تلقى اتصالين من نظيريه الكويتي والقطري وزار قوى الأمن دياب: المطلوب فكّ الارتباط بين الدولة ومصالح السلطة
أكد رئيس الحكومة حسان دياب «ان ليس لدينا فعلياً ما يسمّى بدولة عميقة تمثّل فكرة الدولة، ولا تتأثّر بتغيير في السلطة إلاّ من حيث الأداء، وإنما هناك منظومة عميقة تمثّل السلطة بكل مكوّناتها، ولو تغيّرت صور الحاضرين على طاولتها»، مشدداً على «أن المطلوب اليوم هو فك الارتباط بين الدولة ومصالح السلطة، وربط الدولة بالمواطن مباشرةً».
كلام دياب جاء خلال زيارته مقر المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي يرافقه المستشاران خضر طالب وحسين قعفراني، وكان في استقباله وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، حيث أقيمت له مراسم التشريفات الرسمية.
ثم عقد الرئيس دياب اجتماعاً مع الوزير فهمي واللواء عثمان، قبل أن ينتقلوا إلى قاعة المؤتمرات في المديرية في حضور قادة الوحدات في قوى الأمن الداخلي وكبار الضباط حيث ألقى اللواء عثمان كلمة ترحيب، أكد فيها «أن قوى الأمن الداخلي وُجدت لحماية حقوق المواطنين وأمنهم وتنقلاتهم وممتلكاتهم، وُوجدت لحفظ النظام وتوطيد الأمن والسهر على تطبيق القوانين وحماية الحريات العامة ضمن اطارها». وأعلن «أن قوى الأمن الداخلي ملتزمة واجباتها ضمن حدود النصوص القانونية التي ترعى عملها ومهامها. وضباطها وعناصرها يبذلون ما بوسعهم لتنفيذ القوانين، وحفظ النظام وتوطيد الأمن».
ثم ألقى فهمي أشار فيها إلى أن «هذه المؤسسة الوطنية التي أُنشئت نواتها النظامية الأولى خلال العام 1860، والتي أصبحت اليوم، توازي ومن دون أدنى شك أهم المؤسسات الأمنية في البلدان المتقدمة، وذلك بفضل الجهود والتضحيات التي بذلتها هذه المؤسسة على مستوى حفظ النظام وتوطيد الأمن وحماية جميع اللبنانيين من المناطق اللبنانية كافة، بالإضافة إلى حماية الممتلكات على أنواعها، وحماية القوانين وتطبيقها وتطبيق الأنظمة المنوطة بها.»
ولفت إلى «أن دم شهداء ومصابي هذه المؤسسة بالإضافة إلى بقية المؤسسات الأمنية أدى إلى تحقيق إنجازات كثيرة، وساهم إلى حدٍّ بعيد في حماية لبنان وبقاء لبنان، وشكّل عنوان تلاقي اللبنانيين كافة بأطيافهم المتعددة».
أخيراً، ألقى دياب كلمة قال فيها «أتوجّه إليكم بالتحية أولاً، على الجهد الكبير الذي تبذلونه لحفظ الأمن والنظام العام وتطبيق مندرجات إعلان التعبئة العامة، كذلك التضحيات التي بذلتموها لحماية التعبير عن الرأي في الشارع، وبمواجهة أعمال الشغب التي حاولت حرف وتشويه مطالب الناس، وتعرّضتم لإصابات كثيرة في مواجهة الاعتداء على القوى الأمنية والمؤسسات الحكومية. لذلك، أتيت اليوم لأشد على أيديكم، وأنوّه بالقيادة الحكيمة لقوى الأمن الداخلي، وعلى رأسها المدير العام اللواء عماد عثمان، التي تعاملت مع هذه الوقائع بمسؤولية وطنية، لحماية المتظاهرين أولاً، وحماية التعبير عن الرأي ثانياً، وحماية الأملاك العامة والخاصة ثالثاً».
وأشار إلى أن «صورة الدولة باهتة في نظر اللبنانيين. الدولة غير موجودة فعلياً في عقول الناس. الدولة ترهّلت، نتيجة ممارسات أساءت إلى دورها. الدولة خسرت هيبتها بسبب طعنات عميقة في بنيتها. الدولة فقدت ثقة الناس لأنها انفصلت عنهم. الدولة فقدت هويتها عندما تجذّرت فكرة الإندماج بين السياسة والسلطة والقوى التي تحكم.»
وتابع «عملياً، أنتم تمثّلون واجهة الدولة أمام الناس، ولا ويجب ألاّ تكونوا تحت أي ظرف، وفي أي وقت، ذراع السلطة على الناس. هكذا تستطيع الدولة استعادة هيبتها وصورتها، وهكذا تبدأ تنقية فكرة الدولة من مفهوم السلطة. أنا أعلم أنكم تواجهون تحدّيات كثيرة، ونجحتم في الفترة الماضية، في تجاوز الكثير من حقول الألغام، بحكمة لافتة لا بد أن أنوّه بها، وبجهودكم جميعاً، ضباطاً ورتباء وأفراداً».
ونوّه «بوزير الداخلية الذي قدّم صورة ممتازة لوزارة الداخلية بكل الإدارات التابعة لها، ويشرف مباشرة على كل التفاصيل».
وختم دياب «البلد أمانة بأيديكم، وحفظ النظام مسؤوليتكم، وأنا واثق أنكم على قدر هذه المسؤولية الوطنية، ولذلك أنا هنا اليوم لأشدّ على أيديكم، فحمايتكم ضرورة لتكريس فكرة الدولة وهيبتها. الله يحميكم حتى تحموا الناس والبلد».
على صعيد آخر، تلقى دياب اتصالين من نظيريه الكويتي صباح الخالد الحمد الصباح والقطري خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني. وتم البحث في آخر المستجدات المحلية والإقليمية وفي العلاقات الثنائية مع كل من البلدين وسبل توطيدها. وهنأ كل من الصباح وآل ثاني دياب لمناسبة حلول شهر رمضان.