قادة الأزمات
ضيق بالعدسة الذهنية ولا أماكن لمساحات أفق أمامية.. التركيز على مكان وحيد ليس بالضرورة الصحيح.. وبدلاً من القيادة لتجاوز التحديات كان الاعتقاد بأن وظيفتهم الأهم ضمن الأزمة هي إدارة الاستجابة للكارثة.. نعم وكيف لا.. فإدارة الأزمة أمر مشوق.. يولّد لدى القادة الرغبة في تولي زمام الأمور بالذات باتخاذ القرارات وتنفيذ الإجراءات.. فتراهم يُحجمون عن تفويض الأعمال بقابلية وشهية مفتوحة لممارسة الإدارة التفصيلية.. وتغرق الأزمة بالخطورة والغموض بسبب الأمور المتغيّرة غير المستقرة..
والنتيجة استياء كل من شُلّت حركته وتشوّهت قيم عمله وغابت المبادئ التوجيهية عنه..
فتُخلق أزمة جديدة من رحم الأزمة ناتجة عن إهمال قادة المؤسسات ونسيانها لمواردها الحقيقية (الموارد البشرية) معتقدة بأن مؤسساتها قادرة على النجاح وإنجاز أمورها دون التعاون مع أفرادها..
هذا مختصر لما توصّلت إليه العديد من الأبحاث التي أجرتها هارفارد على مدى عقدين من الزمن على مسؤولين تنفيذيين راقبتهم في القطاع العام والخاص في مواقف تنطوي على الضغوط والمخاطر..
فوجدت أن الأزمات التي تمتدّ على قوسٍ من الزمن وتوسمه بالتعقيد والفوضى والزعزعة تتطلب من المسؤولين عنها أن يقوموا وعلى مستوى عالٍ من الكفاءة بالقيادة والإدارة معاً..
فالإدارة تكون بمعالجة الاحتياجات الطارئة وتخصيص الموارد على نحوٍ تسير فيه الأمور بحسمٍ وسرعة وحرفية.
وأما قيادة الأمور فتتمثل بتوجيه العاملين إلى تحقيق أفضل نتيجة ممكنة والتحوّل بالتركيز إلى ما يمكن التنبؤ بحدوثه والاستعداد لمواجهة احتمالاته..
وما بين الممارسة المشتركة للإدارة والقيادة في آنٍ معاً يعتبر أفضل قادة الأزمات، بحسب تلك الدراسات هم من يتعاملون معها بذكاء.. ينقذون الأرواح.. يجدّدون نشاط المؤسسات ويشكلون مصدر إلهام للمجتمعات..
لا يقصرون في القيادة ولا يبالغون بالإدارة ليقعوا كالبقية بشباك الافتتان بالإدارة وبجدارة !!..
فهل أنت من القادة المفتونين بالإدارة ؟؟..
ريم شيخ حمدان