حكومة الوفاق الليبيّة تركز على معركة طرابلس وتستبعد التفاوض مع حفتر
قال وزير الداخلية في حكومة الوفاق الليبية فتحي باشاغا إنها «تركز حالياً على محاولة دفع أعدائها بعيداً عن مدى إصابة طرابلس بالمدفعية بعدما حققت تقدماً في جبهات القتال الرئيسية في غرب البلاد الأسبوع الماضي».
وأضاف باشاغا أن «طرد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر من بلدة ترهونة جنوب شرقي العاصمة قد ينهي الحرب الأهلية الدائرة في البلاد». لكنه قال إن «هذا قد يكون الخيار العسكري الأصعب حالياً في المعركة التي تخوضها حكومة الوفاق الوطني على الجيش الوطني الليبي الذي يتخذ من شرق البلاد مقراً».
وتابع قائلاً «الآن كل تركيزنا على كيفية حماية طرابلس وأهل طرابلس وإبعاد القصف المدفعي بعيدا عنهم».
وترهونة المحاطة بالتلال هي المركز الاستراتيجي الرئيسي للجيش الوطني الليبي في غرب البلاد وتوفر قوة بشرية محلية لحملة تعتمد بقوة على الدعم الجوي الذي تقدمه الإمارات العربية المتحدة بالإضافة إلى متعاقدين عسكريين روس.
وحققت القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني تقدماً الأسبوع الماضي على الخطوط الأمامية الرئيسية للقتال بغرب ليبيا، واستعادت أراضي على طول الساحل ثم زحفت نحو قاعدة الدعم الرئيسية للجيش الوطني الليبي في ترهونة التي تبعد 65 كيلومتراً عن العاصمة.
ويمثل هذا نقطة تحول محتملة في الحرب المستمرة منذ عام بين حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي الذي شن هجوماً في نيسان 2019 لانتزاع السيطرة على طرابلس.
وتسيطر قوات الجيش الوطني الليبي بالفعل على شرق ليبيا، حيث تدير حكومة منافسة لحكومة الوفاق الوطني الأمور من بنغازي، كما تسيطر على جزء كبير من جنوب البلاد. لكن مقر المؤسسات الرئيسية للدولة، بما في ذلك شركة النفط والبنك المركزي، في طرابلس.
وقال باشاغا إن «استراتيجية حكومة الوفاق بوجه عام هي استعادة السيطرة على غرب ليبيا». وأضاف أنه «لا يوجد حل عسكري ممكن للصراع، لكن لا يمكن أيضاً التفاوض مع حفتر».
وتابع باشاغا قائلاً «بالنسبة لترهونة، فهذا الخيار العسكري الأصعب لاقتحامها لأن نقطة الارتكاز الأولى ونقطة التحشد (للجيش الوطني الليبي) هي ترهونة… فعند دخول ترهونة نعتقد أن الحرب سوف تنتهي لأن لا توجد مدينة أخرى (بغرب ليبيا) تعتبر نقطة تحشد لقوات حفتر».
وتعثرت الجهود الدبلوماسية الرامية لتحقيق السلام واستقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص في آذار وعزا ذلك لأسباب صحية.
وكان الدعم العسكري التركي لحكومة الوفاق الوطني هذا العام، خاصة بالدفاعات الجوية والطائرات المسيرة، جوهرياً في التقدم الذي حققته القوات الموالية لها مؤخراً.
وقالت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا أول أمس، إن «ما لا يقل عن 3100 شخص نزحوا من منازلهم في ترهونة وبلدة القره بولي القريبة التي تسيطر عليها حكومة الوفاق الوطني هذا الأسبوع مع احتدام القتال».
وقال شهود عيان في قصر بن غشير، وهي بلدة أخرى بغرب ليبيا تحت سيطرة الجيش الوطني الليبي، إن «القصف أدى لمقتل ثمانية أشخاص هناك».