الدفاعات الجويّة السوريّة تتصدّى لعدوان صهيونيّ استخدم أجواء «التنف» للإغارة على ريف حلب
الدكتور أسامة دنورة، المحلل السياسي والاستراتيجي والعضو السابق في الوفد الحكومي السوري المفاوض في جنيف، قال: «تتقاطع الدوافع الداخلية والخارجية على الأجندة الإسرائيلية لجهة دفعها للاستمرار بالعدوان على سورية».
وأضاف: من ناحية يدرك الإسرائيلي جيدًا أنه مع القضاء المرتقب على المجموعات الإرهابية في الشمال، والتي تلقت لحد الآن ضربات قوية جداً، سيتم ترميم جزء هام من ميزان الردع السوري تجاه الكيان الصهيوني، متابعاً أن «من هنا يظهر أن هناك تخادمًا مؤكدًا بين الإسرائيليين والمجموعات الإرهابية، وهذا الأمر لا يقتصر على تزويدهم بشكل مباشر بالسلاح كما اعترف الرئيس السابق للأركان الإسرائيلية، وبيقين إسرائيلي أن الحفاظ على الإرهاب في المنطقة الشمالية، وعلى النزعة الانعزالية في الشمال الشرقي هو آخر ما يمتلكه من أوراق في مشروع إفشال الدولة السورية».
وتابع: «لذلك نجد أن اعتداءات «إسرائيل» تمتد إلى الشمال عند تخوم المواجهة السورية مع الإرهابيين، وليس في مكان يتعلق بمواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي في الجولان، أو بتسليح المقاومة اللبنانية في لبنان، فالمسعى الإسرائيلي يهدف إلى تقويض الجهد العسكري السوري في مواجهة الإرهاب من جهة، والى انتهاز فرصة ما تبقى من مدة زمنية تسبق عودة موازين الردع المتبادل إلى ما كانت عليه ما قبل عام 2011».
وكانت وحدات من الدفاعات الجوية السورية تصدت لعدوان صهيوني استهدف مركز البحوث في منطقة السفيرة في ريف حلب الجنوبي الشرقي، بحسب سانا.
وقال مصدر أمني سوري، إن «العدوان الإسرائيلي على مواقع عسكرية في ريف حلب الشرقي، مساء الاثنين، تم عبر طائرات استخدمت أجواء قاعدة التنف التي تسيطر عليها «قوات الاحتلال الأميركي».
وقال المصدر الأمني في تصريح، إن «الطائرات الحربية الإسرائيلية قامت باستخدام أجواء منطقة «التنف» مروراً بأجواء الحدود السورية العراقية، وصولاً إلى منطقة الجزيرة السوريّة شرق نهر الفرات حيث مناطق نفوذ جيش الاحتلال الأميركي والميليشيات الكردية الخاضعة له».
وأوضح المصدر، أن «الطائرات الإسرائيلية نفّذت العدوان على موقعين عسكريين في ريف حلب الشرقي من أجواء المناطق التي تسيطر عليها قوات الاحتلال الأميركي شرق الفرات».
وأشار مصدر أمني رفيع المستوى إلى أن «العمل جار حالياً على تقييم الأضرار الناجمة عن هذا العدوان ولا معلومات عن وقوع أي أضرار بشرية حتى اللحظة».
وكان الجيش السوري، قال على لسان مصدر عسكري: «في تمام الساعة 22:32 ظهر على شاشات وسائط دفاعنا الجوي، طيران معاد قادم من شمال شرق أثريا، استهدف بصواريخه بعض المستودعات العسكرية في منطقة السفيرة».
وأضاف المصدر العسكري: «قد تصدت وسائط دفاعنا الجوي للصواريخ المعادية ويتم التدقيق في الخسائر التي خلفها العدوان».
وتأتي هذه العملية استمرارا لسلسلة الهجمات التي شنها العدو الصهيوني في وقت سابق من هذا الشهر، بينما زعمت مصادرة غربية أن العدوان استهدف القوات المدعومة إيرانياً التي توسّع وجودها في الأراضي السورية.
إلى ذلك، قال المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سورية، اليوم الثلاثاء، إن دورية مشتركة للجيشين الروسي التركي نفّذت دورية في الجزء المهم استراتيجياً على طريق M-4 في إدلب، التي تربط مدينتي حلب واللاذقية.
وقال المركز في بيانه «وفقاً للاتفاقات المبرمة بين الرئيسين الروسي والتركي، التي تمّ التوصل إليها في 5 آذار /مارس 2020 في العاصمة موسكو، تم تسيير الدورية الروسية – التركية المشتركة الثامنة على التوالي في 5 أيار / مايو 2020، على جزء الطريق السريع M-4 الذي يربط مدينتي حلب واللاذقية».
وأفاد المركز الروسي للمصالحة أن طائرتين من طراز BTR-82A وعربة مدرعة «Tiger/ تايغر» شاركتا في الدوريات المشتركة من قبل الجانب الروسي.
«وتم التحكم في حركة القافلة الروسية التركية المشتركة من الجو، بواسطة مركبات جوية بدون طيار تابعة لقوات الفضاء الروسية، كما تمّ تنظيم التفاعل بين الطرفين من خلال مركز التنسيق المشترك».
يذكر أن أول دورية مشتركة روسية تركية على الطريق الدولي السريع حلب – اللاذقية، المعروف بـ M-4، جرت في 15 آذار/مارس، والثانية في 23 آذار/مارس، والثالثة في 8 نيسان/أبريل، والرابعة في 15 نيسان/أبريل، والخامسة في 21 نيسان/أبريل، والسادسة في 28 نيسان/أبريل، والسابعة في 30 نيسان/أبريل.