فلسطين المحتلة: ملف الأسرى للحلحلة ونتنياهو أمام اختبار حقيقيّ
يرى مختصان بشأن العدو الصهيوني أن رد حكومة الاحتلال على مبادرة حركة حماس بشأن تحريك ملف صفقة تبادل الأسرى، قد يساهم في إحداث حلحلة جديدة في الملف، تدفع نحو إنجاز صفقة إنسانية تشمل الإفراج عن أسرى مرضى ونساء وأطفال وكبار السن.
المختصان أكدا أن رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني، بنيامين نتنياهو، سيكون أمام اختبار قريبًا، فيما إذا كان جديًا في تحريك هذا الملف والتوصل لصفقة.
وردًا على دعوة رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار لتحريك ملف صفقة تبادل الأسرى، قال نتنياهو إنه «جاهز لتحريك سريع للملف عبر وسطاء».
وجاء في بيان نشره مكتب نتنياهو: إن «منسق شؤون الأسرى والمفقودين وطاقمه مستعدون للعمل بشكل بناء من أجل استعادة القتلى والمفقودين وإغلاق هذا الملف، ويدعون إلى بدء حوار فوري عبر الوسطاء».
وقبل أيام، قالت مصادر سياسية وأمنية صهيونية إن تصريحات قائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار حول مسألة التقدم في صفقة تبادل، قد تفتح نافذة فرص للتقدم بمسألة استعادة الأسرى من غزة.
الخبير في الشؤون الصهيونية، عدنان أبو عامر، يرى أن مبادرة السنوار لاقت آذانًا صاغية وردود فعل كثيرة لدى حكومة الاحتلال.
وأمام هذا الرد الصهيوني، يقول أبو عامر: «قد نكون أمام إحداث حلحلة جديدة في ملف صفقة التبادل التي طال أمدها، وذلك من خلال الشروع بتكليف الوسطاء بالحوار بين حركة حماس و»إسرائيل»».
ويضيف أن تفكيك هذه الصفقة في البداية سيكون تحت طابع إنساني، قد تشمل الإفراج عن الأسرى المرضى والأطفال والنساء، مقابل الجنديين الأسيرين لدى المقاومة.
لكن أبو عامر يرى أن الحديث عن إنجاز صفقة تبادل مقابل الإفراج عن أسرى من ذوي المحكوميات العالية والأسرى القدامى كما حدث في صفقة (وفاء الأحرار) عام 2011، ما زال مبكرًا.
وبحسبه، فإن السبب الأول يكمن في تباعد المواقف بين حماس و»إسرائيل» في ظل الوقت الراهن، وأما السبب الثاني؛ عدم وجود حكومة صهيونية واسعة تعطي المصادقة على إنجاز صفقة التبادل.
وأما الثالث، فهو الأوضاع الحالية في غزة و»إسرائيل» والانشغال في مواجهة أزمة «كورونا».
ويتابع «لا زلنا في البدايات والحكم على الرد الصهيوني إن كان مناورة أم محاولة حقيقية سيتم خلال الأيام المقبلة وعبر جهود الوسطاء بشأن قضية الأسرى، لأن هناك ملفات كبيرة وحساسة تحتاج لوقت من أجل إنجازها».
أما الكاتب والمختص بالشأن الصهيوني، محمود مرداوي، فيرى أن نتنياهو لا يملك خيارًا آخر أمامه سوى القبول بمبادرة السنوار.
ويوضح أن نتنياهو يوظف أزمة «كورونا» لمصالحه الشخصية والأبعاد السياسية الخاصة به من خلال تشكيل الحكومة الصهيونية، وبالتالي فإن مبادرة كهذه قد تضعه تحت الاختبار والضغط.
ويبين أن «نتنياهو دائمًا ما يُناور في القضايا التي تخص الشأن الفلسطيني، لكن معرفة أن رده على مبادرة السنوار هل هو مناورة أم محاولة حقيقية فعلية لتحريك ملف الأسرى، فإن ذلك يحتاج للاختبار في الواقع العملي خلال الأسابيع المقبلة، وقد يرسل نتنياهو وفدًا إسرائيليًا إلى مصر لاختبار الموقف الفلسطيني».
ويعتقد أن مبادرة السنوار قد تخطو خطوة إيجابية للأمام وتحقق تبادلًا في حصول «إسرائيل» على معلومة عن جنودها مقابل صفقة إنسانية كالإفراج عن كبار السن ومرضى ونساء وأطفال، «فإذا نجحت هذه المبادرة، فإن الأمور تسير بالمسار الصحيح».
لكن مرداوي يؤكد أن عقد صفقة تبادل شاملة يحتاج لتوفر إرادة قوية ومفاوضات حقيقية تُفضي للإفراج عن أسرى من أصحاب الأحكام العالية.