الحصار على سورية… والعداء المستحكم للسياسة الأميركية الغربية للقيم الإنسانية
} حسن حردان
ليس أدلّ على الطبيعة الوحشية للامبريالية الأميركية الغربية المعادية لحقوق الإنسان وللقيم الإنسانية، من الحصار الاقتصادي والمالي، الذي تفرضه واشنطن والعواصم الغربية على الجمهورية العربية السورية، وتعمل على تشديد هذا الحصار في ظلّ الحرب العالمية ضدّ فايروس كورونا…
ومع ذلك فإنّ سورية، العروبة والمقاومة، تواصل باقتدار وثبات وتصميم خوض الحرب الوطنية، بدعم من حلفائها في محور المقاومة، وروسيا، على جبهتين…
*جبهة الحرب ضدّ القوى الإرهابية، لتطهير ما تبقى من شمال وشرق سورية، من وجود الجماعات الإرهابية والاحتلال الأجنبي…
*وجبهة الحرب ضدّ وباء كورونا، الذي لا يميّز بين دولة وأخرى، أو شعب وآخر، أو غني وفقير، فهو يستهدف البشرية جمعاء، ما يتطلب تكاتفاً وتعاوناً دولياً لاحتوائه والقضاء عليه.. وفي هذا السياق من المهمّ لفت الانتباه إلى ما يلي..
اولاً، إنّ إدارة العدوان والإرهاب في واشنطن، كما استخدمت الجماعات الإرهابية أداة لفرض سيطرتها وهيمنتها الاستعمارية ونهب خيرات وثروات الدول، في سورية والعراق واليمن، تستخدم الحصار وسيلة لإضعاف قدرة هذه الدول وغيرها من الدول التي ترفض الخضوع للإملاءات الأميركية وسلطانها الاستعماري، على غرار الجمهورية الإسلامية الايرانية وفنزويلا وكوبا إلخ…
واليوم فإنّ هذه الإدارة الاستعمارية الغاشمة تعمل على استغلال انتشار وباء كورونا لتشديد الحصار على سورية، وحلفائها في محور المقاومة، بهدف حرمانها من إمكانية الحصول على التجهيزات والمستلزمات الطبية الضرورية لمكافحة الفايروس..
انّ هذه السياسة الأميركية الموغلة في عدوانها الإرهابي ضدّ سورية، تكشف اليوم أيضاً انّ فايروس الإرهاب الأميركي لا يقلّ خطورة عن فايروس كورونا، فكلاهما خطر داهم على الإنسانية، يجب مواجهته ومقاومته بلا هوادة للتخلص منه..
ثانياً، إعلاء الصوت، وتعزيز التكاتف والتعاون بين كل الشعوب والدول الرافضة للهيمنة الاستعمارية، للتصدي لهذا العدوان والارهاب والحصار الأميركي، وإحباط أهدافه.. فالحصار الإرهابي على سورية، إنما هو السبب الأساسي في المعاناة الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والصعوبات الصحية التي تعاني منها سورية، دولة وشعباً، وأنّ مواجهة هذا الحصار، والحدّ من تداعياته السلبية، وإحباط أهدافه، إنما يستدعي من كلّ الدول والحركات التحرّرية التقدّمية العربية والإسلامية والدولية المناهضة للهيمنة الإمبريالية الأميركية، تقديم كلّ أشكال الدعم لسورية، لكسر هذا الحصار، وتأمين كلّ الاحتياجات الصحية والإنسانية.. وفي هذا السياق يجب لفت النظر الى أهمية ما قدّمته كلّ من الصين وروسيا وكوبا، من مساعدات طبية وغذائية عاجلة لسورية لتعزيز قدراتها على الصمود مواجهة وباء كورونا والحصار الإرهابي…
ثالثاً، انّ صمود الدولة الوطنية السورية، رغم الحصار والإرهاب الأميركي الغربي، إنما يعود في جزء منه إلى امتلاكها مؤسسات الرعاية الاجتماعية والصحية التي بُنيت في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد، ولهذا تصدّت سورية سريعاً ومبكراً لخطر كورونا، لأنها تمتلك جاهزية واستعداداً وبنية صحية يشهد لها العالم في قدرتها وتقدّمها، فيما دول متقدّمة في الغرب، مثل أميركا تبيّن أنها تعاني من هشاشة وضعف بنيتها الصحية، لأنّ الدولة فيها تخلت عن دور الرعاية الصحية والاجتماعية، لمصلحة القطاع الخاص… وهو ما يكشف بشاعة النظام الرأسمالي الأميركي النيوليبرالي…
رابعاً، انّ الدولة الوطنية السورية، التي نجحت في الصمود وتحقيق الانتصارات على جيوش الإرهاب، والدول الداعمة لها، ستكون قادرة على مواجهة فايروس كورونا والانتصار عليه، لأنها تملك الإرادة والتصميم والجاهزية لذلك، والى جانبها حلفاء أوفياء…
خامساً، لقد كشفت الحرب العالمية ضدّ كورونا، الطابع والنموذج الإنساني الذي تتمتع فيه دول مثل، الصين وروسيا وكوبا، الذين سارعوا إلى دعم سورية، وفنزويلا وإيران، رغم الحصار الأميركي، فيما تكشف للعالم أجمع الوجه القبيح للسياسة الأميركية، التي لجأت إلى تشديد الحصار لمنع وصول المساعدات الطبية والإنسانية لهذه الدول، بهدف خنقها وزيادة معاناتها، كما تخلت واشنطن حتى عن دعم حلفاء لها مثل إيطاليا وإسبانيا.. ولجأت إلى محاولة احتكار لقاح يعمل على إنتاجه علماء ألمان، الأمر الذي فضح أكثر من ايّ وقت مضى الطبيعة الوحشية لسياسة الولايات المتحدة.. القائمة على الاستغلال واستباحة حقوق الإنسان، لفرض سيطرتها واخضاع العالم لهيمنتها الاستعمارية المتآكلة، بفعل انتصارات سورية، ومحورها المقاوم، بدعم من الحلف الروسي الصيني…