استخدام المراهقين المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي في الحجر المنزلي خطر
راما رشيدي
يحذر عدد من الاختصاصيين النفسيين من خطورة الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي خلال فترة الحجر المنزلي وخاصة من قبل المراهقين، حسب ما أوضح الاختصاصي في الإرشاد الاجتماعي والنفسي ماهر شبانه لمندوبة سانا.
ويبين شبانه أنه يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي سحب المراهق لأجوائها بسبب توافر جميع المرغبات لدخولها بشكل دائم حيث يقدم المراهق نفسه ضمن هذا العالم بالشكل المستحب له إضافة إلى الإطراءات التي يقدمها المتابعون له ليصبح العالم الافتراضي هو عالمه بدلاً من العالم الواقعي وهو ما تترتب عليه مخاطر كبيرة ولا سيما خلال هذه الفترة التي تتيح للمراهق بسبب عدم خروجه من المنزل إدمان هذه المواقع.
وتتمثل أعراض إدمان مواقع وسائل التواصل الاجتماعي وفق شبانه في الاستخدام المستمر لها طوال اليوم وبشكل خارج عن السيطرة مع إهمال الأنشطة الحياتية الأخرى كالعمل والدراسة والهوايات والعلاقات الاجتماعية الحقيقية بالإضافة إلى تغير المزاج والعصبية وسرعة الاستثارة والعدوانية في حال تعذّر استخدامها.
ويمكن أن يسبب الإدمان على شبكات التواصل الاجتماعي الانفصال عن الواقع وإنكاره وهو من أكبر الأخطار النفسية والاجتماعية، حسب شبانه، إضافة إلى بناء شخصية متخيلة في العالم الافتراضي توهمه بأنه شخص متوازن نفسياً في الوقت الذي يفضح الواقع الإمكانيات فينكفئ من جديد لعزلته الاجتماعية.
وأكد الاختصاصي شبانه أنه من الممكن أن تتضخم العقد النفسية لدى المراهقين نتيجة البقاء لساعات طويلة دون اختلاط في الواقع، حيث يصبح الخيال بالنسبة إليهم الملاذ الآمن الذي يلتجئون له في حال حدوث أي مشكلة مشيراً إلى الأضرار الصحية والاجتماعية التي من الممكن أن تصيبهم كاضطرابات النوم والبدانة والعجز عن التواصل داخل المجتمع وقد تصل إلى الاكتئاب.
ويتوجب على الأهل وفق شبانه الانتباه لسلوك أبنائهم خلال فترة الحجر المنزلي وأن يكونوا قدوة جيدة لهم إضافة إلى بناء نظام يضبط سلوكهم من خلال تنويع نشاطات المنزل وتخصيص ساعات معينة لاستخدام شبكة الانترنت للسماح لهم بالتركيز بباقي النشاطات.
وعن الطريقة المثلى لإبعاد المراهق عن مواقع التواصل الاجتماعي نصح شبانه باستراتيجية إشغاله حسب نوعية شخصيته واستغلال نقطة ضعفه تجاه موضوع معين، لافتاً إلى ضرورة دعم ميوله للوصول به الى الشغف الذي يحلم به على كل الصعد والمجالات الفنية والرياضية والأدبية.