إلى أبي…!
} منال محمد يوسف
وكأنّها الحروف تولدُ أقماراً
وينبتُ الحبق
قصيدة وهدية محبّة
إذ يسمو ألقها تحيّة عرفاناً
وكأنّها الأوزانُ
تشتاقُ أن يلهو حزني بقوافي الأمل
وأخربشُ من أجلكَ
يا أبي
أخربشُ بحروف تمنيتُ
أن تزهرُ كلماتها رماناً
ويُزهر نور الأمل في عيدكَ
يا أبي
ويتدلّى أعناباً
وخربشات حروفها ستأتي إليّ
وتمرُّ بنورها الوضّاء على وجهي
تمرُّ قصيدة البدء
لطفلة تلهو برصاص الأقلام
تلهو بين قافيات الأحلام
تلهو وتريد الزَّمن أن يُشفق على حالها إشفاقاً
والقوافي تبدو كالقمر إذ يُزرعُ كبد الليالي مرجاناً
كأنّها القوافي تَكبرُ جرح المحبّة وتنادي
من كان الزّمن يلهو بحروفهم
وتلهو المحبة بهم أطفالاً
تمرَّ قصيدة جعلت دموع أبي تنهمر فرحاً
وجعلتني أقول:
أمعقول أن أصبح كاتبة.. عن أي نبأً أو حلماً يتحدثُ والدي؟
أمعقول أن يدخل إلى محبرتي رحيق الأدب
وعطره البلاغي
وتنبتُ في صحراء العجز أزهاراً
أمعقول أن يُمطر عليّ الأزرق قصائد خضراء
قصائد تُشبه وجه أمّي، تُشبه قناديل تُضيئها لي في الصبح
والمساء ..
تُشبه تلك الأقمار التي أتخيلها في ليل عمري الحزين
وكيف تتبدل الأماني وتصبح أقداراً
ويزهرُ جمال زهرها رغم عجاف الأيام
وتنبتُ قمحاً
وكأنها قمر البلاغة إذ يشتاقُ لغات المحبة صدقاً
ويُشقُّ الغيم كالصبح إذ يتلو صلاته فجراً
هل تنجلي الغيوم
التي حطّت على كتفي أزماناً
وتزهرُ حروفي بين كفتيّ التعبِ
وتتوه الحروف منها لنحادث الأقوال وتصبحُ أفعالاً
وكأنّ مداد كلماتي
لقصيدة الطفولة
قصيدة البدء
التي كُتبت محبّة وعرفاناً.