شكراً مانوليس غليزوس
البروفوسور باسياس فانغاليس*
التحق مانوليس ليزوس بموقعه في جيش أبطالنا الخالدين 1922 – 2020.
مانوليس لم يعد معنا.
لقد رحل هذا الثائر «المراهق» تماماً كما كان يتمنّى، بالقرب من حبيبته جورجيا، أولاده، أحفاده، وأقاربه.
إنه رفيق نادر الوجود، كما أنه مقاتل لا يهدأ.
ولد في ناكسوس أبييرانثوس عام 1922 وقد كرّس حياته لنضالات الشعب اليوناني كما للشعوب الأخرى.
قام بتطوير «عمل التحرير العارم» خلال الاحتلال النازي (1941 – 1944) ما أدّى إلى سجنه واضطهاده.
في ليلة 30 إلى 31 أيار 1941، قام بإنزال العلم الألماني عن الصخرة المقدّسة لأكروبوليس في أثينا ورفع العلم اليوناني مخاطراً بحياته في سبيل ذلك. وقد انتشرت الأخبار في جميع أنحاء العالم، وكانت أول عملية مقاومة ذات بعدٍ عالمي كبير.
بعد التحرير واصل نضاله من أجل العدالة الاجتماعية ومن أجل استقلال وطني حقيقي، ما أدّى إلى اضطهاده وإدانته وسجنه من قبل الحكومات الخاضعة للأوامر الأميركية والبريطانية.
اعتقل مع قادة سياسيين آخرين، بعد الانقلاب العسكري الذي قادته الولايات المتحدة في 21 نيسان 1967 وتمّ سجنه وترحيله في ما بعد حتى عام 1971. وفي كلّ الأحوال، أمضى مانوليس غليزوس 16 عامًا من حياته في السجون.
التقى العديد من القادة «عظماء» القرن العشرين، فيدل كاسترو، ياسر عرفات، تشي جيفارا، هوغو تشافيز، القادة السوفيات، ماو تسي تونغ، بابلو بيكاسو وقائمة طويلة من السياسيين والمثقفين والفنانين.
أصبح مواطنا فخرياً لفلسطين… مسيرة حياته كانت ملأى بالتجارب التي لم تستطع سوى قلة قليلة من الناس تذوّقها.
تمّ تكريمه في الكثير من دول العالم بمنحه مراتب الشرف العليا كما مُنح العديد من شهادات الدكتوراه الفخرية من جامعات عدّة: فيتنام، فرنسا، نيكاراغوا، الأرجنتين، تشيلي وجنوب أفريقيا.
أما في سنوات السجن والحبس الانفرادي، فقد قام بنشر العديد من الكتب والمقالات العلمية في علوم الجيولوجيا والموارد المائية.
كلّ مَن عرفه، قدّر طباعه عالياً وأدرك مدى انفتاحه على الجميع. رجل من الجيل الثائر، عنيد في أفكاره الاشتراكية والسيادة الوطنية، مقاتل لم يركع أبداً. كانت لديه نظرة واضحة، وقلب منفتح، وكانت أفكاره صافية مثل سماء أبيراثوس، قريته في جزيرة ناكسوس في بحر إيجه.
إنتخب عضواً في البرلمان اليوناني عام 1981، وعضواً في البرلمان الأوروبي العام 1984، وأعيد انتخابه عضواً في البرلمان اليوناني مرة أخرى في العام 1985، عاد إلى المشهد السياسي المركزي في العام 2012، عندما تمّ انتخابه عضواً في البرلمان مرة أخرى. ومع ذلك، تقاعد في أواخر العام 2015 من نشاطاته الرسمية، محبطاً للغاية من التخلي عن المبادئ والتوجهات الرئيسية للحزب الحاكم، حيث كان مشاركاً في صفوفه يومها.
شكراً مانوليس لوجودك، صاحب رؤية وقائداً، في النضال من أجل الحرية، التقدم الاجتماعي والاشتراكية!
*العضو المؤسس في المنتدى العربي الدولي من أجل العدالة لفلسطين.