عودة اللبنانيين من الخارج بدأت بنجاح والعائدون خضعوا للفحوصات الطبية ومكثوا في الفنادق
مواقف أثنت على خطة النقل والإجراءات الإحترازية
بدأ أمس تنفيذ عمليات إخلاء اللبنانيين في الخارج الراغبين بالعودة إلى لبنان، وسط إجراءات صحية وأمنية مشددة في مطار بيروت الدولي. وقد وصلت قبل ظهر أمس وبعده، دفعتان من الرياض في السعودية ومن العاصمة الإماراتية أبو طبي على متن طائرتين لشركة طيران الشرق الأوسط، وذلك قبل عودة دفعتين أخريين بعدهما، من أبيدجان ولاغوس في أفريقيا.
كما أعلنت الشركة في بيان، أنه «بناء على طلب الحكومة اللبنانية سوف تقوم بتسيير رحلات إلى كل من: باريس، مدريد وكنشاسا، وذلك يوم الثلاثاء الواقع فيه 7 نيسان 2020»، وأنها ستعلن مواعيد هذه الرحلات فور الحصول على الأذونات اللازمة من الدول المعنية».
وقد خضع العائدون للإجراءات الصحية حيث أشرف الفريق الطبي التابع لوزارة الصحة العامة في المطار على التأكد من الاستمارات الخاصة بالمسافرين والتدقيق بالمعلومات الصحية كافة ومن ثم إجراء فحوصات PCR ونُقلوا بعدها بالباصات إلى الفنادق المخصصة لهم، ريثما تظهر نتائج الفحوصات. وتولى رئيس جهاز أمن المطار مع الأجهزة المعنية الإشراف على سير التدابير المتخذة.
ومساء أمس أعلن وزير الصحة الدكتور حمد حسن أن نتائج الفحوصات للوافدين من الرياض سلبية ولم تُسجل أي حالة ايجابية وليلاً تصدر نتائج رحلة الإمارات التي اتت في وقت متأخر.
وأكد حسن خلال مؤتمر صحفي في دارته في بعلبك، «أن الخطوة الأولى أنجزت بدقة متناهية وما حصل من خطة من ألفها إلى يائها إنتهت بتقييم جيد بفضل الانضباط والالتزام والتعاون وهذا مرده إلى الرؤية الموحدة للحكومة اللبنانية واللجنة الوزارية لإدارة الأزمة وبمتابعة من رئيس الحكومة الدكتور حسان دياب، وما توصلنا إليه من تعاط إيجابي وتنسيق كامل عكس صورة المجتمع اللبناني مع قياداته، مع حكومته وأصبح بإمكاننا ان نعلن نتائج الفحوصات للوافدين من الرياض لنقول أن كل الفحوصات التي أجريت للعائدين كانت نتائج سلبية ولم تسجل أي حالة إيجابية».
وأضاف «ليلاً تأتي نتائج الرحلة الثانية للطائرة الآتية من الإمارات وقد أتت متأخرة أما الرحلتان اللتان ستصلان ليلاً 45. 11 و12.15 أي قبل وبعد منتصف الليل تصدر نتائج فحوصاتها عند الساعة الثانية من بعد ظهر يوم غد(اليوم) ، ما أطلبه من أهلنا مباشرة الالتزام بطريقة اخلاء النزلاء الذي بإمكانهم البقاء في الفندق حتى الصباح وإن كان بإمكانهم البقاء فهذا جيد، ومن يريد الذهاب إلى بيته عليه الالتزام بالخطة الصحيحة وبالإمكان أن يأتي أحد من أهله إلى الفندق بشرط أن يكون شخص واحد مع الالتزام بالدور وبالشروط الصحية كي لا يشكل ضغطاً على الإخلاء وهذا يمكن تنظيمه تراتبياً مع إدارة الفندق لكل مسافر لتجنب الإختلاط».
وتابع «كل من صدرت نتيجته هناك احتمال ضئيل بالإصابة عليه ان يلتزم 15 يوماً بالحجر المنزلي كي لا يتسبب بالضرر لأي أحد من أفراد أسرته وهذا مطلوب من السلطات المحلية أن تقوم بمراقبة الحجر الصحي بالتعاون مع البلديات. فالموضوع دقيق جداً وهذه الخطوة ملزمة للمرحلة الثانية والاستمرار بالعودة لكل من يرغب بالعودة من إخوتنا اللبنانيين بالمهجر بعد الخطوة سيكون هناك «تطبيق عبر الهاتف « لكل مغادر ليصار إلى تتبعه لمدة 15 يوماً، صباحاً ومساءً، وفي حال أي عوارض على المريض أن يتصل مباشرة بوزارة الصحة كي يُنقل إلى مستشفى رفيق الحريري لتلقيه العلاج المناسب».
ورداً على سؤال حول تسجيل حالة هروب من الفندق قال «سُجلت حالة هروب علينا التعلم منها وهذه مسؤولية الحرس والقوى الأمنية وبما أن نتيجة فحصه جاءت سلبية ما كان عليه أن يقوم بهذا السلوك لكن عليه البقاء 15 يوماً في الحجر من أجل سلامته وسلامة أهله».
وعن إمكان استقدام رحلات للطلاب من أوروبا قال «النتائج التي صدرت وتصدر وبالتتبع نتعاطى بها بإدراك شديد وبحرفية، هذه الرحلات ستتكرر وهذا الامر يعود إلى مجلس الوزراء».
ولاقت خطة الحكومة، ترحيباً وثناءً، إذ كتب الرئيس نجيب ميقاتي، تغريدة عبر حسابه على «تويتر»، قال فيها «نحمد الله على عودة الدفعة الأولى من اللبنانيين إلى الوطن، ونتمنى السلامة للجميع، وكل التقدير لمن ساهم في إنجاح هذه الخطوة، خصوصاً إدارة وطياري طيران الشرق الأوسط. أملنا أن يجتمع شمل العائلات اللبنانية ويكون الجميع بخير وسلامة، وأن يحفظ الله لبنان من المخاطر».
بدوره، غرّد الرئيس سعد الحريري على حسابه على «تويتر» قائلاً «الإجراءات التي اتخذت في نقل اللبنانيين من الخارج جديرة بالتقدير. نسأل الله السلامة للجميع وتحية من القلب للفريق الطبي الذي يواكب العملية».
واعتبر رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، أن «تجربة الأحد الأول في نقل اللبنانيين الراغبين بالعودة، إنجاز مختلف عما عهدناه من إجراءات في السابق، ولا بد من تقدير الإجراءات الناجحة التي اعتمدتها الحكومة، ولا سيما أنها التزمت المعايير الوقائية والإيوائية، وفق القواعد التي وضعتها للبناء عليها في المراحل المقبلة».
ترحيب
وقال المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية معن بشّور في تصريح «مع وصول الدفعة الأولى من المغتربين العائدين إلى لبنان من دول عربية وأفريقية يشعر المواطن اللبناني، رغم أجواء القلق والحذر والخطر، بكثير من الإرتياح للحرفية المتقدمة، وللمهنية العالية التي تجري فيها عملية المغادرة، وعملية الانتقال وعملية الاستقبال».
أضاف «ومع هذا الشعور بالإرتياح، يتوجه المواطن اللبناني بتحية تقدير وامتنان لكل من ساهم وشارك بإقرار هذه العملية وتنظيمها، لا سيّما وزارة الصحة التي تبدي كفاءة متميّزة، في مواجهة هذه الجائحة، وقد وصل عدد المصابين اليوم (أمس) إلى 7 فقط، بعد أن وصل قبل أسبوعين إلى 67، ورغم أزدياد عدد الفحوص».
واعتبر «أن نجاح هذه العملية، واستمرارها ليشمل كل من يريد العودة إلى بيته في لبنان وبالسرعة الممكنة، وبالكلفة المخفضة، خصوصاً للطلاب، يشكلان حافزاً لدعوة المسؤولين كافة، إلى القيام كل في مجال عمله بإنجازات. بهذا المستوى من المهنية والحرفية والإحساس بالمسؤولية الأخلاقية والوطنية والإنسانية.
فلماذا لا تسارع الجهات المعنية إلى تنظيم عاجل لعملية مساعدة العائلات المحتاجة عينياً ومادياً، ولا سيمّا أن الجوع أخذ يدق الأبواب؟».
كما سأل «لماذا التأخير في عملية إخلاء السجون من آلاف السجناء غير المحكومين أو الموقوفين بجرائم غير عنيفة أو إرهابية. لماذا لا تسارع الجهات المختصة إلى إجراءات تضمن حماية المستهلك من جشع بعض التجار الذين يسعون إلى استغلال «الجائحة» لارتكار «فاحشة» الغلاء غير المقبول. ولماذا لا تسارع الجهات ذات الصلة لاتخاذ الاجراءات لحماية حقوق المودعين في المصارف اللبنانية، وقد بدأ الخوف على مصيرها يتسلل إلى عقول المودعين وأفكارهم، بل إلى اتخاذ الاجراءات الكفيلة بحماية سعر صرف الليرة؟ بل لماذا لا تسارع الحكومة بأسرها، وعلى رأسها من تصرّف، وما زال، كرجل دولة بكل معنى الكلمة، إلى إنجاز ما هو مطلوب منها لإخراج البلاد من المحنتين اللتين حلتا بها، محنة الفساد وتبعاته، ومحنة كورونا وتداعيتها؟».
وختم «من حقنا أن نستبشر بهذه العملية الراقية، ولكن من حقنا وواجبنا أن نطالب أركان الدولة والمجتمع بإنجاز عمليات مماثلة على كل صعيد».