عندما يكون الخطاب السياسي بهدف التوظيف والاستغلال
} عمر عبد القادر غندور*
في ضوء ارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية، وعزوف المصرف المركزي عن معالجة هذا الانفلات حتى جاوز سعر الدولار الأربعة الاف ليرة، ما شكّل تهديداً لقدرة المواطن الشرائية في ضوء ارتفاع أسعار السلع الى نحو ٥٠%، فاجتمع مجلس الوزراء وقال الرئيس حسان دياب انّ المصرف المركزي يقوم بمعالجات مريبة ما يضع الحكومة أمام مسؤولياتها.
وفي غضون ساعات تعرّض رئيس الحكومة لحملة هجومية عنيفة شارك فيها النائب سعد الحريري متهماً الحكومة بالانقلاب على النظام الاقتصادي والسعي الى محاكمة سياسية لرموز هذا النظام، ورأى حليفه وليد جنبلاط انّ الحكومة تدير انقلاباً عبر غرفة سوداء لم يسمّها.
وشهدت دار الفتوى تجمّعاً للسياسيين المحسوبين على تيار المستقبل وتناوبوا على إطلاق تصريحات متناغمة مع تصريح سعد الحريري وهذا حقهم في إبداء الرأي. إلا أنّ أحدهم أطلق كلاماً تفجيرياً مؤكداً انّ مؤامرة تستهدف «السنة السياسية» وأنه «قدّها وقدود» وهو سيواجهها…
صاحب التصريح يريد أن يقول وقالها: كلّ من يعارض تياره فهو ضدّ السنة!
ما علاقة أهل السنة بما يجري من اختلافات سياسية، وهل رئيس الحكومة حسان دياب ليس سنياً؟ وكذلك العديد من النواب السنة الذين يعارضون سياسات تيار المستقبل؟
مثل هذه السقطات والتوافه والتسرّع والحماقات لا تجوز من نائب انتخبه سنة وشيعة وغيرهم؟
هل يريد ان يصنع رأي عام لإحداث المزيد من الشروخ والانقسامات بين المكوّنات المجتمعية لحساب الفتنة التي لا تحقق له شيئاً مما يريد من تمظهر ظرفي يزيد من التشنجات الكلامية بأبعاد طائفية سيخرج منها خاسراً. وعندما يقول «نحن قدّها وقدود» هل يظنّ انه في حلبة مصارعة.
نحن نقول لهذا النائب: امسك لسانك يا رجل واتقّ الله ولا تلجأ الى قاموس الألفاظ المتفلتة في معرض الآمال الانتخابية، وليكن خطابك بعيداً عن العصبيات المذهبية المتخلفة المغلفة الرخيصة بمنأى عن الاستغلال والتوظيف.
أهل السنة لا من يتآمر عليهم ولا من يستهدفهم، بل الاعتراض على الفاسدين، وإقفال ملفات الكهرباء والهدر والاختلاسات والتوظيف الانتخابي والجمارك والمرفأ وتهريب الأموال بهندسة الحاكم المرتبط برجال النظام الاقتصادي الذي بينه وبينهم علاقات ومصالح لا بدّ من كشفها، وهو من أكل وأطعم الخائفين من مثوله للمساءلة وكيف ستُفضح رؤوس كبيرة تعيش الآن رعب الانكشاف، وأهل السنة هم كغيرهم من الطوائف الذين يعيشون الضائقة الاقتصادية والصعبة في ظلّ انهيار الليرة، ولتكن اللعبة السياسية ميدان جهد وبراعة واجتهاد في خدمة وطننا ومجتمعنا بكلّ طوائفه ومذاهبه ومكوناته.
*رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي