إضاءة شموع في موقع العمليّة الاستشهاديّة للبطلة سناء محيدلي غازي أبو كامل: رسخت كل معاني التضحية والفداء والمقاومة حق قوميّ حتى زوال الاحتلال أنطون أبو عقل: نذرت نفسها لأمتها وقدمتها قرباناً على مذبح الحرية والكرامة ليبدأ عصر عروس الجنوب
بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لعملية الاستشهادية البطلة سناء محيدلي، زار منفذ عام الشوف في الحزب السوري القومي الاجتماعي غازي أبو كامل يرافقه ناظرا التدريب والعمل والشؤون الاجتماعية موقع العملية الاستشهادية عند معبر جزين ـ باتر، وكان في استقبال وفد منفذية الشوف مفوض مفوضية جزين في «القومي» أنطون أبوعقل وعضوان من المفوضية، حيث تمّت إضاءة الشموع على اللوحة التذكاريّة التي تخلّد اسم سناء وعمليّتها البطولية.
منفذ عام الشوف
وكانت كلمة لمنفذ عام الشوف غازي أبو كامل قال فيها: هنا، في هذا المكان، نفّذت الشهيدة سناء محيدلي عمليتها الاستشهادية فجسّدت انتماءها إلى القضية التي تساوي وجودها، وفرضت هي حقيقتها على هذا الوجود، حين أردت عدداً كبيراً من ضباط العدو الصهيوني وجنوده الذين يحتلون أرضنا ويمارسون الإرهاب والقتل والتعذيب بحق شعبنا.
أضاف: لقد رسّخت سناء كل معاني التضحية والإباء والتحرّر، وأكدت أنّ المقاومة حق، ونحن لا نحيد عن حق، ولا نفرّ من موت متى كان الموت طريقاً للحياة.
وختم: العالم كله هذه الأيام يقاوم وباء كورونا، لذا أتينا بهذا العدد الرمزي، لنقرئك سلام القوميين وأبناء شعبنا في الوطن وعبر الحدود وفخرهم بكِ، أيقونة عز، قاومت وباء الصهيونية العنصرية.
مفوّض مفوضيّة جزين
وألقى مفوّض مفوضيّة جزين أنطون أبو عقل كلمة بالمناسبة قال فيها:
في مثل هذا اليوم من العام 1985 كان جنوب العز لا يزال يرزح تحت نَيّر الاحتلال، وكان المحتل الغاشم يظن أنه باقٍ على هذه الأرض الى الأبد، فنشر جنوده ومدرعاته ومرتزقته من يهود الداخل وأقام الحواجز والمعابر ليفرض شروطه وقوانينه على أبناء هذه الأرض وأصحاب الحق فيها .
ولكن هذا المحتل كان يجهل أن هذه الأرض تعرف أصحابها الحقيقيين ولها مع المعتدين تاريخ يشهد لها، كيف طردت كلّ من أتاها غازياً محتلاً، فخرج يجرّ أذيال الخيبة والهوان. وأن لهذه الأرض أبناء بررة خرجوا من رحمها وتعمّدوا بترابها وأقسموا أن تكون دماؤهم فداء لها ومن هؤلاء الأبناء صبية جنوبية انتمت الى مدرسة الحزب السوري القومي الاجتماعي في عمر مبكر لتسير في طريق المقاومة والفداء وما أن بلغت هذه الصبية عامها الثامن عشر حتى قررت أن تردّ الى الأمة أمانتها وأن تقدّم نفسها قرباناً لها على مذبح الحرية والكرامة.
التاسع من نيسان، كان اليوم الموعود الذي انتظرته سناء طويلاً .فانطلقت عروس الجنوب بموكب زفافها المهيب لتخترق صفوف العدو وتحصيناته وتفجّر نفسها وسط جنوده، فتوقع فيهم خسائر في الأرواح والعتاد، وتحطّم جبروت العدو وكبرياءه المزعوم لتغيّر المعادلة وتبدأ كتابة التاريخ من جديد، تاريخ عنوانه عروس الجنوب.
ومن هنا، من هذا المكان الذي ارتقت فيه سناء زوبعة ترتفع بالنفوس من الأرض نحو السماء، نعاهد سناء ومَن سبقها ومَن تبعها من الشهداء بأن اتصالنا باليهود سيبقى اتصال الحديد بالحديد والنار بالنار، وأن نبقى جنود الأمة الأوفياء، نسعى لعزّتها ونعمل لرفعتها ونقدّم الغالي والنفيس في سبيل وحدتها.