أخيرة

اقتصاد التربية… أيّ طالب نريد في المستقبل؟

 

} رامزا صادق*

إنّ اقتصاد التربية أو اقتصاد المعرفة هو الأساس في الاقتصاديات المتقدمة. يعتمد على الرأس المال الفكري أكثر من اعتماده على المدخلات الماديّة أو الموارد الطبيعيّة. فهو يساعد على زيادة سرعة التقدّم التقني والعلمي، كما أنه يستخدم في الحفاظ على النمو الاقتصادي وتطويره على المدى الطويل.

ظهرت أهمية اقتصاد المعرفة مع استخدام تقنيات المعلومات بدلاً من الموارد ورأس المال. فأصبح من أهمّ عوامل تحوّل الدولة النامية إلى دولة متطورة وحديثة. فالمعرفة تساعد على زيادة الإنتاجيّة وتحسين الأداء وتقليل تكاليف الإنتاج والحرص على تطوير نوعيته عن طريق استخدام الأساليب المتقدّمة والوسائل الخاصة باقتصاد المعرفة.

إذاًيحتاج اقتصاد التربية لتهيئة رأس المال البشري عن طريق تنمية الفكر الإنساني الذي يشكّل مفتاح التطور في جميع المجالات مما يؤدّي إلى سهولة الابتكار والتخطيط وفتح آفاق لنشر المعرفة. كما أنّ تحديث المناهج التربوية يعتبر من أهمّ عناصر اقتصاد المعرفة، حيث ضمان البناء الأساسي والتماشي مع التطور العلمي في وقت أقلّ وجهد أقلّ وإنتاجية أكثر. وذلك يشعل وقود العقل والفكر للتماشي مع ركب الحياة. ونذكر أهمية تربية الأجيال الناشئة على التفكير الإنتاجي، بذلك تؤمّن الرعاية لإحداث الإنتاج.

لذا نأخذ على سبيل المثال أهمية إدخال مجالات الفنون في المناهج بشكل يتلاءم مع المجتمع إذ يتناسب مع حضارتنا من فنون المسرح والتمثيل والموسيقى والغناء والشعر والأدبوبالتأكيد مع احترام غايات وأهداف ومحتوى المنهج. فقد تقدّمت وتغيّرت طرائق وأساليب ووسائل التدريس وأصبح التركيز على البحث وحثّ الطالب على تحليل المعلومة والمعرفة الأمر الذي يساعد على اكتشاف القدرات والمهارات والمواهب. فالتربية الفنية تتيح للطالب فرصة للتعبير عن الذات وعن واقع المجتمع الذي ينتمي إليه وهنا تكمن أهمية تماشي الفن مع المنهج الدراسي. فإنّ التربية الحديثة المبنية على البحث والتحليل والاختبار هي التي ستسهّل المرور لإنتاج أجيال دورها أساسي في اعتماد اقتصاد المعرفة.

يبقى السؤال إلى أيّ مدى يعطى قيمة إنتاجية للفن في اقتصاد التربي؟ لذلك لا بدّ من وضع خطّة وبرامج تقوم على مبدأ التدريب ضمن آلية موحّدة تجمع بين المعرفة الإدراكيّة والتّطبيق.

كما من الضروري توافر بنية مجتمعيّة داعمة لهذا النوع من الاقتصاديّات فهي تعكس الفلسفة السائدة في مجتمع معيّن. من جهة أخرى فإنّ اعتماد منظومة البحث العلمي التي تشرّع الأبواب لابتكار حلول للمشكلات وتفتح آفاقاً لأبحاث جديدة.

ونشير إلى أهمية اتباع منهجية محدّدة ورؤية وفلسفة من أجل زيادة الإنتاحية وإثراء العملية الفكرية وتحديثها بغية تحفيز الإبداع وتآزر القدرات وزيادة المردود المالي. فعلى العاملين في القطاع التربوي من معلمين وتربويّين ومشرفين ومرشدين العمل على نشر ثقافة المجتمع المعرفي من خلال تبادل المعلومات ممّا يزيد القدرة على الابتكار والتجدّد المستمر للمعرفة، وبالتالي تزايد الموارد البشرية.

بذلك يمكن تأمين بيئة قائمة على أسس النظام ككلّ السياسية والإيديولوجية والفلسفية والاجتماعية مع تعاون الهيئات والمجتمع المحلي ومؤسّسات التنشئة الاجتماعية.

ويطرح السؤال التالي كيف يمكن استثمار قدرات ومواهب طلابنا في ظلّ نظام سياسي طائفي أنتج نظاماً تعليمياً على صورته يفتقد للروح التربوية؟!

إنه النظام السياسي الّذي جعل كلّ طائفة تقوّي وتغذّي موسّساتها الطائفية من خلال التعليم

فلتتوقف شركات الطوائف عن استغلال القطاع التربوي لإبراز ما يسمّونه بالوحدة الطائفية وليحذروا من قوّة المعرفة عند أبناء الحياة

*اختصاصية تربوية.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى