أسئلة لرجل صار نهراً!
} طلال مرتضى*
ألم تتعبْ بعد؟!..
أما مللتَ الوقوف على
أطلال اللغة
البكر
كي تقيمَ على الصمت
حدَّ الكلام؟..
مَن علمك فك أزرار
غوايتها
كي تدرَّ حبراً
لا حليباً
يلهب بأوردتها حريق
الدهشة؟..
كيف تركت بيوتَ شعرك
مفتوحة..
مشاعاً
أمام عابري سبيل
اللهفة
وسقيتهم من بحور القصائد
زُلال الأمل؟..
الأمل الذي افتقدوه
حين كسرهم حاجز
الخوف
الذي قصم ظهر
أوطانهم..
أي كرمٌ هذا الذي
أنت به..
تهب بنات أفكارك الغاويات
دون منّة
لمن ضاعت جوازات
عبورهم
وراء حدود الكلمة
الممنوعة من الصرف!..
لستَ محمد الرسول كي
تعلّمني الأمانة..
لستَ المسيحَ المصلوبَ
كي تدلَّني درب
الخلاص..
ولستَ طاغور كي تزرعَ في
رأسي القاحل
فلسفة الإنسانية..
لستَ أيها العجوز
مانديلا
كي تعطني سرّ فك
أغلال الحرية
بالصبر..
لستَ أنت كل هؤلاء..
أنا أعرفك..
في روحك
كلهم ينامون
آمنين..
رأيتهم في صورك الشعرية
أحراراً
«مثلما ولدتهم أمهاتهم أول مرة»..
أنت لست لك..
لستُ أدري كيف استحال ظهر
عمرك..
محدودباً كقوس قزح..
كيف سال شالك العتيق فوقه
«دانوباً» على شكل
أرجوحة
كلما هفهفها نسيمُ الحياة
من غير تردّد
تكسر الراء الساكنة
بين حرفي
الحاء
والباء.
(مهداة إلى الدكتور نيدرلا رئيس منظمة القلم النمساويّ)
*كاتب عربي/ فيينا.