مجهولون يهاجمون عربة للاحتلال الأميركيّ في الحسكة ووقوع اصابات.. و199 قتيلاً من الفصائل السورية العميلة لتركيا في ليبيا الأسد لظريف: أزمة كورونا فضحت فشل الأنظمة الغربية أولاً ولا أخلاقيّتها ثانياً
أكد الرئيس السوري بشار الأسد أمس، أن أزمة كورونا فضحت فشل الأنظمة الغربية، موضحاً أن الوباء «أظهر أن هذه الأنظمة موجودة لخدمة فئة معينة من أصحاب المصالح وليس لخدمة شعوبها».
وقال الرئيس الأسد خلال لقائه مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لدى وصوله أمس إلى العاصمة السورية دمشق: «أزمة كورونا فضحت فشل الأنظمة الغربية أولاً.. ولا أخلاقيتها ثانياً لأن هذا الوباء أظهر أن هذه الأنظمة موجودة لخدمة فئة معينة من أصحاب المصالح وليس لخدمة شعوبها».
وأعرب الرئيس الأسد في مستهل اللقاء عن تعازيه لإيران والشعب الإيراني بالضحايا الذين سقطوا بسبب فيروس كورونا مبدياً أسفه لتحول هذا الوباء إلى مجال للاستثمار السياسي من قبل بعض الدول في الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية» التي تستمر بنهج فرض العقوبات على الدول رغم هذه الظروف الإنسانية الاستثنائية».
من جهته أكد ظريف أن الإدارة الأميركية برفضها حتى اليوم رفع الحصار عن سورية وإيران «أظهرت حقيقتها غير الإنسانية أمام العالم».
وتناول اللقاء آخر مستجدات المسار السياسي ومن بينها اللجنة الدستورية وعملية أستانا وتطورات الأوضاع في الشمال السوري في ظل التعدي المستمر من قبل تركيا على سيادة وأرض الجمهورية السورية سواء باحتلالها المباشر للأرض أو من خلال زيادة عدد ما تسميه نقاطاً للمراقبة والتي هي ليست سوى قواعد عسكرية فعليا، منوهاً بأن تصرّفات تركيا على الأرض تفضح حقيقة النيات التركية من خلال عدم التزامها بالاتفاقات التي أبرمتها سواء في استانا أو في سوتشي والتي تنص جميعها على الاعتراف بسيادة ووحدة الأراضي السورية.
وشجب ظريف المحاولات الغربية الحالية لإعادة استثمار موضوع الأسلحة الكيميائية في سورية، معتبراً أنه سلوك مخز بأن يُعاد استخدام هذه الذريعة في هذه الظروف التي يمر بها العالم رغم كل ما شاب هذا الموضوع من تشكيكات وثغرات خلال الفترة الماضية.
وأشار ظريف خلال لقائه الأسد إلى اتصاله الهاتفي الذي أجراه مساء أول امس مع المبعوث الدولي الى سورية غير بيدرسون، والمشاورات الجارية بين إيران وتركيا وروسيا كضامنين لعملية «استانا». وقال بأن اجتماعاً ثلاثياً بين روسيا وتركيا وإيران، سيجري من أجل إجراء مشاورات حول اللجنة الدستورية والوضع في إدلب.
كما تناول اللقاء أيضاً سبل تطوير العلاقات الثنائية بما في ذلك الاقتصادية منها وتشجيع الاستثمارات بين البلدين بما يعود بالنفع لصالح شعبي البلدين الشقيقين.
حضر اللقاء وليد المعلم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين.
وفي الإطار ذاته بحث المعلم مع ظريف والوفد المرافق له العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين وسبل الارتقاء بها وتعزيزها وأهمية البناء على المستوى الاستراتيجي المتميز الذي وصلت له في مختلف المجالات، خصوصاً في ظل التحديات المشتركة التي تواجه كلا الشعبين بالإضافة إلى اهمية التنسيق المستمر وتبادل المعلومات والتجارب بين الجهات المعنية في البلدين لتعزيز القدرة على مواجهة مخاطر وتداعيات انتشار وباء كورونا وتأمين ما يلزم من احتياجات ومستلزمات الوقاية والتشخيص والعلاج.
