إيران تدعو المجتمع الدوليّ إلى تحميل أميركا المسؤوليّة وبوريل يأسف لرفض تخفيف العقوبات
دعت إيران أمس، المجتمع الدولي إلى «تحميل الولايات المتحدة مسؤولية العقوبات الوحشية التي تفرضها عليها باعتبارها من بين الدول الأكثر تضررا بفيروس كورونا المستجد والتي تشهد صعوبات في وقف انتشاره».
وتتهم طهران واشنطن بـ»مفاقمة الأزمة الصحيّة في البلاد»، نتيجة إعادة فرضها عقوبات عام 2018 عقب انسحابها أحادي الجانب من الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني.
وأعلنت وزارة الصحة الإيرانية، أمس، “تسجيل 90 وفاة إضافية بكوفيد-19”، ما يرفع الحصيلة الاجمالية إلى 5481 وفاة.
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في بيان “اليوم (أمس)، انتشر فيروس كورونا ليس فقط في إيران، بل في جميع الدول تقريباً، وتتطلب مواجهته تحركاً جماعياً”.
وأضاف “علاوة على مكافحة الفيروس، تواجه إيران عقوبات أميركية غير قانونية ولا إنسانية، تضاعف الضغط على الشعب الإيراني” في خضمّ تصاعد جديد للتوتر بين البلدين نتيجة حادث جدّ في مياه الخليج الأسبوع الماضي.
وتابع عراقجي “من حقّ الشعب الإيراني الوصول إلى موارده المالية لمكافحة المرض ومواجهة عواقبه الاقتصادية”.
وخلص إلى أن “عقوبات الولايات المتحدة الوحشية وأحادية الجانب تمثل خرقاً واضحاً لقرار مجلس الأمن عدد 2231، لذلك يجب على المجتمع الدولي تحميل المسؤولية للولايات المتحدة”.
من الناحية النظرية، يفترض أن لا تشمل العقوبات المواد الصحيّة (خاصة الأدوية والمعدات الطبية)، لكن عمليّاً تفضل البنوك العالمية رفض التحويلات التي تشمل إيران، مهما كانت السلع، خشية تعرّضها لإجراءات عقابية أميركية.
خلال الساعات الـ24 الماضية، سجلت 1030 إصابة جديدة بالفيروس في إيران، وفق ما أفاد المتحدث باسم وزارة الصحة كيانوش جهانبور.
وفي الإجمال، أحصت الجمهورية الإسلامية 87026 إصابة مؤكدة منذ إعلانها وجود فيروس كورونا المستجدّ على أراضيها في شباط.
ونقل التلفزيون الرسمي دعوة جهانبور إلى الحذر رغم “الاستقرار النسبي… والتراجع التدريجي لعدد الإصابات الجديدة”.
في السياق نفسه، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن دعواته لواشنطن إلى تخفيف عقوباتها على إيران قوبلت بالرفض.
وفى مؤتمر صحافي بعد اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد عبر الإنترنت، قال بوريل إن “الولايات المتحدة رفضت أيضاً السماح بمساعدات اقتصادية لإعانة طهران على التصدّي لفيروس كورونا”.
وأعرب المسؤول الأوروبيّ عن أسفه لأن واشنطن تمنع صندوق النقد الدولي من مساعدتها أيضاً.
وأضاف بوريل: “أيّدنا أولاً تخفيف العقوبات، وثانياً طلب إيران مساعدة مالية من صندوق النقد الدولي”.
وتابع: “أشعر بالأسف لأن الأميركيين يمنعون في هذه المرحلة صندوق النقد الدولي من اتخاذ هذا القرار. من الناحية الإنسانية، كان يتعيّن قبول هذا الطلب”.
وأكدت الحكومة الأميركية أنها لن تتراجع عن حملة “الضغوط القصوى” على إيران رغم الفيروس، وما زالت تستخدم العقوبات في محاولة لتقييد برنامج طهران للصواريخ الباليستية وتقليص نفوذها في الشرق الأوسط.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في نهاية شهر آذار الماضي: “إن الولايات المتحدة جددت أربعة قيود على البرنامج النووي الإيراني لمدة 60 يوماً إضافياً”.
وأضافت في بيان لها: “إن استمرار إيران في توسيع أنشطتها النووية أمر غير مقبول”.