حديث الجمعة

«عشق الصباح»

 

 

لو أن رمل شاطئ البحر يحكي «كم من أسرار العاشقين صارت حكايا الناس»؟

نسمات نيسان باردة شعرت بضيق نفس يجثم على صدري تركتُ الشرفة ونزلتُ أتمشى بين شجيرات الحاكورة أتوق للبوح.. نقشت اسمك عَلى زهر السفرجل وكانت عصافير الدوري ترقب حركات أصابعي وصمت ثقيل خيم علينا، أشعلت لفافة تبغ نظرت إلى النجوم اللهفة من حول القمر لعقتُ الملح العالق على شفتي أخذتُ نفساً عميقاً من السيجارة وأطلقت الدخان في الهواء، ورحت أهمس لكل زهرة اسم أغنية كنت أحفظ بداياتها بصوت باهتً. كنت أخشى أن يسمعني أيّ أحد كان يمر مصادفة من جنب سور الحاكورة «فينسبني للجنون أو على الأقل للحالمين الذين يحدثون أنفسهم كأنهم يعيشون أحلامهم»! وأنا منذ عرفت طريق الكتابة مساراتي وعرة تتالت عليّ نوائب الدهر حتى أثقلت كتفي.. صحيح، أنها ما كسرتني ولم اتعب ولم أمل انتظار الشمس.. أردد مقطع من آية حفظتها منذ طفولتي الأولى: «كل يوم هو في شأن». وهذا يعني ان الشمس كل صباح تشرق متجددة بالحياة! نسيت حالي وأنا اتأمل الفضاءات والنجوم والقمر وقد بدأ الضوء يزيح العتم رويداً رويدا..ومن نافذة ضوؤها شحيح سمعت صوت الست «أم كلثوم» وأخذتني للذكريات القديمة: «حطِّيت على القلب يدي وانا بودع حبيبي.. وأقول يا عين اسعفيني يا عين وبالدمع جودي..»؟ وتذكرت أني كتبت يومها في دفتري: أشعلتني الكلمات بالحنين إليك، منذ زمنٍ لم أكتبك، أصابعي «تحروقت بجمر السيجارة «حين رشفت آخر ما في كأس النبيذ المعتق.. تجاوزتنا السنون وصبغ البياض شعر رأسي ووهن الخطو وتتالت الخطوب بلية فبلية.. وما انتهت مساراتي ولا تبت من كتابة حكايا العشق..؟!

حسن إبراهيم الناصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى