أولى

نداء لوزير الخارجيّة ناصيف حتي

التعليق السياسي

لا ينطلق هذا النداء معالي الوزير الذي نحترم من أي رغبة بوضع الدبلوماسية اللبنانية في حال تصادم وعداء أو اشتباك، مع أحد، خصوصاً في هذه الظروف التي ندرك جميعاً حساسيتها وحرص لبنان على الحذر من التورط في أي حال عداء تناقض مصالحه وهو الباحث عن كل مساعدة ممكنة في مواجهة أزماته المالية والتحديات التي تفرضها.

ينطلق هذا النداء من إدراك أن فرنسا تحديداً تشكل دولة مهمة في حسابات لبنان لتحريك الاهتمام الدولي بأزمته، رغم ما فرضته مرحلة كورونا من تواضع في التوقعات حول فرص هذا الاهتمام. كما ينطلق من كون معالي الوزير يعرف فرنسا جيداً، وقد أقام فيها طويلاً، ويستطيع أن يوظف هذه المعرفة والخبرة في الشأن الفرنسي بمضمون ما ترمي إليه هذه الرسالة.

الموضوع هو المعتقل اللبناني المناضل جورج عبدالله في زمن الخوف من كورونا، وزمن استعادة لبنان لأبنائه المغتربين المعرّضين لهذا الخطر، وزمن إفراج فرنسا عن خمسة آلاف سجين، بينهم من ارتكب جرائم لا يمكن مقارنتها بما نعلم جميعاً أنه حافز المناضل السجين الذي أمضى محكوميته كاملة، وهو اللبناني الذي لم يتحمل وجدانه وقلبه وضميره رؤية بلده تحت الاحتلال، ما يلزمنا نحن كلبنانيين ولا نطلب طبعاً تفهّم فرنسا لهذا الالتزام، بأن نجعل حريته قضيتنا، وما نقصد هو التوجه نحو فرنسا الدولة بلغة القانون والصداقة وظروف خطر تفشي الكورونا في السجون بمعناه الإنساني وقد انتدبك الظرف معالي الوزير، لتحمل هذا الهم وهذه المسؤولية.

حرية جورج عبدالله أمانة تستحق الوفاء وربما تكون الساعة قد حانت ليكتب التاريخ لمن يؤدي ديوننا كلبنانيين نحو هذا المناضل أنه كان الذي لعب دوراً في خروج هذا المناضل إلى الحرية وإلى أهله وأحبّته الذين يكاد القلق على حياته وصحته يصيبهم بالذعر.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى