عون التقى مشرفية وسبيتري جنبلاط بعد زيارة مفاجئة إلى بعبدا: لا أسعى لتغيير الحكومة ولا علاقة لي بأحلاف
أعلن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، بعد زيارة مفاجئة إلى قصر بعبدا أمس ولقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أنه لا يسعى لتغيير الحكومة أو غير الحكومة وأنه لم يطلب شيئاً، مؤكداً أن لا علاقة له بأيّ أحلاف ثنائية أو ثلاثية.
وكان عون استقبل جنبلاط، وعرض معه الأوضاع العامة والتطورات السياسية والاقتصادية الأخيرة في البلاد.
وبعد اللقاء، أوضح جنبلاط سبب الزيارة فقال «في الأسبوع الفائت زارني ساعي خير لن أذكر اسمه اليوم، وقال لي بعد حديث طويل حول أوضاع البلاد، والجبل تحديداً، هل لديك مانع أن أُبلغ فخامة الرئيس العماد ميشال عون أنك على استعداد لزيارته، فأجبته فوراً إنني جاهز. والحمد لله أنّ هناك سعاة خير أمثاله كي يسعوا إلى ترطيب الأجواء».
أضاف «المواضيع التي بحثت مع فخامة الرئيس عديدة. أولاً، صحيح أنّ هناك علاقة متوترة منذ الصيف الماضي مع التيار الوطني الحرّ، نسعى ونطالب بتحسينها أو بتنظيم الخلاف بيننا. حيث نختلف كان به، وحيث لا نختلف نتفق، ولكن فليكن الأسلوب من قبلهم وقبلنا، بالتعاطي الإعلامي وغير الإعلامي غير إنفعالي. من منّا لا ينفعل؟ هذا الأمر أساسي لأنه يؤثّر، كما تأثّر الجو في الجبل في الصيف الماضي بعد حادثة البساتين».
وتابع «في ما يتعلق بالحكومة، لست ساعياً لتغيير الحكومة أو غير الحكومة. شهدنا في الماضي كيف أنه عند تغيير الحكومات، يمرّ وقت ضائع هائل لتشكيل حكومة جديدة. اليوم في هذا الجو الهائل من المصائب الاجتماعية والاقتصادية، ومع كورونا، لا أعتقد أنّ الوضع مناسب لتغيير الحكومة. فقط بالأساس، عندما كانت العلاقة مقبولة مع الحكومة من خلال رامي الريس، لم أطلب شيئاً. سألوني عن التعيينات، فطرحت بعض الأسماء في ما يتعلق بهيئة الأسواق المالية، ونيابة رئاسة حاكمية مصرف لبنان، والشرطة القضائية. دوري محصور بالدروز في هذا البلد، مع الأسف. قدّمت لهم اقتراحات، وأتوا هم باقتراحات ثانية. لم أطلب ولكن هم سألوني. فليعيّنوا من يشاؤون. صدف أنه في جلسة التعيينات التي كانت مقترحة لهيئة الأسواق المالية والمصرف المركزي، لم تكن الأسماء المقدمة بالمستوى المطلوب. هم رفضوها».
وختم: «أخيراً، التوجه الإيجابي هو أننا سنتوجه إلى صندوق النقد الدولي، آخذين في الاعتبار أن نفاوض جدياً معه، ونخفف من وطأة الأزمة الاقتصادية الاجتماعية. كيف؟ قيل لي بأن مبلغ الخمسمئة مليون دولار المخصص لمساعدة العائلات الأكثر فقراً لا يزال موجوداً. المطلوب اليوم الاستفادة من الآلية الموجودة في وزارة الشؤون الاجتماعية، وتوسيع عدد الأشخاص المستفيدين الذي كان في الماضي بضعة آلاف واليوم زاد إلى عشرات الآلاف بعد قضية كورونا وإقفال المؤسسات والمطاعم. فلنستفد ولنحاول لاحقاً أن نبني اقتصاداً منتجاً. اقتصاد لبنان السابق انتهى. ربما ليس بأكمله، ولكن العالم بأسره اليوم سيتغيّر بعد كورونا، فكيف بلبنان؟ هذا ما سمحت لنفسي أن أطرحه مع فخامة الرئيس».
وعمّا إذا كانت زيارته منسقة مع الرئيس سعد الحريري ومعراب، فأجاب «جاءت بمبادرة من قبل ساعي خير، ولا علاقة لي بأيّ أحلاف ثنائية او ثلاثية. هذه حساباتي مبنية على حساباتي الخاصة وعلى ضرورة تحسين العلاقة وتنظيم الخلاف إذا وُجد مع التيار الوطني الحرّ. ومع كلّ احترامي للرئيس الحريري أو للدكتور سمير جعجع، لا علاقة لي».
وبحث عون مع وزير الشؤون الاجتماعية والسياحة البروفسور رمزي مشرفية، المشاكل التي يعاني منها القطاع السياحي وسبل دعمه. واستقبل السفير البابوي المونسنيور جوزف سبيتري الذي نقل إليه اهتمام البابا فرنسيس بلبنان واللبنانيين، وكان عرض للأوضاع العامة في البلاد.
وقال سبيتري بعد اللقاء «طلبنا أن يكون 14 أيار يوم صلاة للمسيحيين والمسلمين ضد وباء كورونا ويمكن للبنانيين الصلاة أيضاً على نية لبنان».
أضاف «تناولت مع الرئيس عون المشاكل التي يمر بها لبنان، ومنها المشاكل التربوية ولا سيما المدارس التي تمرّ بمراحل صعبة».
إلى ذلك، دعا عون المجلس الأعلى للدفاع، إلى اجتماع في قصر بعبدا اليوم، يسبق مجلس الوزراء للبحث في موضوع التعبئة العامة.