9 نيسان.. يوم سناء
نهلا رياشي*
التاسع من نيسان 1985، هو يوم أغرّ في التاريخ، وقد صارَ على اسم فتاة يافعة، تزيّنت بانتمائها إلى قضية تساوي وجودها، وارتدت أحلامها التحرريّة لتجسّدها فعلاً بطولياً مؤيداً بصحة العقيدة، حطّم باقتداره غطرسة الاحتلال اليهوديّ.
إنه يوم سناء، موصول بيوم الفداء، بسعاده الذي افتدى حزبه وأمته بدمه، بكل الشهداء القوميّين بخالد علوان وكوكبة الاستشهاديّين وجدي الصايغ وخالد أزرق وابتسام حرب ومالك وهبي ونورما أبي حسان وعلي غازي طالب ومريم خير الدين ومحمد قناعة وعمار الأعسر وفدوى حسن غانم وزهر أبو عساف.
هو يوم القوميّين الاجتماعيّين… هو عرس النصر والتحرير… هو يوم المقاومين… هو اليوم الذي افتتحت به أعراس البطولة القوميّة الاستشهاديّة.
في التاسع من نيسان من العام 1985 نفذت سناء عمليتها الاستشهاديّة ضد العدو اليهودي، فقهرت المستحيل وصارت أيقونة المقاومين.
هي عروس الجنوب، والعرس يتجدّد كلَّ ربيع حيث الزهر يتفتح ونتضوّع أريجه.
هي سناء، أبت أن يدنّس اليهود أرضنا،.. حدّدت الهدف، انطلقت نحوه، فلقنت ضباط الاحتلال وجنوده درساً، بأن احتلالهم إلى زوال.
بدمها القاني لوّنت خطوط التاريخ وأحرفه، ورسخت حقيقة أن التاريخ يبدأ بالشهادة في سبيل قضية. وبأن المقاومة هي السبيل الوحيد للتحرير وأن المقاومين هم صنّاع النصر الآتي وفي كل حين.
بعمليّتها البطوليّة أكدت سناء أن المقاومة مشروع حضاريّ إنسانيّ، يؤمن بالحياة وثقافة الحياة، وأن الشهداء هم المؤمنون بثقافة الحياة، لأنهم آمنوا بما قاله سعاده العظيم: “إننا قوم نحبّ الحياة لأننا نعشق الحرية ونحبّ الموت متى كان الموت طريقاً للحياة». وليس أرقى وأشرف وأنبل من أن يُستشهد المرء في سبيل وطنه ودفاعاً عن شعبه، لأن في استشهاده حياة للآخرين، حياة الأمة بعز وكرامة.
في يوم سناء، نجدّد العهد والوعد، بأن نبقى على الطريق ذاتها، ندافع عن شعبنا، ونقاوم لتحرير ما اغتصِب وما سُلب من أرضنا، من فلسطين إلى الجولان ومزارع شبعا إلى الاسكندرون وكيليكيا وكل شبر سليب.
ففي يوم سناء نؤكد البقاء في ميادين الصراع، مقاومة ضد الاحتلال والاستعمار والإرهاب والعنصرية.
في يوم سناء، نرفع الأيادي زاوية قائمة، تحية لعروس الجنوب ولكل شهداء الحزب السوري القومي الاجتماعي، تحية لنسور الزوبعة الذي يقارعون الإرهاب، ولتحيا سورية دائماً وأبداً.
*رئيسة مؤسسة رعاية أسر الشهداء وذوي الاحتياجات الخاصة
في الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ.