مفتاح البيت الأبيض بيد كورونا…
} زهر يوسف*
من المبكر الحديث عن الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة الأميركية، ومَن سيكون، أجمهورياً أم ديمقراطياً، دونالد ترامب أم جو بايدن؟ غير أنّ جملة معطيات حدثت وما زالت في أميركا ومنها فيروس كورونا، جعلت ترامب في وضع غير مرتاح، عكس منافسه الديمقراطي بايدن المبتسِم حتى اللحظة.
خرج السيناتور المستقلّ بيرني ساندرز من السباق الرئاسيّ الأميركي، وسلّم الراية لبايدن نائب الرئيس الأميركي السابق، انسحاب حدا بالبعض إلى القول إن مفاتيح البيت الأبيض باقية في قبضة ترامب “ملك التسويق” لولاية جديدة من أربع سنوات، إلا أن مؤشرات عديدة وقعت بدّدت ما ذهب إليه ذلك البعض، فيروس كوفيد – 19 “كورونا” يتصدّر قائمة التحديات المستجدة في الولايات المتحدة الأميركية. فآلية التعاطي الترامبي ومعه إدارته في ملف كورونا تحديداً وما يتفرّع عنه من قضايا وإشكاليات تعصف بالمجتمع الأميركي.
كلها أمور وضعت ترامب في مكان لا يرغب به بتاتاً، لا سيما بالنظر إلى استطلاعات الرأي التي أجريت حتى تاريخه وتكشف عن تقدّم لافت لمنافسه الديمقراطي جو بايدن.
وسائل الإعلام الأميركية التي وصفها ترامب بـ”المزيفة” في أكثر من محفل، تراقب عن كثب ماراتون السباق إلى البيت الأبيض، فمثلا صحيفة نيويورك تايمز – من دون أن تتبنى – استعانت بمصادر قالت إن استمزاج رأي داخل حملة ترامب يقّر أن الأخير خسر التأييد الذي كسبه في وقت مبكر من أزمة كورونا، هذا الاعتراف من داخل البيت الترامبي تزامن مع استطلاعات رأي أجريت في أكثر من ولاية أميركية، موالية كانت لمجلس الشيوخ “الجمهوري” أم مناصرة لمجلس النواب “الديمقراطي” وكشفت بوضوح تفوق بايدن على ترامب، المُطَالَب من قبل مشرّعين جمهوريين أولاً.. للحدّ من ظهوره الإعلامي وتصريحاته المشبعة بالأخطاء حيث يبدو ترامب كـ”مهرج سيرك” مبتدئ ينشد النجومية، ما يفقده أصوات ناخبين قد يجدون في بايدن طوق نجاة؛ وثانياً التحرك بقوة وحزم لمواجهة حالة الركود الاقتصادي التي بدأت في الظهور. الأرق الاقتصادي الذي ينتاب ترامب هذه الأيام ربما هو ما يجعل ترامب لا ينظر أبعد من ذلك، وإلا كيف يمكن تفسير دعوته الأخيرة لسكان الولايات الخمسين إلى “تحرير” الولايات في إشارة واضحة لكسر حالة الطوارئ المعلنة!! بخاصة أن المتابع لتصريحات ترامب منذ ظهور فيروس كورونا بالأمس القريب واللامبالاة التي قابله بها حتى اليوم، حيث تتصدّر أميركا دول العالم في أعداد المصابين والوفيات، المتابع يدرك جيداً أن ترامب ما انبرى يسأل عن فائدة إغلاق البلاد وما خلّفه ذلك من ارتفاع معدلات البطالة. وهذا يكشف أهمية الاقتصاد لترامب، وهو ما دفعه لاستئناف القطاعات الاقتصادية نشاطها، الأمر الذي أثار مخاوف كبيرة وهواجس مقلقة داخل أوساط القطاع الطبي الأميركي إذ في عهد ترامب صاحب شعار “إعادة أميركا عظيمة مجدداً” يتهاوى الأميركيون موتى بأعداد مرعبة كل يوم، كمدينة نيويورك مثلاً التي تدفن ضحايا كورونا في مقابر جماعية.
لذا السؤال كيف نبني موقفاً حاسماً لجهة مَن سيربح الانتخابات الرئاسية الأميركية، الإجابة ستكون أعقد من مسألة أن نصدر توقعات في هذا السياق، بايدن تحدّى ترامب وتوعده بإلحاق أقسى هزيمة، فهل يفعلها بايدن؟ خاصة أن مؤشرات تقول: قد ينجح ترامب!! أم أن كورونا قد يضع الجميع أمام واقع إرجاء الانتخابات من أساسها والمقررة في نوفمبر تشرين الثاني المقبل.
من يحي يرَ!
*صحافية سورية