واجتمعت عليه قبائل التتار
} إبراهيم مصطفى
… كيف لا وهم مغروسون في تفاصيل الدولة من عشرات السنين.
سلبوا باسم الشعب واغتنوا وتربّعوا، والشعب المسكين يموت ألف مرة في اليوم.
تناغموا في ما بينهم وعملوا ما طاب لهم ولأزلامهم لتبقى السلطة غطاءً لنهبهم المُنظّم.
دهاةُ هذا العصر يعلنون الدفاع عن مذاهبهم وطوائفهم ويصطنعون حروباً وهمية ويشغلون أتباعهم بالسبّ والشتم وهم على موائدهم الفاخرة يجتمعون ويتفرّجون بنشوة المنتصر على صراعات أبناء الوطن…
دهاةُ هذا العصر نهبوا أموال الخزينة واشتروا عقاراتهم ومزارعهم وبنوا قصورهم واستلذّوا بسفرهم الى الخارج واشتروا اليخوت والشقق الفخمة في دول العالم وتركوا قسماً من الشعب يصفّق لهم وقسماً يلعنهم وهم يضحكون ويمرحون…
إذا ثار الشعب ضدّ الفساد رأيتهم يتسلقون على ثورته… وإذا طالب بمستوى لائق للحياة رأيتهم في مقدّمة الصفوف..
دهاةُ هذا العصر… هرّبوا أموال الناس الى بنوك أوروبا وتركوا الفقراء بلا أنفاس وهم يضحكون وفي أيديهم كؤوسٌ ملأى من دم شعبهم
وعندما جاء الى السلطة من يريد إسعاف البشر ومداواة جراح الوطن، وعنيتُ به رئيس الحكومة حسان دياب… تنادوا واجتمعوا في الخفاء وراحوا يتحسّسون رقابهم…
فمَنْ أمَرهم… ومن أوعَز إليهم… ان يُعلنوا حربهم عليه…
بالطبع سادتهم وأولياء نعمتهم، أميركا ودول النفط الفاسد،
لماذا حسان دياب؟
هل لأنه النظيف والعفيف؟
كلا بكلّ تأكيد.
هل لأنه أطاح بما يسمّى بالحريرية السياسية في لبنان؟
كلا ليس لهذا…
أعلنوها حرباً عليه لأنه وضع نُصبَ عينيه استعادة المال المنهوب والمسلوب، ولأنه أراد لجنة للتحقيق بكلّ شاردة وواردة في البنك المركزي…
فخافوا وأصابَهم الهلع… وكأني بهم يهمسون لبعضهم البعض…لقد انكشفنا…فإنْ سقط رياض سلامة سقطنا
وبان كذبنا على شعبنا وطوائفنا…
وعلموا بل تأكدوا بما نهبناه من عرقهم وتعبهم وتيقنوا بأننا من أفلس البلد… فإلى أين المفرّ؟
هذا لسان حالهم المُصاب بالهلع والخزي والعار، أمّا لسان حال حسان دياب… فيُردّدُ لن أدعكم تسرقون ما تبقى… وسأعيد ما سرقتم عبر عشرات السنين..
لن أدع شعبي يجوع…
لن أترك فقراء لبنان بلا دواء…
لهذا… ولهذا تكالبت عليه قبائل التتار، لأنهم أحسّوا بأنه سيُشعل النار بكلّ فاسد وسارق وناهب، وبأنه سيُعرّي لصوص الهيكل.