من هاتف خلوي مع تغطية إنترنت تركية, وهذه المعدات يمرّرها الأكراد للمساجين مقابل مبالغ مالية كبيرة.
أما عمليات الدفع والاتفاق على الصفقات داخل السجون فهي تتم بين مندوبين لداعش يطلق عليهم الحجي وبين مسؤولين عن السجون من أكراد سورية ويتم التعامل فقط بالدولار الأميركي، حيث يدفع عملاء تنظيم الدولة داعش أجرة استعمال تقدر بـ 3 ألاف دولار للهاتف الواحد شهرياً، فيما يتم دفع ثمن دخول وجبات الطعام الى سجون داعش أسبوعياً، وتعتبر قيادة قسد أن وجود هذا الكم من مقاتلي داعش أسرى لديها كنز مادي يعود عليها بمئات آلاف الدولارات شهرياً وكنز سياسي يمكن لها استخدامه في حال اقتضت مصلحة كيان الحكم الذاتي، كما يحصل حالياً في سجن غويران.