الراعي: من المستفيد من زعزعة حاكمية مصرف لبنان؟
رأى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، في قداس الأحد في بكركي «أن لبنان مؤلف من مجموعات غير متجانسة دينياً وثقافياً، اعتمد في نظامه، دستورياً وميثاقياً، الحوار وصيغة المشاركة المتوازنة والمحافظة على ثقافة كل مجموعة من مجموعاته وعاداتها وتقاليدها ودورها في الحياة العامة، ومساواتها مع غيرها، والحفاظ على العرف في الدولة. فلا يمكن تأمين الاستقرار الداخلي باعتماد الاقصاء أو التفرد أو التذويب. هذا ما اشتكى منه في الآونة الأخيرة إخوتنا الأرثوذكس، وطالبوا برفع الغبن الذي لحق بهم من جراء التعيينات الإدارية، لا من باب المحاصصة بل من باب المشاركة الفاعلة والاغتناء المتبادل».
أضاف «ومن أبسط قواعده اعتماد الحوار والسماع قبل الإتهام وإصدار الحكم، كما جرى بحق حاكم مصرف لبنان. وثمة قضاء للنظر في النزاعات يجب الرجوع إليه، راجين أن يكون مستقلاً وبعيداً من تدخل السياسيين. وفيما كنا ننتظر من رئيس الحكومة إعلان خطتها الإصلاحية العادلة واللازمة، التي تختص بالهيكليات والقطاعات، والتي من شأنها أن تقضي على مكامن الخلل الأساسية والفساد والهدر والسرقة والصفقات والمرافق والنهب حيث هي، وفيما كنا ننتظر منه خطة المراقبة العلمية والمحاسبة لكل الوزارات والإدارات والمرافق العامة، فإذا بنا نفاجأ بحكم مبرم بحق حاكم مصرف لبنان، من دون سماعه وإعطائه حق الدفاع عن النفس علمياً، ثم إعلان الحكم العادل بالطرق الدستورية. أما الشكل الاستهدافي الطاعن بكرامة الشخص والمؤسسة التي لم تعرف مثل هذا منذ إنشائها فغير مقبول على الإطلاق».
وتابع «نسأل: من المستفيد من زعزعة حاكمية مصرف لبنان؟ المستفيد نفسه يعلم! أما نحن فنعرف النتيجة الوخيمة وهي القضاء على ثقة اللبنانيين والدول بمقومات دولتنا الدستورية. وهل هذا النهج المغاير لنظامنا السياسي اللبناني جزء من مخطط لتغيير وجه لبنان؟ يبدو كذلك! إن هذا الكرسي البطريركي المؤتمن تاريخياً ووطنياً ومعنوياً على الصيغة اللبنانية، يحذر من المضي في النهج غير المألوف في أدبياتنا اللبنانية السياسية».
الخازن
من جهة أخرى، رد المكتب الإعلامي لرئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن في بيان على «ما ورد في بعض الوسائل الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي من كلام مسيء» لشخص الراعي»، مذكراً «من خانته الذاكرة» أن الراعي «هو حاضن للأمانة الجامعة بين المسيحيين والمسلمين، ولوحدة الكيان اللبناني. وكل ما يحكى عن البطريرك هو كلام عار من الصحة جملة وتفصيلاً».
وقال «إذا كان الذين تهجموا على مقام البطريركية المارونية بشخص البطريرك الراعي لا يقدرون مدى خطورة كلامهم فتلك مصيبة، أما إذا كانوا يعرفون خطورته فالمصيبة أكبر سامحهم الله في زمن الصوم المبارك، ونصلي من أجلهم لكي يهتدوا فيسهموا في ترسيخ الوحدة الوطنية التي طالما عول عليها البطريرك الراعي وكل المحبين لهذا الوطن».
وتابع «أن يلجأ هؤلاء إلى التشهير بمرجعية يشهد لها وطنيا وروحيا كالبطريرك الراعي، هو أمر مناف للأعراف والقيم الروحية التي لم تألفها مجتمعاتنا اللبنانية خلال تاريخها الطويل».
وختم الخازن «إن رأس الكنيسة المارونية هو مكون وطني تلوذ به كل المراجع الدينية والوطنية في لبنان، وهو ليس بمكون سياسي، ومن المخزي أن يتدنى الكلام إلى هذا المستوى الذي نربأ أن نجاريه برد سفيه».