كما تطرّق الجانبان إلى الأوضاع والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية وكانت وجهات النظر متطابقة في جميع القضايا التي تم بحثها.
حضر اللقاء الدكتور المقداد وأيمن رعد مدير إدارة آسيا ومحمد العمراني مدير إدارة المكتب الخاص في وزارة الخارجية والمغتربين والسفير الإيراني في دمشق.
وكانت ثماني دول بينها إيران وسورية، طلبت في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ممارسة الضغط على واشنطن لرفع عقوباتها، التي تعيق جهود مكافحة فيروس كورونا، حسب تعبيرها.
وجاء في الرسالة، التي نشرتها البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة عبر حسابها الرسمي على موقع «تويتر»: «نحضّكم على المطالبة بالرفع الفوري والكامل لهذه التدابير غير القانونية والقسرية والتعسفية؛ من أجل السماح باستجابة كاملة وفعالة من جميع أعضاء المجتمع الدولي في مواجهة فيروس كورونا».
ميدانياً، هاجم مجهولون عربة عسكرية تابعة لقوات الاحتلال الأميركي، عند مفرق قرية رويشد بريف الحسكة شمال شرقي سورية.
وذكرت وسائل إعلام محلية، أمس، أن العربة، وهي من نوع «همر»، كانت تقل جنودا أميركيين وأفرادا من قوات سورية الديمقراطية («قسد»).
ونقلت صحيفة «تشرين» عن مصادر أهلية أن الهجوم أدى إلى تدهور العربة وجرح عدد من ركابها.
وأوضحت المصادر أن الهجوم تم على طريق الخرافي عند مفرق قرية رويشد جنوب غرب ناحية السبع وأربعين بريف الحسكة الجنوبي.
يذكر أن دورية مشتركة للقوات الأميركية و»قسد» تعرضت في السادس من الشهر الجاري لكمين، نفذه مجهولون في ناحية الصور بريف دير الزور المتاخمة للحدود الإدارية لمحافظة الحسكة، ما أدى إلى مقتل ضابط أميركي واثنين من «قسد».
وفي سياق متصل، كشف «المرصد السوري لحقوق الانسان» ومقره في لندن، كشف عن «أعداد القتلى من عناصر الفصائل المسلحة السورية العميلة لتركيا» في ليبيا، خلال الاشتباكات مع «قوات حفتر» على محاور عدة في الأراضي الليبية.
وبحسب ما نقله «المرصد» عن مصادر محلية مطلعة، بلغ عدد الذين قتلوا من «المقاتلين السوريين» في المعارك الأخيرة في ليبيا 9 عناصر، لترتفع الحصيلة الإجمالية بذلك إلى 199 مقاتلاً، شملت قتلى من فصائل «لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وسليمان شاه».
ووفقاً للمصادر المحلية، فإن هؤلاء قتلوا خلال الاشتباكات على محاور حي صلاح الدين جنوب طرابلس، ومحور الرملة قرب مطار طرابلس ومحور مشروع الهضبة، بالإضافة لمعارك مصراتة ومناطق أخرى في ليبيا.
كما لفت إلى أن تركيا نقلت دفعة جديدة المقاتلين السوريين إلى ليبيا آخرها وصول دفعة تضم العشرات من مقاتلي الفصائل الموالية لأنقرة إلى ليبيا للانخراط في الاشتباكات مع عناصر الجيش الوطني بقيادة المشير خلفية حفتر.
وبذلك، ترتفع أعداد المجندين الذين وصلوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن إلى نحو 5300، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 2100 مجند، بحسب المرصد السوري.
وكان «الجيش الوطني الليبي» بقيادة المشير خليفة حفتر، أعلن مطلع الشهر الحالي عن صد هجوم نفذه «مقاتلون سوريون على مناطق تمركز قواته في مدينة عين زارة جنوب شرق العاصمة طرابلس.
ويتهم «الجيش الوطني الليبي»، الذي يشن منذ 4 أبريل الماضي هجوماً للسيطرة على طرابلس، تركيا ورئيسها، رجب طيب أردوغان، بنقل آلاف المسلحين من سورية إلى ليبيا للقتال في صفوف قوات حكومة الوفاق المدعومة من قبل أنقرة.